* أبو أمامة رضي الله عنه * عن رجاء بن حيوة عن أبي إمامة رضي الله عنه: أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوةً فأتيته فقلت: يا رسول الله، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ، فقال: "اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ"، فقال: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، حتى ذكر ذلك ثلاثة مرات، قال ثم أتيته فقلت: يا رسول الله : إني أتيتك تترى -يعني ثلاث مرات- أسألك أن تدعو لي بالشهادة، فقلت: "اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ" فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، يا رسول الله فمرني بعمل أدخل به الجنة، فقال: "عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ"، قال: "فما رئي أبو أمامة ولا امرأته ولا خادمه إلا صُيَّامًا، فكان إذا رئي في دارهم دخان بالنهار قيل اعتراهم ضيف نزل بهم نازل".مسروق رحمه الله * أما مسروق بن الأجدع الذي كان في العلم معروفا، وبالضمان موثوقًا، ولعبادة الله معشوقًا، قال عنه الشعبي: غشي على مسروق في يوم صائف، وكانت عائشة رضي الله عنها قد تبنته فسمى ابنته عائشة، وكان لا يخالف ابنته في شيء، قال: فنزلت عليه ابنته في يوم، فقالت: يا أبتاه أفطر وأشرب. قال: ما أردت يا بنيه؟ قالت: الرفق -أن ترفق في نفسك أبتاه، قال: "يا بنيه إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة".فماذا صنع الله لهم !!، وماذا أعد لهم !! قال سبحانه: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا} [الإنسان: 11 – 22]. العلاء بن زياد رحمه الله وهذا خبر عن المُبشر المحزون، المستتر المخزون، تجرد من التلاد وتشمر للجهاد وقدم العتاد للمعاد: العلاء بن زياد، كان ربانيًا تقيًّا قانتًا لله بكَّاءً من خشية الله، عن هشام بن حسان: أن العلاء بن زياد كان قَوَّتَ نفسه رغيفًا كل يوم، كان يصوم حتى يَخْضَرَّ أو يصلي حتى يسقط، فدخل عليه أنس بن مالك والحسن فقالا له: إن الله تعالى لم يأمرك بهذا كله، فقال: "إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة شيئًا إلا جئته".