اعترف رئيس الفاف في دردشاته الهامشية بأنه أخطأ الاختيار عندما منح بن شيخة العارضة الفنية لمنتخب مونديالي ، ومهما قيل عن هذا الأخير فإن الحديث عنه أضحى تكرارا لا جدوى منه وعلى حد قول مطمور، يجب الآن التفكير في المستقبل وتجنب النحيب على الأطلال. الحديث عن المستقبل الكروي الجزائري يمر حتما عبر ثورة في المنظومة الكروية الجزائرية من الداخل، والبداية طبعا تكون بمافيا المسيرين الذين نهبوا المال العام بطرق خبيثة و منظمة وفي غياب كلي لرقابة الدولة، بحيث لا يمكننا أن ننتظر مستقبل أحسن مع جيل من الرؤساء والمسيرين خططوا طوال عشريات كاملة في كيفية تحويل مساعدات البلديات والوزارة إلى جيوبهم واليوم نظموا أنفسهم ضمن شركات تجارية تسير برؤوس أموال النوادي الهاوية أي من المال العام. من هنا الكلام عن المستقبل يمر دون شك عبر ترحيل هؤلاء المسيرين الذين بزنسوا بالألقاب الوطنية إلى درجة أن أبطال الجزائر، عجزوا عن المشاركة في نهائي كأس رابطة أبطال إفريقيا منذ نشأتها مما يدل على أن الألقاب "طايوان" . ترحيل جماعة الرؤساء الذين حرموا المنتخب الوطني من لاعبينا المحليين أصبح ضروريا ومستعجلا ومثل هذا القرار الشجاع يجب أن تتخذه أعلى السلطات في البلد وذلك من خلال تقنين عملية تسيير النوادي المقبلة على الاحتراف. لقد بذل مسيرو النوادي أقصى المجهودات لتحطيم المنتوج المحلي من خلال منح علاوات خيالية لشبان مازالوا في بداية مشوارهم الكروي وهذا طبعا بغرض تهريب أموال النوادي لأن تلك المنح سيخصم منها جزء يتجه مباشرة لجيب الرئيس وحاشيته. إن الجريمة التي يقترفها مسيرو النوادي في حق الكرة الجزائرية لا تغتفر ولعل تدهور المستوى الفني للاعبينا مرده هذا البريكولاج السائد في نوادينا إلى درجة أن 16 فريقا في القسم الأول عجزوا عن تقديم حارس واحد ومهاجم واحد للتشكيلة الوطنية، وأصبحنا على مدار عشرية ونصف ننتظر ما تجود به البطولة الفرنسية أو غيرها بأوروبا . بعد المونديال كان الكل ينتظر "ديكليكا" لبعث الكرة الجزائرية من الداخل لأن العارفين بواقع كرة القدم يقرون بأن الخضر كانوا الشجرة التي تخفي الغابة وها هي الشجرة تقلع من جديد وأصبحنا نشاهد واقعنا المر دون تزييف ولا "ماكياج" ، صعود "بالفاليزة" وألقاب حسب الطلب، وحكام يبيعون ضربات الجزاء بالهاتف وأشياء كثيرة أخرى مخجلة يعرفها العام والخاص . مسؤولية الفاف إذا كبيرة في هذا المجال لأن رابطاتها الموقرة هي التي تسير المنافسة لكن مسؤولية الوزارة تعتبر أكبر لأنها مولت مافيا كرة القدم من خلال الدعم المباشر وغير المباشر للنوادي، وحتى الشركات التجارية الخاصة التي منحت الملايير للفرق في شكل سبونسور كي تخصمه من الضريبة العمومية، ساهمت في تمويل "جماعات الشر" في كرة القدم وحان الوقت لوقف هذه المهازل. عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته