عاشت مختلف أحياء وشوارع بلوزداد، نهار أمس، أجواء احتفالية بلوحات فنية صنعها أنصار ''سياربي'' من الذين لم يسعفهم الحظ في الذهاب إلى الملعب، خاصة المناصرين دون سن 18 الذين اكتسحوا الشارع الرئيس بالرايات و''الفوفوزيلا''، فكل شيء تلوّن بالأحمر والأبيض، كما أن شرفات العمارات تزينت بالأعلام الوطنية ورايات الفريق. الساعة كانت تشير إلى الثانية زوالا لما وصلت ''الخبر'' إلى حي بلكور الشعبي، وعلى الرغم من بقاء ساعتين فقط على انطلاقة المقابلة، إلا أن البلوزداديين صنعوا الفرجة، خاصة الأطفال وحتى النسوة الذين تجمعوا حول طاولات بيع الأكسسوارات لاقتناء القمصان والرايات. مقهى نادي بلوزداد معقل الأنصار.. ومن هنا يحتفل بالانتصار واصلنا طريقنا عبر الشارع الرئيسي إلى غاية وصولنا إلى ساحة 11ديسمبر، أين يتواجد مقهى ''سياربي''، المكان المفضل للأنصار لمتابعة مقابلات الفريق، قبل بداية المباراة بنصف ساعة تقريبا جمعتنا دردشة مع جمال آيت فرين، شقيق الرئيس السابق للفريق، المرحوم حميد آيت فرين، ذهب بنا خلالها إلى نهاية الستينات أين رقص مطرب الشعبي بوجمعة العنقيس احتفالا بفوز الفريق بالكأس سنة .1968 حشود يفرض صمتا جنائزيا وعمّور يلهب الحناجر أبدى المناصرون الذين شاهدوا المقابلة من وراء الشاشة تفاعلا وحماسة كبيرين مع المباراة، إلا أن المخالفة التي نفذها حشود وأثمرت هدفا للوفاق في الدقيقة ,22 جعلت السكون يخيّم على المقهى وكافة الشوارع الرئيسية، باستثناء بعض الصيحات التي كانت تتعالى هنا وهناك. مباشرة بعد إعلان الحكم بداية الشوط الثاني حتى عاد السكون من جديد، وانعدمت الحركة بالشارع، إلى غاية الدقيقة التي سجل فيها عمار عمور هدف التعادل، محررا بذلك بلوزداد التي اهتزت على حناجر الأنصار وزغاريد النسوة، عندها ارتفع وقع التشجيع، لكن الهدف الخرافي الذي سجله اللاعب بن موسى أسكت الأنصار وأدخل المدينة في جو جنائزي، استمر إلى غاية إعلان الحكم صافرة النهاية معلنا فوز الوفاق بالكأس الثامنة والأربعين. بعد نهاية المباراة خرج أنصار الشباب إلى الشارع وعلامات الحسرة والأسف بادية على الوجوه، خاصة وأن العديد منهم ممن تحدثوا ل''الخبر''، أجمعوا أن سبب الهزيمة هو ''تكتيك'' المدرب مناد.