طالبت فلسطين، أمس الجمعة، الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بالتحرّك العاجل لوقف تصعيد الكيان الصهيوني عدوانه على قطاع غزة منذ نحو 19 شهرا، فيما اعتبرت الخطة الأمريكية-الصهيونية الأخيرة، التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات إنسانية محدودة في قطاع غزة إلى شركات دولية "لا تمت إلى العمل الإنساني بصلة". أوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة، رياض منصور، بعث 3 رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (اليونان)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن تصعيد العدوان الصهيوني على مدن قطاع غزة، ومخيمات اللاجئين فيها، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 100 مواطن، في غضون 24 ساعة فقط، إلى جانب إصابة المئات، غالبيتهم من الأطفال والنساء. وتطرّق منصور في رسائله إلى تهديدات المسؤولين الصهيونيين الذي يصرّحون باستمرار وبشكل علني عن النوايا بالمضي قدما في "تدمير المواطنين الفلسطينيين في غزة، سواء بالموت أو التجويع أو التطهير العرقي"، رغم مطالبات المجتمع الدولي بوقف العدوان، وإعادة وقف إطلاق النار، وكذلك رغم التدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية، واستمرار الاحتلال في انتهاكاته الصارخة. وقال إن المجتمع الدولي ما يزال عاجزا عن الوفاء بالتزاماته، لا سيما في منع ارتكاب الإبادة الجماعية والتهجير القسري للمدنيين، ومنع استخدام التجويع كسلاح حرب.وأشار في هذا السياق إلى مواصلة قوات الاحتلال استهداف مناطق شمال الضفة الغربية خاصة جنين، ونابلس، وطولكرم، إلى جانب مخيمات اللاجئين في كل مكان، بينما يواصل المستوطنون عمليات السرقة والتدمير والاعتداء على الفلسطينيين. وتحدّث منصور عن مواصلة الاحتلال اعتداءاته على حياة الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، بهدف ترسيخ ضمّها وفرض السيادة غير المشروعة عليها، لافتا إلى قيامه بمداهمة ثلاث مدارس تابعة لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مخيم شعفاط للاجئين، ما أجبر أكثر من 550 طالب وطالبة على مغادرة مدارسهم، منتهكا بذلك حقّهم في التعليم وحرمة مباني الأممالمتحدة. ما ذكر في هذا الصدد بأن "الأونروا" اضطرت إلى إجلاء جميع الطلبة من مدارسها الست في القدس الشرقية، ما ترك 800 طفل في حالة صدمة وحرمان من التعليم.وأكد منصور ضرورة المساءلة، واتخاذ إجراء جماعي للضغط على قوات الاحتلال لوقف جميع انتهاكاتها للقانون الدولي بشكل فوري وكامل، مشدّدا على أنه لا يمكن أن تستمر بالتصرّف فوق القانون. وجدّد دعوته للمجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، إلى التحرّك لوقف جميع هذه الجرائم الصهيونية في الأرض الفلسطينيةالمحتلة وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، بما فيها القرار 2735 بشكل كامل ودون استثناء. وناشد منصور كافة الدول مجدّدا بالتدخل السياسي والإنساني الفوري لحماية الشعب الفلسطيني، والحفاظ على حقوقه غير القابلة للتصرّف في الحياة وتقرير المصير، وإنهاء الاحتلال الاستيطاني العنصري غير القانوني وغير الأخلاقي. رفض خطة المساعدات المقترحة من قبل الاحتلال الصهيوني قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن الخطة الأمريكية-الصهيونية الأخيرة، التي قضى بإسناد توزيع مساعدات إنسانية محدودة في قطاع غزة إلى شركات دولية "لا تمت إلى العمل الإنساني بصلة". وأضاف في بيان له، أمس الجمعة، أن "هذه الخطة تمثل مشروعا عنصريا خطيرا يهدف إلى عزل الفلسطينيين في "غيتوهات مغلقة" ومعسكرات فصل عنصري وتجريدهم من أبسط مقومات الحياة في مسعى لإذلالهم ودفعهم نحو الهجرة القسرية". وأكد أن هذه الخطة "تأتي كسابقة في سياق المخطط الأوسع لتصفية القضية الفلسطينية"، من خلال استهداف وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومحاولة إنهاء دورها الإنساني والتاريخي، مشدّدا على أن هذه السياسات "تنتهك القانون الدولي الإنساني وتمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي". ودعا العالم الحرّ والضمير الإنساني إلى وقف القتل والإبادة الجماعية ورفع الحصار الدامي الإرهابي عن قطاع غزة ورفض هذه السياسات العنصرية، ومساندة حقوق الشعب الفلسطيني والتمسّك بمرجعية الشرعية الدولية في تحقيق العدالة والحرية. من جهتها، شدّدت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أمس، على أنه سيكون من الصعب جدا توزيع المساعدة الإنسانية في غزة من دونها. وجاء ذلك في ردّ على إعلان الولاياتالمتحدة، أول أمس، عن مؤسّسة جديدة ستكلّف بإدارة المساعدة الإنسانية في قطاع غزة.وفي تصريح الناطقة باسم المنظمة، جولييت توما، أكدت أنه من المستحيل الاستعاضة عن "الأونروا" في مكان مثل قطاع غزة، مبرزة أن "الأونروا أكبر منظمة إنسانية". وأضافت أن لدى الوكالة الأممية في غزة أكثر من 10 آلاف شخص يعملون على تسليم الإمدادات القليلة المتبقية، كما أنها تدير ملاجئ للنازحين، لافتة النظر إلى أنه "من الصعب جدا تصوّر أي عملية إنسانية من دون الأونروا".