دفاتري القديمه الموسم الرابع د / ساعد ساعد مدينة الإمام الهواري عدت للغرب العتيق وكأني أحببت الاستقرار على السريع في مدينة الإمام الهواري ، في وهران تشعر أن للمكان أسرار، وحكايات طويلة ، من هنا مر الاسبان والفرنسيس ، اغرموا بالأرض واهلها ، لكنها تأبي ان ترضى بقائهم فيها ، وهران تاريخ وحضارة وانس وعوالم اخرى الله يعلمها ، في وهران تشعر انك تتخطى المكان والزمان ، كأنك قادم من مطلع ساحات الشهداء بالعاصمة باتجاه البريد ، وحين تلف في شوارعها الضيقة تترامى لك أطراف القصبة ، وكل جميل فيها . يحدثك العامة واهل الثقافة والدين والجهال عن الهواري ، الكل يحدثك بما حدثوه السابقون ، بين من يقول بالعصمة وقراءة المستقبل ، وبين من يكلمك عن دعاويه الخطيرة ، وكثيرة هي الحكايات ، حتى ان تعمقت باحثا عن الرجل انصدمت لو ترجمة سيرة حياته ، فالرجل لم يكن مشعوذا ، كان مالكي المذهب درس في بجاية زمن ابن خلدون ، وقبلها في فاس بالمغرب ، وله كتاب في “السهو” بالدارجة كان يؤم المصلين ويعلم الصبية القران ، ومن غرائب ما قرأت عنه انه تعلم وعلم في مكةالمكرمة بما تحمل مكة من قدسية ، ثم تعلم وعلم في القدس ومالي للقدس من حضور، ثم علم وتعلم في دمشق وما ادرك ما دمشق يومها ، حتى نبهني احدهم عن اختلاف قبره بينما ينسبه الوهرنيون بمكانه الحالي ، وبين من ينسبه في صحراء تيممون ، وبين من يرسيه بضواحي تموشنت ، قلت لمحدثي رويدك يا هذا ، القبر الوحيد الذي يتفق عليها الجميع مسلمين وكفار في المكان والزمان قبر الرسول ” ص ” وبعض صحابته الاخيار، حتى زوجاته وبقية الاصحاب نزعت عنهم الشواهد في قبور البقيع بالمدينة المنورة في وهران تعرفت على دخيل مثلي اسمه قدور “العالمين ” وما أدراك ؟