الحديث عن الأدب الشعبي حاجة ملحة فرضتها إشكالية البحث في القيم الثقافية والاجتماعية والفكرية الأصيلة للشخصية الوطنية، فالأدب الشعبي يعد أهم الركائز الثقافية الوطنية والبحث في مجاله بحث أصيل مرتبط بالكيان الثقافي، لأن من لا تراث له لا حاضر ولا مستقبل ولا بقاء له. نعيم عصماني واحد من الشعراء الشباب الذين أثبتوا أن القصيدة كالسهم، تلج الأفكار وتحرك العواطف، تثير ردة الفعل. يرى الشاعر الشعبي نعيم عصماني أن الكلمة يمكنها أن تفسد وتصلح أيضا وشعراء الشعبي يسعون دائما إلى تقديم قصائد بمعان تصب جميعها نحو الخلق الحميد، كما فعل من سبقونا حتى خلدت كلماتهم في الأذهان وحفظت أسمائهم عبر التاريخ ويعتبر الشاعر عصماني القصيدة الشعبية هي الأقرب لمختلف فئات المجتمع الجزائري، خاصة وأنها تخاطبهم بلغتهم العامية اليومية وهو ما قد يسهل من فهمها، وفي الكثير من الأحيان، الاستشهاد بها في معاملتهم اليومية، معتبرا أن الشعر الشعبي هو الأقرب الى السمع، والأقدر على تمرير الرسالة التي يرغب في إيصالها الشاعر للمتلقين. وعن القصائد التي تستلهمه لكتابتها، يقول الشاعر نعيم عصماني : الشاعر جزأ من المجتمع فان تألم هذا المجتمع تام هو أيضا واسعد فهو يعيش السعادة أيضا، ويضيف: أغلب قصائدي تعبر عن المعاناة تقريبا، والتوجيه، والموعظة، ناهيك عن القصيدة الدينية والتي كتبتها مؤخرا عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تروي حياته منذ نشأته إلى غاية وفاته صلى الله عليه وسلم. وعن قصائده التي تسرد المعاناة يقول نعيم عصماني "الشاعر ليس بمنأى عن الظروف الاجتماعية القاسية التي يعيشها أفراد المجتمع، وعليه فان الجميع يتجرع مرارة الظروف، لكن الشاعر ربما الأقرب إلى ترجمة أحلامه وأماله إلى كلمات يلملم بها جراحه وجراح أمثاله من المغبونين ، ويكون قد مرر رسالته وهذه هي غايته. مضيفا : "يعتقد الكثيرين أن الإنسان المثقف ربما هو أحسن حالا من الآخرين، وهو اعتقاد لا أساس له من الصحة، فأنا شاعر واكتب القصيدة واعبر عن معاناة وأفراح المواطن، لكن وضعي الاجتماعي مزر جدا، فانا انتظر السكن منذ سنوات رغم "الضيق" الذي أعيشه بكل معانيه الصعبة، لكن لا احد وضع هذا المثقف الشاعر في الحسبان رغم المحاولات مع مختلف المسؤولين، وهو ما يعني إن المثقف بالرغم ما يمنحه من تنوير للمجتمع، وتوجيه يقابله الإجحاف وهو ما يجلني كشاعر اكتب واكتب لتصل كلمة الحق إلى كل ظالم ليعود إلى الصواب. وعن الوضع الذي تشهده البلاد يقول الشاعر نعيم عصماني : "في الوقت الراهن نحن في أشد الحاجة إلى التضامن والتماسك أكثر من أي وقت مضى، الشعب الجزائري يعرف كيف يخرج من الأزمات ، وهناك تجارب كثيرة ، وعليه فان هذا الشعب العظيم يؤكد في كل محنة بأنه أكثر ثباتا ووقوفا إلى جانب بعضه البعض، من اجل هذا الوطن الذي لا نملك سواه". وختم الشاعر الشعبي نعيم عصماني حديث بالقول : نحن اليوم أكثر تضامنا وتماسكا ، كل عاصفة تعصف بنا الا وخرجنا منها سالمين بحول الله ، ونأمل أن تكون بلادنا بخير بفضل رجالها ونسائها ، لأننا جميعا مرتبطين بهذا الوطن أي دافع عنها أجدادنا.