هوّن عبد الرحمن بلعياط، عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، من حركة التذمر الحادة التي تواجهها قيادة الحزب بمناسبة إعداد قوائم المرشحين للانتخابات المحلية. دعا إلى ''عدم إعطاء مصداقية للاعتقاد السائد عند البعض، بأن الأمين العام (عبد العزيز بلخادم) مغضوب عليه من طرف رئيس الجمهورية بحجة تنحيته من الحكومة''. وذكر بلعياط ل''الخبر''، بشأن اعتصام مناضلين وأعضاء بالقسمات، يوميا أمام مقر الأفالان، أن عبد العزيز بلخادم أرسل مبعوثين إلى المحافظات التي تعرف انسدادا، وكلفهم بإيداع قوائم المترشحين للانتخابات المقبلة بالمصالح المعنية في الولايات. ويحتج عشرات المناضلين من عدة محافظات على طريقة ترتيب قوائم المترشحين، من طرف المشرفين الذين أوفدهم بلخادم إليهم. ويقول بلعياط إن احتجاجهم ''في غير محله، إذا كان يعني المشرفين، لأن هؤلاء اختارهم الأمين العام لتسهيل العلاقات المتوترة بين المناضلين ومسؤولي المحافظة''. وقلل عضو المكتب السياسي من أهمية موجة الاستياء الجديدة، قائلا: ''هذا الأمر نعرفه منذ زمن طويل، فحيثما يتعلق الأمر بالترشح للانتخابات يكون الاحتجاج، وهو قائم في الغالب على الذاتية''. وأضاف: ''الغاضبون يقصدون الأمين العام احتجاجا على ما يعتبرونه إقصاء من الترشح. أما الحقيقة، فهي أن القيادة ترسل موفدين معززين بصلاحيات وتأمرهم بعدم إقصاء أي طرف، لأن المشرف يؤدي دور الحكم، وهو مطالب بتطبيق نصوص الحزب وتعليمات الأمين العام''. وقد فهم الكثير في الأفالان ومن خارجه، أن إبعاد عبد العزيز بلخادم من الطاقم الحكومي المعيّن، مطلع الشهر الجاري، موقف غاضب من الرئيس بوتفليقة على ممثله الشخصي سابقا. وعلى أساس هذا الفهم، يكون الرئيس قد أعطى إشارة مفادها أن ساعة رحيل بلخادم من قيادة الحزب حانت. لكن بلعياط لديه مفهوم آخر للموضوع، إذ يقول: ''هي قراءة سطحية لما حدث، وينطبق على أصحابها المقولة الشعبية: حدثني بما أحب ولو كان كذبا.. فهؤلاء يتمنون أن يضعف موقع الأمين العام، فيزعمون بأنه محل غضب جهات عليا في الدولة، والمبرر، حسبهم، تنحيته من الحكومة، لذلك أدعو إلى عدم إتباع هذا السراب''. ويرى بلعياط أن مقربين من الرئيس ويحظون بثقته، ''تقتضي الظروف أحيانا ألا يكونوا في الحكومة، لأن كل طاقم حكومي يمليه ظرف زمني معين''. وبخصوص احتمال تأثر ''مكانة'' الأفالان كدعامة يرتكز عليها رئيس الجمهورية، بسبب الزوبعة التي يثيرها حزب عمر غول، الذي يشاع بأنه ''حزب السلطة الجديد'' المدعو اليوم للعب الدور الذي أداه الأفالان في وقت سابق، كجهاز يبرر تصرفات السلطة، قال بلعياط: ''هذا الكلام نسمعه حاليا، ولكن التعامل مع هذا المعطى سابق لأوانه. فالحزب لم يولد بعد رغم أنه عقد مؤتمره التأسيسي، وعندما يكون موجودا في الميدان سيكون لكل حادث حديث''. وحول ما إذا كان التحاق ''تاج'' بالعمل السياسي، يقلق الأفالان كقوة تمثل الأغلبية في المجالس المنتخبة، قال بلعياط: ''من حيث نظرة الحزب للدولة ومؤسساتها، هذا النوع من النشاط السياسي لا يقلقنا، بل العكس، فهو يضفي حيوية على ممارسة السياسة، خاصة أن التوجه الإيديولوجي لحزب غول يظهر بأنه بعيد عن الغلو والتطرف والعنف اللفظي والمادي. وعندما تكون مواصفات أي حزب عكس التطرف والعنف، فذلك يزيد من حرصنا على المحافظة على تفوقنا السياسي والإيديولوجي. ولكننا لا نريد أن نكون الأوائل متفوقين على من هم في مستوى ضحل''.