التقارير والدراسات الدولية التي تتحدث عن البيئة متشائمة للغاية والسنوات القادمة ستكون خطيرة على البشرية فدرجات الحرارة في ارتفاع والجفاف يضرب مناطق عدة من العالم ومعه العواصف والفيضانات وجليد القطب الشمالي يتعرض للذوبان بكميات ونسب كبيرة واذا استمر الوضع على حاله في التدهور فالعديد من المدن والقرى الساحلية ستختفي وتبتلعها مياه المحيطات والبحار والتلوث ينتشر في البر والبحر والجو ومياه الشرب في تناقص بسبب الجفاف وقلة الأمطار ومساحات الغابات تتقلص نتيجة الاستهلاك المفرط للأشجار بالإضافة إلى التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية . هذا في العالم أما عندنا فالوضع قاتم فالطبيعة قد تغيرت كثيرا نحو الأسوأ فقد جفت الأنهار والمجاري المائية التي كنا نسبح فيها صيفا ونصطاد الأسماك مثل وادي الشلف ووادي ارهيو ووادي الأرجام بفعل الجفاف وتحولت إلى مجاري لصرف المياه القذرة والمياه الجوفية غارت وأصابتها الملوحة والأمطار صارت شحيحة فنحن نعاني من الجفاف للموسم الثاني على التوالي وكميات الأمطار المتساقطة في السنتين الأخيرتين قليلة جدا والسدود تراجع مخزونها من الماء بشكل كبير لأن الوديان التي تغذيها لم تفض بمائها هذه السنة ومع ذلك يسرف المواطنون في استهلاك المياه وعدم المحافظة عليها والاقتصاد في استعمالها ويقومون ببعض الزراعات التي تستهلك الكثير من المياه مثل الدلاع والبطيخ متجاهلين التوجيهات والإرشادات والأراضي الفلاحية في تدهور بفعل الجفاف والتوسع العمراني واختفاء الغطاء النباتي خاصة في المناطق الحضرية عكس المناطق الريفية التي هجرها السكان في العشرية السوداء حيث زادت الغابات نموا وانتشارا لكنها تتعرض للحرائق المتعمدة أحيانا كما حدث الصيف الماضي وحتى صلاة الاستسقاء صارت عندنا بدون جدوى لأننا لم نوفر لها شروطها من تواضع وخشوع وتضرع إلى الله تعالى وإخراج الضعفاء منا من شيوخ وأطفال ومرضى وحتى البهائم كما هو ثابت في السنة النبوية كما الإلحاح في الطلب وتكرار الصلاة إلى غاية الاستجابة والقليل منا يحضرون صلاة الاستسقاء علما أن احتياجاتنا للمياه في تزايد والمياه في تناقص والبيئة في تدهور فمتى نعود إلى رشدنا ونتصرف مع بيئتنا بحكمة وعقلانية لأن حياتنا مرتبطة بها وكذلك صحتنا ومعيشتنا.