ناصرت بيلي ولم أصدق بأنني سأواجهه في الميدان يعود ملاخسو مسعود (حمة) إلى سنوات انخراطه في الجمعية الرياضية لباتنة، وهذا في سنة 54 في سن الرابعة عشر، حينما كان تلميذا في مدرسة الأمير عبد القادر، بعد بداية في رياضة ألعاب القوى التي تألق فيها وكان بطلا جهويا في مسافتي ال1500 و5000 م. عن بداياته، يقول حمة ل''الخبر'': ''أول مدرب تعلمت على يده مبادئ الكرة كان المدرب بلعيد بشير، الذي كان آنذاك محترفا في فرنسا، وجاء لمدّ يد المساعدة للمولودية''. بقي ملاخسو وفيا لفريقه مولودية باتنة طيلة مشواره الكروي. وعن تعلقه بأصحاب الزي الأسود والأبيض، يقول: ''تحملت المسؤولية في سن ال17 بعد استشهاد الوالد والأخ ودخول العم السجن الفرنسي، مما أرغمني على رفض كل العروض وبقائي بباتنة، لأنني كنت المسؤول عن العائلة''. وعن ظروف التحاقه بالمنتخب الوطني، رد ملاخسو ''تواجدي في منتخب الشرق سمح لي بالانضمام إلى فريق جبهة التحرير الوطني. وفي الستينيات، وجه لي المدرب الفرنسي ل''الخضر''، لوسيان لوديك، الدعوة''. وتابع محدثنا بأن أول لقاء له كان ضد المنتخب المصري بالقاهرة، وبعدها، توالت المشاركات. ملاخسو يسرد كيف تابع مونديال 58 وتألق النجم بيلي عبر الأثير بممرات بن بولعيد، قبل أن يجد نفسه في مواجهة هذا الأسطورة بوهران ذات يوم من عام .65 وبعدها مواجهته للحارس العملاق ليف ياشين، ولاعبين كبار من مختلف بقاع المعمورة. رسالة من الفاف غيّرت مجرى حياتي الكروية ورغم النجاح والتألق، إلا أن المدافع القوي وأسد الأوراس قرّر الاعتزال والتوقف عن تلبية دعوات المنتخب الوطني في سن ال.27 وفي قرار مفاجئ لم يتقبله الكثير، لأنه كان قادرا على العطاء وحتى خلافة الطاهر بن فرحات. وكشف أن السر من وراء هذا القرار هو الرسالة التي تلقاها من الاتحادية آنذاك، تطالبه بإعادة البذلة الرياضية التي شارك بها في كأس إفريقيا للأمم 68 بإثيوبيا، وهي الرسالة التي لا يزال يحتفظ بها لليوم، قبل أن يؤكد مدى تأثره، معتبرا ذلك إهانة لشخصه، ففضل التوقف على المستوى الدولي والبقاء وفيا للمولودية الباتنية إلى غاية الاعتزال منتصف السبعينيات. سعدان كبير رغم أنف الحاقدين ملاخسو تحدث عن رفيق الدرب رابح سعدان، الذي لعب إلى جانبه في بداياته الكروية، وأكد على أن هذا الأخير مدرب من طينة الكبار، وأن الحملة التي تعرّض لها لم تكن بريئة، بل الغرض منها النيل من كل ما هو جزائري ووطني، مشيرا إلى أنه سيظل كبيرا، لأنه عمل بإخلاص رغم أنف الحاقدين. جيل 82 كان الأجدر بتكوين الأجيال ملاخسو لم يهمل لاعبي 82 و86 وتمنى لو اتجهوا لتكوين الأجيال واستغلال نجاحهم لنقله إلى الجيل الحالي، بدل من البقاء في موقف الناقد لكل ما هو ميداني. ملاخسو لم ينس الحديث عن الداربي، وأكد على أن العلاقة بين المولودية والشباب أكبر من مقابلة تلعب في ال90 دقيقة. وعما إذا كان قد حقق كل ما كان يصبو إليه من خلال ممارسته لكرة القدم، رد: محبة الناس والتنقلات مع الفريق الوطني أو المولودية أكبر بكثير من كل كنوز الدنيا، رغم أني أشعر في بعض الأحيان أنني محفور مقارنة بلاعبين من جيلي ومن جميع الجهات.