مع دخول فصل الصيف، ومع انتهاء الموسمين الدراسي والاجتماعي، تفضل العديد من العائلات بأرزيو بوهران، اصطحاب أطفالها إلى مختلف الفضاءات الترفيهية في المدينة، من شواطئ وحدائق عمومية ومساحات لعب الأطفال،.. ومن بين هذه الأماكن نجد ساحة « أول نوفمبر» المعروفة باسم «البلاسيطة «، والتي تتوسط قلب المدينة، فهي تعدّ من بين أقدم المعالم الأثرية والسياحية في أرزيو، بل ورئة ومتنفس للسكان لاسيما خلال موسم الصيف . ويعود تاريخ تشييد ساحة « أول نوفمبر» إلى حقبة الاستعمار الفرنسي، يقصدها الزوار والوافدون والعائلات من كل حدب وصوب، وحتى من الولايات المجاورة، لأخذ قسط من الراحة والاستمتاع بهواء البحر المنعش، أو ارتشاف فنجان من القهوة في إحدى المقاهي المنتشرة فيها، كما أصبحت فضاء يستقطب مختلف التجار المتجولين وأصحاب الطاولات الذين وجدوا ضالتهم فيها، نظرا لموقعها الإستراتيجي وسط المدينة، حيث نجد هناك تجار الأقمشة، ومعدات الصيد، والألعاب، وطاولات بيع « الفشار» التي يتحلق حولها الأطفال الصغار في جو مرح و بهيج، وكذا فضاء مخصص لسيارات الأطفال الكهربائية بسعر رمزي، كما تتوفر الساحة على موقف مخصص للمركبات.. ولدى تواصلنا مع العديد من المواطنين الذين صادفناهم هناك، عبروا لنا عن استحسانهم الشديد لوجود مثل هذه الفضاءات الترفيهية التي وجدوا ضالتهم فيها للاجتماع مع الأصدقاء والأحباب، وقتل روتين الفراغ، وكذا توفير أماكن آمنة للعب الأطفال، خاصة حول النافورة، لكنها للأسف الشديد أصبحت تعرف تدهورا ملحوظا في الآونة الأخيرة، نظرا لضعف الإنارة العمومية ليلا، وتحطم معظم المصابيح، وتوقف النافورة عن ضخ المياه من وقت طويل رغم القيام بعملية ترميمها وتجديدها ، ولكنها بقيت على حالها جافة دون مياه ، رغم ما يمكن أن تضفيه من جمال و راحة نفسية للزوار، الأمر الذي جعلها عرضة للتخريب ورمي القاذورات فيها، أضف إلى ذلك مشكل غياب الوعي والحس المدني لدى بعض المواطنين الذين يتعمدون إلقاء نفاياتهم، وأكواب القهوة، وأعقاب السجائر، في كل مكان عشوائيا رغم تخصيص حاويات بلاستيكية لجمع القمامات، و قد قامت مجموعة كبيرة من النشطاء، والشباب الغيورين على مدينة أرزيو، والقاطنين فيها، بإنشاء صفحة رسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعنى بنقائص المدينة والمعالم الأثرية والسياحية فيها، التي من بينها « البلاسيطة « الشعبية، ناشدت من خلالها السلطات المعنية وعلى رأسها مصالح البلدية والدائرة بضرورة التدخل العاجل والقيام بعملية ترميم واسعة وجذرية للساحة، حتى تستعيد جماليتها وبريقها المعهود، فلا غنى عنها للعائلات والمواطنين الرزيويين..