انفجرت الأمور في بيت أهلي البرج بطريقة كانت متوقعة من الجميع، حيث هدّد لاعبو الفريق بمقاطعة الحصة التدريبية لصباح أمس على خلفية عدم تسوية مستحقاتهم العالقة.. وهو ما أحدث حالة طوارئ في ملعب 20 أوت خاصة أنّ اللاعبين كانوا جادين في تهديداتهم وطالبوا بحضور الإدارة لوضع النقاط على الحروف حول الوعود التي تتكرّر من الأسبوع الماضي دون أن يتم تجسيدها على أرض الواقع من طرف الرئيس مسعودان الذي تنقل لمقابلة المدرب إفتيسان على جناح السرعة. اللاعبون أكدوا للمدرب إفتيسان عدم قدرتهم على العمل وتفاجأ المدرب يونس إفتيسان بخطاب لاعبيه الذين أكدوا له أنهم ليسوا في أحسن حال نفسيا ولن يتمكّنوا من العمل أو التدرب في هذه الوضعية، كما اشتكى اللاعبون من تعامل الإدارة معهم في هذه المشكلة خاصة أنّ عددا كبيرا منهم لم يتلق أجره الشهري منذ 3 أو 4 أشهر، فضلا عن اللاعبين الذين يدينون بمستحقات من الموسم الماضي في صورة منصور، بن طيب، فراجي وبقية القدامى. إفتيسان حاول احتواء الوضع وتحدّث مع أشباله بصراحة وأمام هذا الوضع لم يجد المدرب إفتيسان من حل سوى الحديث مع لاعبيه بصراحة، حيث أكد لهم أنه لا يستطيع العمل معهم إذا لم يكونوا مركزين على التدريبات، مشيرا إلى أنه يوافقهم الرأي في المطالبة بحقوقهم لكنه يختلف معهم في الطريقة والوقت الذي جاء أياما قليلة جدا قبل موعد هام في باتنة أمام المولودية المحلية، ليقرر إفتيسان بعد ذلك الاتصال بالرئيس مسعودان لإخباره بالمستجدات مطالبا إياه بالحلول والتصرّف بالطريقة الصحيحة قبل انفلات الوضع داخل التشكيلة. اللاعبون تدرّبوا وإفتيسان اجتمع مع الرئيس وتمكّن المدرب إفتيسان من إقناع أشباله بضرورة التدرب حتى لا تتأثر لياقتهم قبل موعد باتنة رغم أن لا شيء سيفيد اللاعبين في حالة عدم تركيزهم على العمل، وفي الوقت الذي كان فراجي وزملاؤه يتدرّبون تنقّل إفتيسان للاجتماع بالرئيس مسعودان تاركا مهمة تدريب الفريق لمساعده بوجمعة، قبل أن تختتم الحصة في منتصف النهار وسط أجواء مشحونة ومعنويات محبطة وتخوّفات على مستقبل الفريق في المنافسة الرسمية. الوالي يكون قد تنقل مساء أمس لمقابلة اللاعبين وفي الوقت الذي كان اللاعبون يتناولون وجبة الغداء اتصل المدرب إفتيسان بمساعده ليخبره بأن اللاعبين مطالبون بالتنقل إلى الملعب على الساعة السادسة مساء لأجل مقابلة الوالي الذي وعد بتسوية الوضعية، ورغم أنّ اللاعبين تفاجأوا لأن الحصة لم تكن مبرمجة أصلا إلا أنهم فضّلوا حضورها على أمل تلقي ضمانات من الوالي أو تسوية المنح، خاصة أنهم يتحدثون عن أزمة يتخبّطون فيها بسبب تأخر دفع أجورهم وباقي مستحقاتهم. الأنصار يحمّلون الإدارة مسؤولية ما يحدث وحمّل الأنصار إدارة الفريق المسؤولية مطالبين بإيجاد حلول في القريب العاجل وتوفير مصادر تمويل لأنه عمل الإدارة وليس عمل الأنصار، كما صعّد البعض اللهجة مع اللاعبين أيضا في سيناريو قد يطيح بمشروع مسعودان، وحسب بعض المناصرين فإن ما يجري في الفريق على مرأى ومسمع من أصحاب المال والأعمال لا يدل إلا على شيء واحد وهو أن الأهلي لا يهم إلا أنصاره البسطاء. ===================== سيتنقل لمواجهة ملاحقيه في الجولات الثلاث القادمة الأهلي مقبل على منعرج خطير في البطولة وحذار من اللعب بالنار بعد خسارة المباراة الأولى من مرحلة العودة أمام مولودية قسنطينة يكون الأهلي البرايجي قد ضغط على نفسه بشدة، خاصة أنه سيتنقل في خرجة أخرى لمواجهة مولودية باتنة وهي المباراة التي يجب أن لا يخسرها لأنّ عواقب الهزيمة ستكون وخيفة على الفريق لأنه بعد استقباله لترجي مستغانم سيسافر إلى بشار لمواجهة شبيبة الساورة المرشحة لتقليص الفارق أكثر في حالة تعثّر الأهلي في باتنة على اعتبار أنها ستستقبل أمل مروانة. الصعود يُلعب خارج الديار وفي مرحلة العودة والمعروف أن رهان الصعود يُلعب دائما في مرحلة العودة لذلك يجب على الأهلي تسيير الفترة المقبلة بذكاء وعدم تسجيل نتائج سلبية تُدخل الشك في نفسية لاعبي الشكيلة، فالأهلي لم يكن لينهي الشطر الأول من البطولة كبطل للشتاء لولا أنه جلب نقاطا عديدة من خارج الديار، لكن في حالة حدوث العكس خلال هذه الفترة فإنّ الفارق سيتقلّص أكثر وسيصبح خطر فقدان الريادة كبيرا، في سيناريو حصل لشباب قسنطينة الموسم الماضي حيث فقد الريادة في الجولات الأخيرة ولم يسترجعها إلا بشق الأنفس. الساورة تضغط، باتنة تنتظر ومستغانم تطمع ويجب على تشكيلة المدرب يونس إفتيسان أن تعي جيدا ما ينتظرها من تحديات في المرحلة القادمة، حيث أنّ جميع الفرق القريبة منها تضغط بشدة لتحسين رصيدها من النقاط والبقاء مع كوكبة المقدمة، في صورة الساورة التي ضغطت على الأهلي وتمكّنت من تحقيق الفوز خارج الديار في الجولة الماضي شأنها شأن "الموك" التي صعدت للمرتبة الثالثة وأيضا مولودية باتنة التي لا تفكر سوى في الإطاحة بالأهلي بعد أن جانبت الفوز في وهران أمام الجمعية المحلية وعادت بتعادل من هناك، وحسب بعض العارفين فإنّ حتى ترجي مستغانم سيأتي للبرج من أجل تحقيق نتيجة إيجابية . الأنصار يثقون في اللاعبين وسيواصلون التشجيع ورغم ما جرى من مشاكل داخل الفريق هذه الأيام إلا أن الأنصار يرفضون الاستلام في هذه المرحلة الحساسة، حيث وجّهوا نداءات كثيرة للاعبين لأجل العودة إلى السكة الصحيحة بسرعة لأن ما حصل هو خسارة لقاء واحد ليس إلا، لكن بتطوّر الأوضاع واختلاط الحابل بالنابل والتفكير في الأموال على حساب الأهلي فإن سلسلة النتائج السلبية ستتواصل مادام أهم شيء يساعد الفريق على الفوز هو الإخلاص في العمل. ما حصل عبرة للجميع ومداخيل الملعب يجب أن تعود ويرى بعض عشاق الأهلي أنّ دور الأنصار يجب أن يكون كبيرا في هذه المرحلة، حيث على الجميع أخذ العبرة والتحلّي بروح المسؤولية لمساعدة الفريق بثمن التذكرة في اللقاءات القادمة، فالأنصار الذين تنقلوا إلى قسنطينة أكدوا أنهم اقتنوا التذاكر بمبلغ 300 دج دون أن يُحدثوا أي مشكل، وهو ما يجب أن يفعلوه في ملعب 20 أوت لمساعدة النادي على تأمين مبالغ مالية يمكنها حل العديد من المشاكل. =============== مسعودان يلتقي الوالي ويتلقى مساعدة معتبرة تمكّن رئيس مجلس إدارة الفريق جمال مسعودان أمسية أول أمس من مقابلة الوالي عز الدين مشري من أجل التباحث حول الظروف الصعبة التي يمر بها الأهلي خلال هذه الأيام، ولأن المشكل الأساسي يتعلق بالأموال فقد أكدت مصادرنا أن الوالي منح مبلغ 470 مليون لرئيس الأهلي من أجل تسيير هذه المرحلة، لكن هذا المبلغ لن يكون كافيا إلا لتسوية المنح العالقة والمقدّر بحوالي 18 مليون سنتيم لكل لاعب.