الماء نعمة وهو العنصر الأساسي الذي تقوم عليه الحياة فوق هذه الأرض وقد جاء في القرآن الكريم (( وجعلنا من الماء كل شيء حي )) وحتى الحضارات القديمة قامت على ضفاف الأنهار ولا عجب أن نجد مدنا وقرى عندنا تنتمي إلى الماء مثل الحاسي والعين و راس الماء فعندنا حاسي مسعود وحاسي الرمل وحاسي بحبح وعندنا عين الدفلى وعين تموشنت وعين البيضاء وعين الكرمة وعين ارنات وعندنا وادي الفضة ووادي سوف و لا ندري كيف صارت العين (إن) في الولايات الجديدة في جنوبنا الكبير فهل جف الماء فيها فلا عين الصفراء ولا عين قزام ولا عين أم الناس و أخشى أن يتغير المغير وقد صارت للماء أهمية دولية فهناك صراع حول الحدود البحرية وتحديد الجرف القاري لكل دولة وهناك صراع آخر حول مياه الأنهار كما هو الشأن مع دول حوض النيل وسد النهضة الذي تقوم إثيوبيا بإنجازه ومعارضة مصر والسودان له وكذلك الأمر بالنسبة لسورية والعراق وتركيا ويتوقع الخبراء اندلاع حرب المياه في الشرق الأوسط في المستقبل . وبالنسبة إلينا فالأنهار والمجاري المائية أصابها الجفاف والتلوث والمياه الجوفية في تناقص والاستهلاك في تزايد مستمر سواء من مياه الشرب أو السقي والاستعمال الصناعي ومنذ سنوات بدأ الكلام عن وقوع أزمة عطش إذا لم نتخذ الاجراءات اللازمة ونحضر أنفسنا من الآن ولهذا يجب عدم تبذير المياه أولا والتفكير في تصفية المياه المستعملة لاستعمالها في سقي المساحات الخضراء والأشجار والتوجه نحو تحلية مياه البحر وقد سبق القيام بذلك من خلال عدة محطات لتحلية مياه البحر كما حدث في لاية مستغانم وتيبازة وغيرهما و أعطت نتائج إيجابية لكن التجربة توقفت وهذه الأيام عاد الحديث لإقامة وحدات صناعية لتحلية مياه البحر بعد أن عاد شبح الجفاف وتناقص كميات الأمطار هذه السنة وهي مبادرة إيجابية ويجب اعتماد التقنيات الحديثة قليلة الكلفة والمقاومة للتآكل لتحلية المياه ليكون لها مردود أيجابي وتعمر طويلا وتسهل صيانتها أو استبدالها .