كشفت منظمة الأممالمتحدة للطفولة ”اليونيسيف”، عن زيادة كبيرة في أعداد اللاجئات السوريات في الأردن، اللواتي يجبرن على الزواج المبكر بسبب الفقر، مشيرة إلى أن نحو 32 بالمائة من حالات الزواج بين اللاجئين في الأردن لفتيات تحت سن الثامنة عشرة. في أحد الأكواخ المجهزة في المخيم المترامي الأطراف، جلست فتاة في الثالثة عشرة من عمرها وهي ترتدي فستانا أبيض ونقابا من الحرير. وكانت الفتاة محاطة بأطفال ليسوا أصغر منها كثيرا، يصفقون ويرددون كلمات أغنيات خاصة بالأطفال. وما كان يبدو وكأنه لعبة يشارك فيها الأطفال، كان في حقيقة الأمر حفل زفاف تلك الفتاة. وكانت أمها تقف على مسافة منها تبكي على وطنها الذي مزقته الحرب، وربما على ابنتها. وفي وقت سابق، كانت إحدى اللاجئات السوريات تصفف شعر الفتاة وتضع مساحيق التجميل على وجهها في صالون تجميل مؤقت، في لمسات أخيرة تضع نهاية لمرحلة الطفولة. وقالت العروس إن عائلتها هي من اختارت الزوج البالغ من العمر 25 عاما، مؤكدة أنها لم تره من قبل. وأعربت عن سعادتها بالزواج، لكن الحقيقة أنها لم تكن تملك خيارا آخر. وحسب نائب ممثل الأردن في ”اليونيسيف”، ميشيل سيرفادي، فإنه ”كلما طال أمد الأزمة في سوريا، كلما زاد لجوء عائلات اللاجئين إلى هذا الأمر كآلية للتأقلم معها”. وتقول مصادر محلية إن المقابل المادي للحصول على عروس يتراوح بين 2000 و10,000 دينار أردني (ما يتراوح بين 2800 دولار و14,000 دولار)، في حين يحصل السمسار على نحو 1400 دولار. وقالت أمل، وهي لاجئة وأم لأربعة أولاد: ”هؤلاء الرجال من الخليج ويعرفون أن هناك أسرا بحاجة للمال. إنهم يقدمون المال للعائلة وأول سؤال يطرحونه هو ”هل لديك فتيات؟” وهم يفضلون الفتيات الصغيرات اللاتي تصل أعمارهن إلى 14 أو 15 عاما”. وبعض الرجال يفضلون فتيات أصغر، مثل غزال البالغة من العمر 13 عاما، التي تقدم لها رجل سعودي يبلغ من العمر 30 عاما ولكنها رفضته ضد رغبة عائلتها. وقالت غزال إنها عازمة على استكمال دراستها، لكن إلى متى يمكنها تحدي والديها؟ أما فتاة أخرى، فسردت قصتها من وراء حجاب أسود يخفي وجهها، ولكنه لا يخفي الألم الذي يملأ عينيها، إذ قالت: ”عادة ما يكون يوم الزفاف أسعد يوم في حياة الفتاة، أما بالنسبة لي فكان أتعس يوم. كان الجميع يطالبونني بأن أبتسم أو أضحك، ولكن كان ينتابني شعور بالخوف من لحظة خطبتي”. وقالت والدتها التي قتل زوجها في الحرب السورية، إنها حصلت على 10,000 دينار أردني (نحو 14,117 دولار) مقابل الموافقة على زواج ابنتها، لأن لديها سبعة أطفال آخرين لم تستطع توفير حاجتهم. وأضافت: ”لم أكن لأفكر في ذلك ونحن في سوريا، لكننا جئنا إلى هنا دون أي شيء، ولا حتى فراش ننام عليه. اعتقدت أن المال سيؤمن مستقبل أولادي، وقد استغل الرجل الظروف التي نمر بها”.