ركز وزير الشّؤون الدّينيّة والأوقاف الدّكتور يوسف بلمهدي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، مؤتمر الإفتاء العالمي السادس بالقاهرة تحت عنوان «مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي تحديات التطوير وآليات التعاون» ، على قمة الفتوى في حياة المجتمع المسلم، مبينا ضرورة تحلي من يتصدر لها بكفاءات أساسية وشروط موضوعية، وقد نوه بأن الفتوى تعتبر عامل استقرار، وآلية من آليات تسيير الأزمات التي تمر بها الشعوب والأمم، باعتبارها تستجيب للمتغيرات الزمانية والمكانية، وتستوعب الوضعيات المختلفة للأفراد والجماعات، وتسترشد برأي الخبراء كما حصل في جائحة كورونا. وأضاف الوزير أن الأمة الإسلامية في هذا الظرف الدقيق مدعوة إلى أن تتكاتف جهودها، وأن تتبنى الخطاب الديني الموسوم بالوسطية والاعتدال الذي يقي من التطرف والحروب الافتراضية. كما تطرق الوزير إلى تجربة الدولة الجزائرية في التعامل مع التطورات الرقمية وعلاقتها بالفتوى والفقه، لا سيما التركيز على التجربة الإيجابية التي عرفتها اللجنة الوزارية للفتوى خلال جائحة كورونا، ومساعيها الحثيثة في مرافقة المجتمع الجزائري لتجاوز هذه الأزمة الصحية التي أصابت المجتمع البشري كله، وأشار خلال كلمته إلى التفاعل الإيجابي الذي أبدته الكفاءات العلمية الفقهية الجامعية التي تتكون منها اللجنة، كما تطرق إلى أهم القضايا التي عالجتها اللجنة في بياناتها -التي بلغت 31 بيانا- وإلى التأصيل العلمي الفقهي الذي تميزت به، دون أن تغفل التنسيق الواضح مع مختلف المؤسسات والشركاء، خاصة اللجنة العلمية الطبية لمتابعة ورصد فيروس كورونا. كما نوه بالإستراتيجية الإعلامية المتعددة الوسائل والأشكال والوسائط التي رافقت عمل اللجنة، و أوصلت كلمتها وآراءها إلى كل فئات المجتمع الجزائري، وهو ما جعل الكثير من سفراء الدول الغربية في الجزائر يبدي إعجابه بإسهام الفتوى في محاربة الجائحة.