يرى الكاتب الجزائري سلمان بومعزة أن التتويج بالجوائز الأدبية تمنح للكاتب أو الفنان دفعا معنويا وحافزا أكبر على مواصلة إبداعه وإنتاج أعمال أكثر احترافية، وتحمله مسؤولية أكثر من أجل الارتقاء أكثر بأعماله للوصول إلى المستوى المطلوب. أوضح الكاتب سلمان بومعزة المتوج مؤخرا بجائزة علي معاشي للمبدعين الشباب في دورتها ال 15، عن روايته "صاد، دال، عين" الصادرة عن دار ساجد للنشر والتوزيع، حيث نال من خلالها الجائزة الثانية، أن الجوائز الأدبية مهمة في مسيرة كل أديب أو فنان من ناحيتين المعنوية والمادية، فهي تكسبه الثقة للكشف عن قدراته وتمنحه الاستمرارية والعطاء بأسلوب أكثر رزانة وتميزا، وقال بهذا الصدد " التتويج يمنح للفنان دفعا معنويا وحافزا أكبر على مواصلة إبداعه وإنتاج أعمال أكثر احترافية وجودة ومسؤولية شاقة من أجل المواصلة في المستوى المطلوب". وعن بدايته في الكتابة يقول إنه توجه لهذا الإبداع الأدبي منذ مرحلة التعليم المتوسط، حيث كان يجد في كتابة القصص والشعر فسحة من الجمال والتعبير، مشيرا أنه لم يزال في بداية مشواره ولم يكون بعد أسلوبه الخاص في الكتابة، لكنه سيسعى من خلال أعماله للتطرق إلى قضايا مجتمعه واستخلاص التجارب من الحياة اليومية وطرحها في قالبه الخاص. أما فيما يتعلق بالرواية المتوجة والتي تعد ثاني عمل في رصيده الأدبي بعد مجموعته القصصية التي تحمل عنوان "قبل الساعة الرابعة" الصادرة سنة 2016، يقول المتحدث إنه حاول من خلالها الغوص في أعماق المجتمع الجزائري، حيث تطرق فيها إلى المشاكل والعنف الأسري، ضد الأبناء والاضطهاد الذي يعانون منه الناتج عن أساليب حياتية يفرضها الإباء دون فتح قنوات حوار بينهم، ويشير إلى أنها رواية نفسية تحمل طابع تراجيدي وتتناول بعض الأفكار الفلسفية التي تبرز جانبا من المشاكل الاجتماعية ومحاولة تحديد المسؤولية، كما تطرق إلى مشكلة العنف الأسري ضد الأبناء والاضطهاد الذي يعانون منه، إذ يمكن أن يصل هذا العنف إلى الإمعان والتشديد في القهر وغلق كل أبواب الحوار. ويضيف في السياق ذاته أن هذا العنف الذي يعيشه الأطفال بشكل يومي يجعلهم يعيشون متقوقعين على ذواتهم ويبحثون عن أي مخرج ينسيهم السوء الذي يتعرضون له داخل الأسرة وحتى في محيطهم الذي يزدريهم، مما قد يودي غالبا إلى تكوين شخصية منكسرة تعيش طوال حياتها تخشى من ظلها، وليس لها القدرة على تقرير أي مصير خاص بها، أو أن تخلق لنا شخصية متمردة على سلطة الأهل وظلم المجتمع بعد أن تكون قد بلغت أقصى درجات التحمل. الرواية تدور أحداثها حسب كاتبها حول شخصية البطل "عمار" الذي يجد نفسه منذ نعومة أظفاره تحت وطأة العنف الأسري والاضطهاد المجتمعي والعيش في دوامة من الشقاء واليأس، حيث يعايش الطفل "عمار" في داخله تضارب الرغبات بين مستسلم راضخ لما فرضته أيدي الأقدار ومنتفض يحاول باستماتة أن ينسلخ من سنوات الألم والإجهاد، يضيف الكاتب، مشيرا إلى أن بطل الرواية يحاول أن يخرج ليس كفراشة هزيلة من يرقة، بل كغول متمرد يحاول الثأر لنفسه متبجحا بالنصر، منكرا ماضيه الأليم في محاولة بائسة منه.