دخل العديد من المواطنين بالعديد من القرى المتاخمة لمدينة لوهران و حتى ببعض أحيائها بمجرد حلول فصل الشتاء في رحلة ماراطونية لجلب قارورات غاز البوتان اشتد السباق فيها باشتداد درجة البرودة هذه الأيام، في الوقت الذي تذبذبت فيه عمليات التوزيع بين القلة و الوفرة ما بين منطقة و أخرى و تفاوتت بها الأسعار ليجد المواطن نفسه مضطرا لدفع ثمن الضريبة غاليا. إذ تعاني العديد من العائلات بعدة مواقع بولاية وهران من شرقها الى غربها و حتى وسطها خلال هذه الفترة من ندرة في قارورات غاز البوتان بالمحلاتن و في حين توفرها فأنها لا تعرض بالسعر الرسمي المحدد لها ب200دج، و تأتي في المقدمة تلك المناطق التي سبق و أن وقفنا فيها على معاناة سكانها على غرار منطقة واد تليلات طافراوي و خمس قرى ببلدية عين الكرمة منها بوتليليس بوياقور بريدعة ، القطاع الحضري بوعمامة و القطاع الحضري مقراني و أحياء مجاورة لمنطقة عاصمة البيتروكيمياء كسيدي بن يبقى و كريشتل هذا إلى جانب معاناة الكثير من سكان الأقبية و أسطح العمارات و الأحياء الفوضوية و مستأجري المنازل الذين لا يمكنهم الاستفادة من غاز المدينة و لو توفرت شبكة الربط لخروجهم عن الاطار القانوني الذي يخوَل لهم ذلك. قارورات غاز البوتان تخزن بالمنازل التف حولنا بالأمس مجموعة من سكان كريشتل ليسردوا تفاصيل معاناتهم منذ سنوات مع قارورة غاز البوتان حيث صرح أحدهم و هو صياد " نحن سكان منطقة تفتقر لأدنى متطلبات الحياة و يأتي في المقدمة غاز المدينة مما يجعلنا نضطر الى شراء القارورات التي لا تسد حاجتنا من طهي و تسخين" هذا و يضيف اخر و هو صاحب مطعم قائلا "انا استرزق رفقة العديد من الشبان من هذا المطعم منذ سنوات و لا زلنا لحد الساعة نسيَر مطعما بالطهو على أفران باستعمال غاز البوتان و و نضطر لاستعمال عدد من القارورات و نخزَن قارورات أخرى خوفا من الوقوع في ازمة كما هو الشأن بالنسبة لجميع سكان المنطقة لأنَ بوادر الأزمة باتت تلوح في الأفق رسمتها معالم الندرة و التذبذب في الاسعار بين يوم و اخر لتصل الى 250دج للقارورة" و قد تمت الاشارة من قبل السكان الى أنَ عدد المحلات بمنطقتهم قليل جدا و مسالكها صعبة و عندما لا تتوفر تلك القارورات بها يضطرون لقطع كيلومترات نحو قديل لشرائها من محطة البنزين ب 200دج لكن الكثير منَا ممن لا يملكون مركبات يضطرون الى دفع ما بفوق سعر القارورة الى سائقي الكلوندستان . و تقول مواطنة من حي بن عربة "الروشي" سئمنا من ترقب شاحنات البيع عبر النوافذ للنزول و شراء قارورات أنهكت قوانا في زمن يلتفت فيه أقوام آخرون نحو أمور اخرى من شأنها الصعود بعم نحو سلم النجاح و نحن في سنة 2015 تخلصت فيها بلدان فقيرة من هذه المشاكل . يقول مواطن اخر من منطقة طافراوي "معاناتنا مع قارورات الغاز لا تزال مستمرة و نضطر لشراء أكثر من قارورتين في الشهر بسعر يفوق أحيانا 250دج خاصة بالمناطق الجبلية كسيدي غالم و ما نلنا من السلطات المحلية سوى وعود واهية على مدار سنين طويلة إذ سيق و أن قيل لنا أنَ منذ 4 سنوات أنَ غاز المدينة تمَ برمجته و ستفك الأزمة على ذلك الأساس سنة 2013 ثم قيل بداية 2014 بعدها قيل في جوان 2014 و اخر ما سمعناه من قبل المسؤولين هو بداية 2015 و الواقع لا يشهد على أقوال صادقة سوى أقوال الارتفاع في الأسعار و ندرة في المادة" يقول ساكن بحي سيدي بن يبقى " زيادة على المشاكل التي يتخبط فيها اهل منطقتي من غياب التهيئة الحضرية و انعدام لشبكة الغاز الطبيعي و البطالة و تلوَث المحيط تعمَقت معاناتنا بندرة قارورات الغاز في عز فصل الشتاء و صارت منازلنا مخازن لهذه القارورات فكل عائلة تضاعف عدد القارورات خوفا من الوقوع في ورطة" عائلات تشتكي و مسؤولون يعدون مئات العائلات تشتكي مرارة الوقوع في الازمة و العديد من المسؤولين على رؤوس المجالس البلدية بولاية وهران يردون بالوعود و برمجة الكثير من المشاريع و العمل على الدفع بعجلة التنمية نحو الامام و في مقدمتها مشاريع ربط الأحياء بشبكة غاز المدينة و في نفس الوقت أخلوا مسؤولياتهم فيما يتعلَق بالأحياء الفوضوية. تضاؤل في عدد الباعة عند زيارتنا لبعض المناطق السالف ذكرها قمنا بسؤال العديد من بائعي قارورات غاز البوتان و و الذي على ما يبدو أنَه قلة بكل حي لاحظنا أنَ هناك تذبذب في الاسعار و هي تتراوح ما بين 220 الى 250 دج ، و قد أشار لنا البعض منهم أنَه خلال السنوات الفارطة كان معظم أصحاب محلات بيع المواد الغذائية يوفرون تلك المادة لكنَهم تراجعوا عن ذلك كثيرا خلال السنوات الأخيرة لأسباب متعددة أهمَها استفادة العديد من العائلات من غاز المدينة مما جعل عدد الزبائن يتضائل يوما بعد يوم زيادة الى أنها باتت تجارة متعبة و غير مربحة . اضراب أصحاب الشاحنات نهاية ديسمبر عمَق الأزمة من جهة أخرى التحقنا بعدة محطات للبنزين التي تمثل نقاطا لبيع قارورات غاز البوتان على غرار محطة ب سيدي البشير و محطة أخر بقديل أين تبيَن لنا أنَ سير البيع يمشي بشكل عادي بسعر 200دج للقارورة ، و قد جمعتنا دردشة قصيرة مع بعض الباعة على مستوى إحدى المحطات الذين قالوا أنَ عدد الباعة من أصحاب الشاحنات في تناقص مستمر بالرغم من توفر المادة بالمحطات مما دفع بالعديد من المواطنين للنزول و شراء القارورات بأنفسهم بدل ايصال المادة الى أحيائهم .هذا و تجدر الاشارة الى أنَ عددا من موزعي و بائعي هذه المادة سبق و أن هددوا بالدخول في اضراب يوم 26 من شهر ديسمبر الفارط و ذلك بوقفة احتجاجية نظموها أمام مصنع بالمنطقة الصناعية بأرزيو و رفضوا شحن شاحناتهم مطالبين بتلبية مجموعة من المطالب في مقدمتها توفير شروط الأمن و السلامة أثناء الشحن و مما خلق أزمة خانقة بالمناطق التي تفتقر الى غاز المدينة. من جهتنا التحقنا بمركز نافطال بحي لالوفا بالسانيا أين طرحنا الانشغال على احد المسؤولين الذي اشار أنَ سير عمليات توزيع قارورات الغاز على مستوى ولاية وهران سير بشكل عادي بجميع نقاط التوزيع بسعر 200 دج .