رئيس الحكومة يؤدي اليمين في ميدان التحرير.. والمتظاهرون يحصلون على استراحة محارب

اليوم بدء أولى محاكمات وزير الداخلية السابق حبيب العادلي

في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث يؤدي رئيس الحكومة اليمين أمام الشعب ووسط أكبر ميادين العاصمة، قام الدكتور عصام شرف رئيس الحكومة المصرية الجديد أمس، بأداء اليمين الدستورية بشكل ''رمزي'' أمام عشرات الآلاف من الجماهير بوسط ميدان التحرير فيما يعرف بجمعة الخلاص.
قال شرف الذي شارك قبل أسابيع المتظاهرين في هذا المكان للمطالبة بإقالة مبارك: '' شرعيتي من هذا المكان، وسوف أبذل قصارى جهدي لتنفيذ مطالب الناس ورغباتهم. لو فشلت في تحقيق مطالب الشعب والثورة، فلن أبقى في منصبي وسأكون هنا''. مشيرا إلى ميدان التحرير. وأضاف: ''لقد انتهينا من جهاد أصغر وأمامكم جهاد أكبر لاستعادة مصر''.
وأرجع شرف قدومه إلى ميدان التحرير أمس، إلى رغبته في أن يستمد شرعيته من الشعب ومن ميدان الثورة، موجها تحية لأرواح الشهداء الذين سقطوا فيما أسماه الثورة البيضاء، وتعهد شرف بتنفيذ جميع مطالب المتظاهرين، داعيا إياهم لفض اعتصامهم والتركيز فى المرحلة المقبلة على إعمار مصر، والعمل على تدعيم الحريات.
وقد وافق المتظاهرون على فض الاعتصام لمدة أسبوعين فيما أسموه ''استراحة محارب '' لإعطاء الفرصة للحكومة الجديدة في ترتيب أوراقها، بينما أكدوا أن التظاهرات يوم الجمعة ستظل مستمرة بشكل رمزي، وليست مليونية لحين تنفيذ كافة المطالب.
واستكمل شرف حديثه وسط هتافات من الجماهير بمطالبته بعدم الإبقاء على وزراء الداخلية والخارجية والعدل وكل من ساهم في عمليات الفساد، كما طالبوا شرف بتفكيك جهاز أمن الدولة والإفراج عن المعتقلين ومحاكمة الفاسدين. وظل المتظاهرون يهتفون ''الآن الشعب يحكم البلاد.. التحرير مقر الحكم في مصر.. الشعب مصدر السلطة والتشريع''.
ومن المقرر أن تؤدي الحكومة الجديدة التي يدرس شرف أسماء الوزراء الذين سيشاركون فيها، اليمين الدستورية أمام قائد القوات المسلحة المشير حسين طنطاوي غدا الأحد.
وقد شهد أداء صلاة الجمعة بالميادين، أمس، ما يقرب من 750 ألف متظاهر أعقبها قيام الدكتور هاني حنا بإلقاء عظة، بينما حرص عدد كبير من أئمة المساجد على حث الجماهير على مساندة الجيش ودعمه والصبر على خطواته، كما أقيمت عدة تظاهرات أمام مقرات أمن الدولة في محافظات القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية للمطالبة بإغلاقها والإفراج عن المعتقلين بها ومعاقبة كل من قام بتعذيب مواطن أو قتله من ضباط الجهاز.
وفي سياق متصل، تبدأ اليوم أول جلسات محاكمة اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية السابق، بتهمة غسيل الأموال، بينما مازالت التحقيقات معه مستمرة بتهم قتل المتظاهرين والإخلال بالنظام العام وفتح أبواب السجون لهروب الجنائيين مما هدد أمن المجتمع.