احتجاجات تُخلف تخريب منشآت عمومية وجرح 16 شرطيا

على خلفية تنفيذ قرارات هدم في مدينة الوادي

شهد حي تكسبت الكائن بالمنفذ الشمالي لمدينة الوادي احتجاجات ليلية، اندلعت بعد صلاة العشاء بين عشرات الشباب وقوات مكافحة الشغب، واستمرت إلى ما بعد منتصف الليل، على خلفية تنفيذ السلطات العمومية لقرارات هدم لجملة من المباني الواقعة شمال شرق الحي.
بدأت المناوشات الأولى مساء ليلة أول أمس، بعدما تمّ هدم أسوار خمس حظائر تابعة للخواص، من طرف السلطات العمومية التي اعتبرتها اعتداءً على العقار العمومي، لكون أصحابها لا يتوفرون على تراخيص البناء، بينما ذكر هؤلاء بأنها أملاكهم الشرعية، ولكن السلطات لم تمنحهم رخص البناء لأسباب بيروقراطية كما هو حال عشرات المساكن المنجزة بدون رخص فوق أملاك أصحابها على مستوى شمال الحي، مما جعلهم يتخوّفون من قرارات هدم مماثلة حسب ما أبلغهم به بعض المسؤولين، على حد قول عدد منهم.
وحسب بعض الشهادات فقد أدّت المخاوف من استمرار السلطات في هدم المباني غير المرخّصة في انفجار الوضع مجدّدا بشكل حاد وعنيف مباشرة بعد صلاة العشاء، حيث قام عشرات الشباب بقطع الطريق الرئيسي للمنفذ الشمالي لمدينة الوادي، وأضرموا النيران في العجلات المطاطية، وخرّبوا معدّات وطاولات سوق الخضر والفواكه، ومصابيح الإنارة العمومية على مستوى الطريق، كما اقتحموا مقر الوكالة البريدية بالحي، وخرّبوا كامل معدّاتها من أجهزة إعلام آلي وخزانات الرسائل وجميع الوثائق الموجودة فيها بما فيها الصكوك.
وتدخّلت قوات مكافحة الشغب لتفريقهم، ولكنهم دخلوا معها في عمليات كرّ وفرّ من شوارع الحي، ورمي عناصرها بالحجارة، وملاحقتهم إلى غاية مقر الأمن الحضري بالحي الذي هُوجم بالحجارة، واستمرت الاحتجاجات إلى غاية الساعة الثانية بعد منتصف الليل حيث تفرّق المحتجون بإرادتهم. وحسب مصادر محلية فقد أسفرت الاحتجاجات عن توقيف 6 أشخاص وُجّهت إليهم تهم التحريض والتخريب، كما أصيب نحو 16 عنصرا من قوات مكافحة الشغب بجروح متفاوتة الخطورة، منهم رئيس مصلحة الشرطة القضائية استنادا إلى مصادر استشفائية.