اختتم مؤتمر حوار الأديان الذي دعا إليه العاهل السعودي، بحضور الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إلى جانب ملوك وأمراء عرب، وألقى بيريز خطابا دعا فيه إلى السلام وأطنب في مدحه، وتفننت كالعادة وزيرة خارجيته الشقراء ليفني في توجيه التهديد والوعيد إلى من أسمتهم بالمتطرفين، بل ولم تجد حرجا في مهاجمة المساجد التي تنتج حسبها الإرهاب والموت والدمار . المؤتمر الذي جاء بدعوة من الملك السعودي والذي يفترض أن يكون صداه في اتجاه ما يخدم قضايا العرب المتعددة لكن الذي حدث العكس تماما، وبدل المساهمة في تغيير الصورة السوداوية التي تروج لها الأوساط الصهيونية عن الإسلام أول التقليل منها على الأقل، كان نجوم المؤتمر صهاينة واكتفى جلالات الملوك والأمراء بالحضور فقط ورفع الأيدي دون أي حرج. كان حريا بمن طلب المؤتمر ودعا إليه أن يشارك على الأقل في توجيه أشغاله بدل ترك الحلبة فارغة، وتصول ليفن وتجول لتروج للأطروحات الإسرائيلية حول السلام وتقول للعالم أن من يصنع الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط هم المسلمون ومساجدهم ولا شيئ غيرهم، وتتطاول على أقدس مقدسات المسلمين في مؤتمر يفترض انه للحوار وتشجيع التسامح ونبذ العنف والتمييز بين الأديان . فبيريز الذي اختصر ذات يوم الصراع العربي الإسرائيلي في خلاف عاطفي بسيط يدرك جيدا ما يقول وما يفعل ووزع الأدوار مع ليفني بإتقان شديد وأوصل ما أراد أن يوصله من رسائل أما العرب فكما دخلوا خرجوا. عندما انتخب الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخرا، أطلق العرب كعادتهم العنان لبشائر التغيير الذي سيحدثه هذا الرجل في السياسة الخارجية الأمريكية ، وراح الكثير يهلل لنهاية وشيكة للجبروت الأمريكي، مستبشرا بلدور أمريكي إيجابي في عملية السلام، رغم أن الجميع يذكر ماحدث لكلينتون عندما حاول تجاوز حدوده مع إسرائيل وكيف كانت نهايته في قضية مونيكا لويسكي، ورغم أن السياسة الخارجية الامريكية وعبر التاريخ كانت دوما مرتبطة بالمؤسسات وليس بالأشخاص وأن الجمهوريين والديموقراطيين يختلفون في كل شيئ لكنهم يلتقون في أمن بلادهم وربيبتهم إسرائيل، وفي قيادة العالم بكل الطرق وفي ضمان سيطرة الشركات المتعددة الجنسيات وتنشيط تجارة السلاح و..و...، فمتى يعي العرب ذلك ويعفوا أنفسهم من هذه الأحلام الوردية.