فضل رئيس الفاف اتباع أسلوب جديد في كيفية اختيار المدرب الوطني القادم، حيث أعلن الحاج محمد روراوة في بيان رسمي أمس، بأن الاتحادية ستعلن عن فتح باب الترشيحات لمن يرغب في تولي العارضة الفنية خلفا لبن شيخة المخلوع عقب رباعية مراكش. واستغرب الكثير من المتتبعين الأسلوب في التعامل مع ملف استقدام المدربين، رغم أن بعض الفدراليات تنتهج هذه الطريقة، غير أن الواقع يجعل المدربين الكبار لا يقدمون ترشيحاتهم حفاظا على كرامتهم، بل هم الذين ينتظرون من الفدراليات أن تتصل بهم وتطلب خدماتهم. ولعل كثرة الأخطاء في اختيار المدربين، دفعت برئيس الفاف إلى القيام بهذا الإجراء، مثل "البراح" في السوق الذي يصرخ باحثا عن زبون لتجارته، فعوض أن تدرس الفدرالية هذا الملف رفقة لجنة فنية متخصصة، لجأت الفاف إلى "البوق" كي تعلن للعالم كله بأنها تبحث عن مدرب لمنتخبها اليتيم، الذي تعرض لتقليم كلي لأظافره عند الجار المراكشي. وقد تصل الفاف مئات الترشيحات لمنصب المدرب الوطني، لكن الأكيد أن الأسماء الكبيرة لن تسارع في وضع ترشحها، اللهم إلا إذا كان "الماتش مبيوع"، بمعنى أن الفاف لديها مترشح تفاوضت معه مسبقا، وحتى تبعد الشبهات عنها تطلب من وكيل أعماله تقديم سيرته الذاتية رفقة الملفات الأخرى، تماما مثلما تفعله الشركات العمومية في عملية المناقصات لاقتناء العتاد أو الأغذية. وبالرغم من أن الفاف تقول بأنها تملك الإمكانيات المالية للتكفل بعقد المدرب الأجنبي القادم دون توظيف أموال الوصاية، إلا أن الغموض يبقى سائدا حول الهدف من الإعلان عن فتح باب الترشيحات، فقد كان من الأجدر على الاتحادية البحث عن المدرب الذي يليق بالمنتخب الوطني وتسعى لإقناعه بتحمل المسؤولية، فالسلعة "المليحة" في السوق ليس من السهل الحصول عليها، وبالتالي التخوفات تبقى كبيرة حول عدم ترشح أسماء من العيار الثقيل، فاسحين المجال لعدد من الأسماء الطموحة لخوض تجربة مع منتخب مونديالي، وهو ما سيضيع على الفاف وقتا طويلا لن يكون في صالح المنتخب الوطني. صحيح أن الجزائر بلد يغري المدربين الكبار، لكن مدح الخضر بشكل يجعل التقنيين الكبار يتهافتون عليه، يعد ضربا من الخيال، وحتى حاليلوزيتش الذي كان يحلم بالعمل مع الخضر، أصبح الآن يتردد في قبول المهمة. عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته