- ليس هناك تضارب بين لجنة الفتوى واللجنة العلمية الصحية لرصد كورونا - أصدرنا 28 بيانا منذ ظهور الجائحة أكد الدكتور محمد العربي شايشي، عضو اللجنة الوزارية للفتوى بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أمس ل«الجمهورية» أن الهيئات الرسمية للفتوى هي المخولة بإصدار الفتاوى التي تنظم احوال الناس وحياتهم. وأضاف الشيخ محمد العربي شايشي الذي يدرس مادة الفقه وأصوله بجامعة الأمير عبدالقادر بقسنطينة، في حوار خص به «الجمهورية» على هامش لقاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حول «لقاء العلماء والدعاة»، أضاف أنه وأمام الفوضى التي تشهدها الساحة اليوم، وظهور الكثير من المتطاولين على الدين والمسائل الشرعية، فإن الهيئات الرسمية هي الأحق بإصدار الفتاوى، نافيا وجود تضارب بين لجنتي الإفتاء واللجنة العلمية لرصد وباء «كوفيد» فضلا عن مسائل أخرى ندعوكم للاطلاع عليها في هذا الحوار : @ الجمهورية : أهمية هذه اللقاءات العلمية الدعوية ؟ خصوصا وأنها تتناول موضوع الفتوى وكيفية إسهام هذه اللقاءات في تنوير الرأي العام، ومحاربة المنابر الدينية الدخيلة على مجتمعنا ؟ ^ د. محمد العربي شايشي : اللقاءات الدعوية فيها خير عظيم، خاصة إذا كان تتناول موضوع الفتوى وهذا الموضوع مهم جدا، لأن الساحة تشهد اليوم فوضى في الإفتاء وتشهد الساحة شيئا من التشويش.. الكثير من المتطاولين دخلوا في الفتوى وهم ليسوا مؤهلين، والكثير ممن دخل في الفتوى ليس لديه المعطيات الكافية لكي يفتي، لأن الفتوى في النوازل وفي القضايا الجديدة، تحتاج إلى جمع معطيات وجمع معلومات، حتى يكون لدى الإنسان تصور كامل، لأن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره، وبالتالي كل المبادرات واللقاءات، التي يتم تناول فيها موضوع الفتوى وضبط الفتوى ومن لديه صلاحيات الفتوى، ومسؤولية ولي الأمر، في تعيين من المؤهلين للفتوى، أو تعيين فريق لكي يتولى أمر إصدار الفتوى، هذا الأمر له دور كبير، لأنه ينظم أحوال الناس، ويسد الباب على المتطاولين، ولما تكون هيئات رسمية في الإفتاء يكون لها القدرة، على بحث المسائل كلها، والقدرة على الوصول إلى ما لا يستطيع الوصول إليه الأفراد، لأن الهيئات الافتائية الرسمية، لها نفوذ خاص يمكن أن تصل إلى المعلومات الدقيقة وأن تصل إلى المؤسسات التي لها علاقة بتلك النازلة التي تبحث عنها .. وكذلك الأمر الآخر هو، أن بعض المفتين يكون لهم تطاول، فيفتي وليس لديه المعلومات الكافية، كذلك هؤلاء ينبغي أن يتم توقيفهم عند حدهم، وينبغي أن ينصحوا بأن الفتوى هي مسؤولية أمام الله عزّ وجل، والمفتي هو في مقام النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال الإمام الشاطبي رحمه الله والعلماء هم ورثة الأنبياء وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه :«أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار» وكان العلماء يشددون في الفتيا، والفتيا بغير علم هي من القول على الله بغير علم. وهذا من المحرمات التي نهى عنها الإسلام. @ هل هناك تضارب بين لجنة الفتوى واللجنة العلمية الصحية، فيما يتعلق بجائحة «كورونا»، وهل هناك تنسيق بينكما في العمل ؟ ^ بالنسبة للجنة العلمية واللجنة الوزارية للفتوى .. ليس بينهما أي تضارب، لا تصدر أي فتوى إلا بعد الجلوس مع اللجنة العلمية، وبحث المسألة من كل جهة، وأخذ المعلومات الكافية، والعلاقة بيننا هي علاقة تعاون وتكامل، وما من فتوى صدرت عن اللجنة الوزارية إلا كانت بالتنسيق مع اللجنة العلمية الصحية، فنحن حتى نصدر الفتوى يجب أن نأخذ التصور الكامل، والتصور الكامل لا بد أن يكون عند الأطباء، فلهذا اللجنة العلمية الصحية، فيها كبار الأطباء والمختصين في الوباء، وعلم الفيروسات والأوبئة، فكل هؤلاء نجلس معهم ونعقد لقاءات، نأخذ المعلومات وبعد ذلك هذه المعلومات نحاول في ضوئها أن نكيف الفتوى .. @ هل يمكن أن تكشفوا لنا عدد الفتاوى التي أصدرتها لجنتكم منذ ظهور جائحة «كوفيد 19»؟ ^ اللجنة أصدرت عدة بيانات، حوالي 28 بيانا منذ ظهور جائحة «كوفيد 19»، كل بيان يشمل قضايا كثيرة، فالبيان تكون فيه مجموعة من القضايا، ولا تكون فيه قضية واحدة، بمعنى كل ما جاء أمرا مستجدا فإن اللجنة تجتمع بعد ذلك يبحثون المسألة، ثم بعد ذلك يصدرون البيان، فالبيان يمكن أن يتكون من 4 قضايا وخمسة، كلها تكون موجودة في هذا البيان، يعني تتناولها لجنة الافتاء وتحكم عليها بالجواز أو التحريم أو الكراهة أو بالشروط أو ضوابط أو نحو ذلك. فاللجنة الوزارية رافقت هذا الوباء منذ أن ظهر في كل فترة إلا وتصدر بيانات وهذه البيانات هي منظمة لأحوال الناس وهي مرشدة لهم وتضبط حياتهم .