دعا الكاتب والناقد سعيد بوطاجين، إلى ضرورة وضع قانون أساسي للترجمة والمترجم حتى تكون مهنة كبقية المهن، مضيفا أنه لا يمكن الحديث عن الترجمة بمعناها الحقيقي ما لم تكن هناك ضوابط مؤطرة للفعل الترجمي. وأكد بوطاجين في تصريح خص به يومية "الاتحاد"، أنه لحد اليوم لا توجد أي منظمة وطنية تعني بالترجمة رغم وجود مبادرات ومحاولات لإنشائها إلا أن غياب قانون المترجم هو ما جعل الهيئات المؤطرة للمترجمين منعدمة في الجزائر، مشيرا إلى أنه من الضروري اليوم أن نحدد أولوياتنا حول ماذا، كيف ومتى نترجم، والأهم من ذلك أن نحدد من هو المترجم. وفيما يخص باقي الصعوبات التي تواجه المترجم في الجزائر، أوضح محدثنا أن المترجم الجزائري يبذل جهد كبير جدا ولا يتلقى مقابل مادي محترم مقارنة بأوروبا ودول الخليج، كما أن كتبه المترجمة لا يتم توزيعها، مشيرا إلى أن أوروبا تدفع تقريبا للصفحة الواحدة المؤلفة من 300 كلمة ، قرابة 20 مرة ما تدفعه الجزائر، وفي بعض الأحيان بلد مثل الجزائر لا يدفع فلسا واحدا للمترجم. وفي ذات الصدد، أردف يقول " وكمثال ،أنا شخصيا، أحيانا أقدم ترجمات للجزائر مجانا وأحيانا أقدمها بمبلغ زهيد جدا، لكن عندما أقدم ترجمات ونصوص في الإمارات أتقاضى مبلغا محترما جدا، أو لما أترجم في لبنان أو انشر في الكويت أو الإمارات ، أعمالي هذه توزع في كل البلاد العربية وبعض البلدان الأوروبية ، في حين عندما أترجم في الجزائر العاصمة الكتاب يبقى في العاصمة، لا يوزع حتى على ولايات الجنوب أو الغرب الجزائري "، مضيفا أن هذا الأمر هو ما جعل المترجم الجزائري يفضل الترجمة في دول المشرق العربي أو الخليج على أن يترجم في وطنه. كما أشار المترجم بوطاجين، إلى أن هناك بعض اللوبيات التي تسيطر على الترجمة، وضرب مثال بمالك حداد الذي لم تترجم أعماله، في حين انه هناك أدباء جزائريين أقل منه قيمة، وبعده بعشرات السنين إلا أن أعمالهم تمت ترجمتها إلى 13 و 14 لغة، وهذا ما يدل أن المناصب والعلاقات والأموال ساعدت بعض هؤلاء الكتاب بأن تترجم أعمالهم إلى مختلف اللغات العالمية دون أن يستحقوا ذلك. وذكر ذات الباحث، أن واقع الترجمة في الجزائر شبيه بواقع الترجمة في الوطن العربي بشكل عام مقارنة بما يحدث في أوروبا، لافتا إلى أن اسبانيا تترجم حوالي 10 آلاف كتاب سنويا، وهو العدد بالضبط الذي ترجمه العرب من عهد المأمون إلى غاية اليوم، أي قرابة 13 قرن ترجمته اسبانيا في عام واحد، ونفس الشيء بالنسبة لبلد صغير مثل هانغاريا الذي يترجم كتب كثيرة جدا بحيث يفوق ما تترجمه البلدان العربية، التي يصل عدد سكانها إلى قرابة 400 مليون نسمة، في حين أن في هانغاريا هناك شعب متكون من 9 ملاين نسمة ويترجم أزيد مما يترجمها العالم العربي ككل.