يعد المركز الجهوي لقيادة شبكات توزيع الكهرباء التابع لشركة سونلغاز–التوزيع بقسنطينة، أحد أبرز الهياكل العصرية التي تم إنجازها بهدف تحسين مراقبة واستغلال الشبكات الكهربائية عبر ولايات شرق البلاد، بالاعتماد على نظام الإشراف والتحكم عن بعد (سكادا). وأوضح المدير المحلي للتوزيع، العربي بوخاتم، في تصريح لوأج أن هذا المركز يشكل "رافعة تقنية متقدمة لضمان الاستغلال الأمثل للشبكات ورفع جودة الخدمة المقدمة للمواطنين"، بفضل آليات المراقبة والتحكم عن بعد في التجهيزات الحيوية كالقواطع الكهربائية والمفاتيح الآلية. ويغطي المركز، الذي يعمل على مدار الساعة، شبكات التوزيع ذات التوتر المتوسط عبر ست ولايات بشرق البلاد هي: قسنطينة، ميلة، أم البواقي، تبسة، خنشلة وباتنة، مع دعم هذه التغطية بمراكز قيادة محلية لضمان سرعة التدخل. كما يشرف حاليا على تشغيل ومتابعة 10 محطات كهربائية وأكثر من 200 تجهيز استراتيجي، ما يسمح بالتدخل السريع وتقليص مدة الانقطاعات وضمان الأمن الطاقوي. وكشف إلياس شناشر، رئيس مصلحة بمركز التحكم، أن الأعوان نفذوا منذ بداية السنة أزيد من 8200 مناورة عن بعد، الأمر الذي ساهم في تقليص آجال التدخل وتفادي تنقل الفرق الميدانية في العديد من الحالات. ولتدعيم فعالية المراقبة والاتصال، قامت مديرية التوزيع بقسنطينة خلال سنة 2024 بمد 26 كلم من الألياف البصرية مع برمجة 18 كلم إضافية خلال السنة الجارية، ما يتيح مرونة أكبر في ربط المنشآت وتسريع معالجة الأعطاب. وإلى جانب مهامه التقنية، يضم المركز وحدة مخصصة لمعالجة شكاوى المواطنين تعمل على مدار 24 ساعة، حيث تكفلت منذ بداية السنة ب 4895 شكوى، منها 3609 مرتبطة بالكهرباء و1002 بالغاز و284 متنوعة، ما يعكس حرص المؤسسة على التقرب من زبائنها. وأكد السيد بوخاتم أن تطوير هذا المركز "يندرج ضمن استراتيجية سونلغاز–التوزيع الهادفة إلى تحسين الخدمة العمومية ورفع مستوى الأمان والاعتمادية في استغلال الشبكات الطاقوية، فضلا عن ضمان استجابة أسرع لانشغالات المواطنين". وبفضل هذه المقاربة التي تجمع بين البعد التقني والخدماتي، أصبح المركز الجهوي لقيادة شبكات التوزيع بقسنطينة "قاطرة حقيقية لتحديث أساليب الاستغلال الطاقوي بشرق البلاد".