فتحت مكاتب الاقتراع أمس أبوابها للهيئة الناخبة منذ الثامنة صباحا حيث اختلفت أجواء الانتخاب من منطقة إلى أخرى و تفاوت الإقبال بين الولايات الغربية للوطن و سجل هذا الاختلاف أيضا بين مراكز الولاية الواحدة و هذا حسب خصوصيات كل منطقة فالظروف المناخية غير المستقرة التي ميّزت معظم ولايات غرب الوطن و استمرار تساقط الأمطار عطّل نوعا ما سير العملية الانتخابية، و في بعض المناطق شُلت الحركة بسبب تجمع مياه الأمطار بعدة محاور ،و لهذه الأسباب سُجل تذبذب في الإقبال على صناديق الاقتراع خلال الساعات الأولى من انطلاق التصويت ثم ارتفعت النسبة تدريجيا بعد الزوال و هو ما يحدث في أغلب الاستحقاقات. و شهدت العديد من المناطق النائية اهتماما بالغا لسكانها بالمحليات ربما لأن الأمر يعنيهم و يهمهم أكثر من الاستحقاقات السابقة فهذه المرة يتعلق الأمر بترشح أشخاص يعرفونهم حق المعرفة ، قد يكونون من أقاربهم أو عشيرتهم أو جيرانهم و في مثل هذه المواقف تدفع الحَمية أو الانحياز لأشخاص معينين بالمواطنين إلى التصويت لمنح فرصة أكبر في الفوز لهؤلاء ،فلا تزال العديد من المناطق تُسيّر بفكر العشيرة و منه يحظى مترشح واحد أو أكثر بالإجماع فيتفق الأغلبية على منحه أصواتهم .و في حالات أخرى يحظى حزب معين أو قائمة بالإجماع أيضا بعدما توفرت فيها كل الشروط و الخصائص التي يبحث عنها الناخب. و قد صنع كبار السن و النساء الحدث بالولايات الجنوبية كأدرار و تيميمون و برج باجي مختار بتوافدهم على صناديق الاقتراع منذ الساعات الأولى حيث عجّت مكاتب التصويت بالنساء و المرافقين من الأطفال ، فبهذه المناطق لا يزال المواطن يتمسك بحقه في التصويت و يرى فيه واجبا وطنيا و خاب من فرّط فيه و نفس الأجواء شهدتها أيضا العديد من المناطق الداخلية و منها البيض و الأبيض سيدي الشيخ حيث لم تمنع التقلبات الجوية و بُعد المسافة سكان البنود و الجليد و غيرهم من سكان المناطق النائية من التصويت فهذا اليوم بالنسبة لهؤلاء عيد وجب التحضير له و الحضور في الوقت المحدد، كما تزامن تاريخ الاقتراع مع أيام فتح الأسواق الأسبوعية بالبيض .أما بالمناطق الشمالية فلوحظ خلو المكاتب من الناخبين في الساعات الأولى أيضا لنفس الأسباب و الظروف فالأمطار و برودة الطقس ساهما في تعطيل العملية الانتخابية و ذلك إلى غاية الزوال و كثيرون من أدّوا واجبهم بعد صلاة الظهر أو العصر. * سكان القرى و الدواوير يصنعون الحدث و لوحظ ببعض قرى ولاية عين تموشنت توافد أعداد كبيرة من سكانها على مكاتب الاقتراع بدليل أن نسبة المشاركة عند الحادية عشر صباحا تراوحت بين 7 و8 بالمائة و في بعض المناطق الحدودية بتلمسان كانت في حدود 30 بالمائة و هي أرقام مرتفعة مقارنة بالنسبة الوطنية التي كانت 4.12 بالمائة في نفس الفترة. و حسب المندوبيات الولائية للسلطة المستقلة للانتخابات فإن العملية جرت في ظروف عادية مع احترام البروتوكول الصحي الموضوع لحماية الناخبين و المشرفين على الانتخابات من عدوى كورونا .و مهما كانت نسبة استجابة المواطن الجزائري لهذه المحليات فإن الفئة التي أدت واجبها لا بدّ أن يُحترم رأيها و يُستجاب لتطلعاتها و طموحاتها ،فالمواطن أدّى ما عليه و اختار من يمثله في البلدية حتى لا يلوم و لا يتذمّر بعد صدور النتائج النهائية .و يبقى على الأشخاص الذين حظوا بثقته و صوته أن يصونوا الأمانة و يحافظوا على هذه الثقة و يجسّدوا كل ما وعدوا به و يفرضوا برامج بلدياتهم على السلطات الولائية أو حتى المركزية حتى تحظى الجماعات المحلية بالمشاريع التي ستُحسن ظروف عيش سكانها و يُستدرك التأخير الكبير في التنمية ، ليس فقط في مناطق الظل بل حتى في المدن و هو ما عبّر عنه الناخبون الذين التقتهم «الجمهورية» ببعض المكاتب أثناء تأديتهم لحقهم في التصويت.