تشهد شوارع العاصمة الفرنسية يوما بعد آخر ارتفاعا في عدد الخيم التي ينصبها اللاجئون بعد إغلاق مخيم "الغابة" في منطقة كاليه شمال فرنسا. ومخيم كاليه هو حي عشوائي أضحى رمزا لأزمة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ فرنسا الحديث حيث استقبل أكثر من 6000 مهاجر في ظروف قاسية في حين تقول منظمات حقوقية إن عددهم "أكثر من تسعة آلاف" مهاجر.
ومنذ إخلائه قبل نحو أسبوع ارتفع بمقدار الثلث عدد خيم اللاجئين في شوارع باريس، حيث نصب هؤلاء، ومعظمهم أفارقة من السودان مئات الخيام وافترشوا الأرض مستخدمين الورق المقوى للاحتماء من البرد على امتداد الشوارع الواسعة شمال شرق العاصمة الفرنسية.
ومنذ لحظة الإعلان عن هدم وتفكيك مخيم كاليه، احتج آلاف اللاجئين على القرار الفرنسي إذ اندلعت مواجهات بين اللاجئين والشرطة الفرنسية ترافقت مع عمليات حرق وتخريب، كما رأى البعض في الأمر تحطيما لآمالهم وفرصتهم للعبور إلى بريطانيا، إذ يصل المهاجرون منذ سنوات إلى هذه المنطقة آملين باجتياز بحر المانش للوصول إلى بريطانيا.
من جهة أخرى أشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم السبت بإخلاء مخيم "كاليه" من دون حوادث، مؤكدا أن بلاده لن تقبل بأي مخيم للمهاجرين على أراضيها.
وقال هولاند خلال زيارته مركز إيواء وارشاد للمهاجرين في وسط البلاد، والذي يضم 38 شخصا، "من الأهمية بمكان أننا استطعنا، خلال بضعة أيام من إجلاء 5 ألاف شخص من كاليه واستقبالهم في المراكز المقررة، هناك 450 مركز إيواء وإرشاد يمكنها أن تستوعب حتى 9 ألاف مكان بالمجموع".
وأضاف أن "الشعب الفرنسي تفهم تماما ما كنا نقوم به ولم يقع أي حادث لدى المغادرة أو الوصول. نستطيع، ضمن مهلة قصيرة جدا إخلاء كامل ما اسميناه مخيم كاليه"، أكبر مخيم للاجئين في فرنسا.
وتابع هولاند "في مواجهة هذا الاختبار الذي مثله اللاجئون، كان علينا أن نكون في مستواه، ولم نكن قادرين على القبول بالمخيمات ولن نقبل بذلك".
وأكد الرئيس الفرنسي على أنه سيتم نقل 1500 قاصر، بقوا في كاليه، سريعا إلى مراكز أخرى، موضحا أنه تشاورت مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي "ليواكب البريطانيون هؤلاء القاصرين، في هذه المراكز، ويشاركوا لاحقا في استقبالهم في المملكة المتحدة".
وفي ما يتعلق بالمهاجرين الذين توجهوا في الأيام الأخيرة إلى باريس، أكد هولاند: "علينا ان نقوم بإجلائهم، لأن هذا الامر لا يمكن ان يكون مستمرا إلى الأبد".
وأضاف "كنت واضحا تماما، الاشخاص الذي يحق لهم اللجوء سيتم نقلهم إلى مراكز إيواء وإرشاد، ومن لا ينطبق عليهم ذلك سيعادون" من حيث أتوا.