استبشرت مناطق الشمال و الهضاب العليا بقدوم المطر والثلوج بعد طول انتظار لينزل غيث الرحمة ويروي الأرض التي كادت أن تجف وببعث الأمل في العباد وهو الحدث الأبرز وكيف ونحن قد شارفنا على توديع فصل الشتاء دون أن ينزل المطر و ترتوي الأرض لتمتلىء السدود بالمياه الضرورية للناس وللزراعة ولا يمكننا والحال هذه سوى أن نحمد الله على هذه النعمة والرحمة و نتمنى أن يتواصل نزولها لتأخذ الأراضي الزراعية كفايتها و يمكن استدراك ما فات في هذا الموسم الفلاحي خاصة أن النشرات الجوية الخاصة تتحدث عن تساقطات للمطر و الثلوج ورياح قوية على منطقة الشمال من سكيكدة الى بجاية وجيجل وتيزي وزو و وبومرداس والمدية والبويرة والبليدة وتيبازة والجزائر العاصمة وشمال سطيف التي ستخصها أمطار غزيرة وبرد ورياح قوية فيما يتوقع تساقط مهم للثلوج في المرتفعات الغربية بتلمسان والبيض وتيارت وسعيدة والنعامة ليصل سمك الثلوج الى 15 سنتمترا بهذه المناطق. انه لا يمكننا أن ننكر أو نتجاهل مدى القلق الذي أصابنا بسبب تأخر المطر هذا العام و راح الناس جميعا يتمنون قدومه خاصة وأننا عشنا في الأسابيع الماضية فترة ارتفاع في الحرارة زاد من قلق الجميع لنرى اليوم الأرض تنتعش من جديد وتنبعث فيها الحياة مع قطرات الغيث ونعيش وان كان ذلك متأخرا أجواء الشتاء التي كانت ولا تزال تميز بلادنا لكن مع فرحتنا بهذا الضيف العزيز نتمنى أن يكون غيث رحمة خاصة اذا تذكرنا من يسكنون البنايات الهشة والأحياء الفوضوية التي تفتقر الى أدنى المرافق ولا تغيب عنا في هذه العجالة الاشارة الى مناطق سكنية كثيرة في مدينتنا ومدن أخرى من الجزائر تكتظ بالسكان الذين ينتظرون على أحر من الجمر موعد ترحيلهم الى مساكن لائقة بعد عقود من الزمن وسنوات عاشوها هم وأبناؤهم في البناءات الهشة والمساكن القديمة و العتيقة التي أكل الدهر عليها وشرب ويعيشون ظروفا مأساوية تزداد سوء في كل شتاء خشية أن تنهار عليهم سكنات الفقر والعوز تلك ويرجون رحمة الله في كل حين هي اذن أمطار الأمل التي نرجو أن تتزامن مع تحقيق أمنيات هؤلاء الناس في أبسط ما يرجوه المواطن الجزائري وهو السكن اللائق الذي يحفظ له كرامته مادامت فئة كبيرة من الجزائريين ومنهم نسبة كبيرة من الشباب يدورون في الحلقة المفرغة للبطالة و يركظون يوميا وراء رزقهم يلتقطونه من هنا ومن هناك لكن التفاؤل يظل مطلوبا مادام المطر قد جاء بعد أن كدنا أن نفقد الرجاء في قدومه.