دورة 2008 : إسبانيا تبهر العالم وتتوج بطلة لأوروبا للمرة الثانية في تاريخها

صنفت دورة 2008 كأجمل وأفضل بطولات كأس أمم أوروبا منذ تأسيسها حيث شهدت هذه النسخة منافسة كبيرة بين أعرق المنتخبات الأوروبية التي قدمت أداء راقيا لاقى تهليلا كبيرا من طرف عشاق الساحرة المستديرة باعتبارها عرفت إثارة كبيرة منذ انطلاقتها إلى غاية لفظ أنفاسها الأخيرة لتكون الدورة وبدون مجاملة كبيرة هي الأمتع و الأحسن من كل سابقاتها.
سويسرا والنمسا وفقتا كثيرا في تنظيم الدورة
من بين العوامل التي ساهمت كثيرا في إنجاح الدورة هي إجراؤها في سويسرا و النمسا وهما الدولتان المعروفتان بالتنظيم المحكم وكذا الملاعب الجميلة،حيث عملتا كلاهما على توفير كل الظروف لإنجاح المنافسة وهو ما كان لهما لتصنف كأفضل الدورات عبر تاريخ كأس أمم أوروبا.
والاتحاد الأوروبي ينجح في اختياره لدولتين لتنظيم نسخة 2008
بالمقابل وفّق الاتحاد الأوروبي في قراره باختيار كلا من النمسا وسويسرا بتنظيم نسخة 2008 ،حيث فضّل إقامتها في بلدين على بلد واحد لإحداث صدى أكبر وهو ما تحقق لأنها من الأسباب الرئيسة لنجاح هذه النسخة الأمر الذي جعلها أكثر متابعة ومتعة من سابقاتها.
المرحلة التصفوية لم تشهد مفاجآت كبيرة
لم تشهد مرحلة التصفيات مفاجآت كثيرة حيث تمكنت المنتخبات الكبيرة من اقتطاع تأشيرة التأهل على غرار كل من البرتغال، إيطاليا، فرنسا، بولندا، تركيا، التشيك، ألمانيا، كرواتيا، روسيا، السويد، رومانيا، هولندا واسبانيا بالإضافة إلى اليونان حاملة اللقب وهو ما جعل من دورة 2008 تشهد منافسة كبيرة بين الفرق من أجل التربع على عرش أوروبا.
إنجلترا وصربيا أبرز المنتخبات الغائبة عن النهائيات
لعل أبرز المفاجآت التي شهدتها التصفيات المؤهلة كانت بغياب كل من إنجلترا و صربيا عن النهائيات كونهما يعتبران من أفضل المنتخبات الأوروبية و العالمية وأن غيابها كان له الأثر السلبي خاصة بالنسبة للإنجليز الذين دائما ما يلعبون دورا كبيرا في كل الدورات.
المنتخبات المتأهلة قسمت إلى أربع مجموعات
كسب 14 منتخبا بطاقة التأهل إلى النهائيات التي أقيمت في كل من سويسرا و النمسا لتقسم بعدها الفرق إلى أربع مجموعات على أن يتأهل كل من الأول والثاني إلى الدور ربع النهائي للمسابقة وهو الأمر الذي ذهب ضحيته منتخبات قوية فشلت في تحقيق مركز مؤهل للدور القادم.
البرتغال وتركيا أول المتأهلين عن المجوعة الأولى
أفرزت المجموعة الأولى عن وقوع منتخبات متفاوتة المستوى مع بعضها، حيث ضمت كل من البرتغال وتركيا بالإضافة إلى سويسرا و التشيك التأهل، حيث تمكن الفريق البرتغالي من اقتطاع تأشيرة التأهل كمتصدر للمجموعة ليلتحق به المنتخب التركي كثاني المتأهلين للدور القادم.
كرواتيا و ألمانيا تلتحقان بركب المتأهلين إلى الدور القادم
فشلت ألمانيا في التأهل كمتصدرة للمجموعة الثانية التي كانت لصالح المنتخب الكرواتي الذي أبدى قوة كبيرة جعلته يضمن التأهل إلى الدور القادم بالعلامة الكاملة، حيث تصدر المجموعة برصيد 9 نقاط ليكتفي المانشافت بالمركز الثاني برصيد 6 نقاط، كما احتلت كل من النمسا و بولندا المرتبة الثالثة و الرابعة على التوالي.
فرنسا تخرج من الباب الضيّق بعد فشلها في التأهل لربع النهائي
في واحدة من أكبر مفاجآت دور المجموعات فشلت فرنسا في تحقيق تأشيرة التأهل إلى دور الربع النهائي بعدما خيبت كل الآمال باحتلالها للمركز الأخير في مجموعة الثالثة التي شهدت سيطرة هولندا التي احتلت المركز الأول بعد أن حققت ثلاثة انتصارات ليليها منتخب إيطاليا الذي تمكن من احتلال المرتبة الثانية برصيد 4 نقاط وتحتل رمانيا المتربة الثالثة.
إسبانيا و روسيا آخر المتأهلين إلى الدور المقبل
تمكنت إسبانيا بقيادة لويس أراغونيس من افتكاك بطاقة التأهل إلى الدور القادم بعد ما احتلت الصدارة برصيد 9 نقاط حيث كانت بمثابة الحصان الأسود للمجموعة الرابعة التي فاز بكل مواجهاتها أداء ونتيجة،هذا وتمكن المنتخب الروسي أيضا من التأهل بعد اكتفائه بالمرتبة الثانية.
اليونان تخرج من دور المجموعات في أكبر مفاجآت الدورة
في أكبر مفاجآت البطولة فشل المنتخب اليوناني حامل لقب النسخة الماضية من التأهل للدور القادم، حيث خرج خالي الوفاض، حيث احتل المرتبة الرابعة كمتذيل للترتيب هو ما أثار دهشة جماهيره الذين كانوا يأملون في تكرار سيناريو النسخة الماضية.
ربع النهائي يضع منتخبات عملاقة مع بعضها البعض
أفرز الدور ربع النهائي عن وقوع منتخبات عملاقة مع بعضها البعض، حيث وقعت كل من ألمانيا و البرتغال وجها لوجه وكذلك كرواتيا ضد تركيا وهولندا مع روسيا وإيطاليا ضد إسبانيا في مباراة تعتبر قمة الدور ربع النهائي.
ألمانيا أول المتأهلين إلى الدور نصف النهائي
تمكنت ألمانيا من تحقيق التأهل بعدما تمكن رفقاء بالاك من الفوز على البرتغال بنتيجة 3-2 في مباراة شهدت إثارة كبيرة حتى الدقائق الأخيرة والتي كانت نتيجتها النهائية لصالح المانشافت الذين كانوا أول المنتخبات المتأهلة للدور القادم.
الضربات الترجيحية تأهل تركيا إلى دور الأربعة
حققت تركيا مفاجأة الدورة فوزا تاريخيا على المنتخب الكرواتي الذي كان من المرشحين لتتويج باللقب، حيث تمكن رفقاء «شوكور» من تحقيق التأهل رغم نهاية المباراة بوقتيها الأصلي والإضافي بنتيجة إيجابية هدفا لمثله ليحتكم الفريقان لضربات الجزاء التي ابتسمت للأتراك الذين تأهلوا للمربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخهم.
روسيا تلتحق بركب المتأهلين بعد فوزها على هولندا
تمكن المنتخب الروسي من الالتحاق بركب المتأهلين لدور الأربعة بعد ما فاز على المنتخب الهولندي بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف واحد وهي النتيجة التي كانت مخيبة لمنتخب الكرة الشاملة الذي كان يرغب في الذهاب بعيدا في هذه الدورة ولم لا التتويج بلقبها إلا أن الحظ لم يحالفه حينما اصطدم بالمنتخب الروسي الذي قضى على أحلام الهولنديين في التأهل لدور الأربعة.
كاسياس يقود إسبانيا لتأهل تاريخي على حساب الطليان
في قمة دور الثمانية تمكن منتخب «لاروخاّ من اقتطاع آخر تأشيرة لدور الأربعة بعد أن حققوا تأهلا تاريخيا على حساب المنتخب الإيطالي العريق في مواجهة شهدت ندية كبيرة بين المنتخبين اللذين أنهيا المباراة بوقتيها الإضافيين على التعادل السلبي ليتمكن بعدها حامي عرين المنتخب الإسباني إيكر كاسياس من ترجيح كفة بلاده بعد ما تمكن من تصدي ركلتي جزاء ساهم في فوز بلاده إلى الدور القادم.
مسيرة تركيا تتوقف في دور الأربعة بعد انهزامها على يد الألمان
توقفت مسيرة المنتخب التركي الرائعة والتي توقفت في دور الأربعة على يد المنتخب الألماني الذي تمكن من الفوز في نصف النهائي الأول بنتيجة ثلاثة أهدف لهدفين في مواجهة حملت عنوان الإثارة بامتياز ليكون منتخب الألماني أول المتأهلين إلى المباراة النهائية.
لاروخا يمطرون شباك الروس ويتأهلون بجدارة للمباراة النهائية
حقق منتخب لاروخا فوزا كبيرا في الدور نصف النهائي على المنتخب الروسي بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل في مباراة كانت من طرف واحد باعتبار أن الروس لم يسايروا النمط الذي فرضه الإسبان وهو ما جعلهم يتلقون هذا الكم من الهداف ليلتحق المنتخب الإسباني لملاقاة ألمانيا في المباراة النهائية.
توريس يقود إسبانيا للتتويج بلقب كأس أمم أوروبا بعد 44 سنة
توج المنتخب الإسباني مشواره الرائع في نهائيات كأس أمم أوروبا التي استضافتها سويسرا والنمسا بإحرازه لقب النسخة الثالثة عشرة بعد فوزه على نظيره الألماني بنتيجة هدف دون مقابل في مباراة احتضنها ملعب «أرنست هابل ستاديوم» بالعاصمة النمساوية فيينا وبحضور قرابة 50 ألف متفرج،هذا وسجل فرناندو توريس هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 33 من شوط المباراة الأول مانحا بلاده اللقب الثاني في تاريخها،من جهة أخرى استحق المنتخب الإسباني اللقب باعتباره الطرف الأفضل في البطولة،حيث قدم عروضا رائعة في جميع المباريات التي خاضها والتي توجها باللقب الأغلى في تاريخه.
الإسبان يعبرون عن سعادتهم الكبيرة بهذا التتويج
احتفل لاعبو المنتخب الإسباني بفوزهم على الألمان في الدور النهائي لبطولة كأس أمم أوروبا 2008 حيث قال لاعب خط الوسط المبدع تشافي بالقول: «إنني سعيد، فقد كان التتويج مستحقا بعد أدينا مشوارا كبيرا ختمناه بالفوز على ألمانيا في المباراة النهائية إنها أفضل لحظة في حياتي الكروية» وأضاف: «لقد أدى الفريق عملا مذهلا وسيطرنا على المباراة، حيث فرضت الشخصية الإسبانية نفسها بقوة، كنا مستحوذين على الكرة طوال الوقت وشعرنا بسهولة التحرك في الملعب وهذا ما سهل لنا الفوز بالمقابلة» بينما كشف دافيد فيا مهاجم إسبانيا بالقول: «إننا في غاية السعادة فقد قدم الفريق أفضل مباراة له بالبطولة وأثبتنا أننا الأقوى « وأضاف بالقول: «إننا نريد المزيد ، إننا سعداء بهذا التتويج ولكننا أيضا نريد الفوز بكأس العالم».
تشافي يختار كأفضل لاعب في البطولة
اختير نجم الوسط الإسباني و فريق برشلونة تشافي هيرنانديز بلقب أفضل لاعب في البطولة بعد الدور البارز الذي أداه طوال أطوار المسابقة، حيث كان له دور كبير في تألق المنتخب الإسباني باعتباره كان من أبرز النجوم الذين تمكنوا من قيادة إسبانيا للتربع على عرش أوروبا ليكون هذا الإنجاز الشخصي الأول من نوعه للدولي الإسباني.
و دافيد فيا يتوج بلقب الهداف
بعدما تمكن تشافي من التتويج بلقب أفضل لاعب في الدورة جاء دور دافيد فيا الذي فاز هو الآخر بلقب هداف المسابقة برصيد 4 أهداف متفوقا بذلك على مهاجمين كبار وفي مقدمتهم لوكاس بودولسكي الذي احتل المرتبة الثانية برصيد ثلاثة أهداف.
تورام وماكيليلي يعلنان اعتزالهما دوليا عقب نهاية أمم أوروبا
لعل أبرز الأحداث التي صاحبت دورة 2008 هو لما أعلن مدافع منتخب فرنسا ليليان تورام ولاعب الوسط كلود ماكيليلي اعتزالهما اللعب دولياً إثر خروج فرنسا من الدور الأول، حيث كشف تورام بالقول : «كان الاستبعاد صعباً، خصوصاً في مباراتي الأخيرة مع فرنسا، أشعر أنني لا أريد الاستمرار باللعب على المنتخب» من جهته صرح ماكيليلي (35 عاماً لقناة «أم 6» الفرنسية حيث قال: «لطالما رددتها، ستكون البطولة الأخيرة لي، لست نادماً لأني قدمت كل طاقتي وجهدي لقميص منتخب فرنسا».
الأتراك هم أكثر الشعوب شغفا بالأورو والفرنسيون لا يولون اهتماما كبيرا به
احتل الأتراك المركز الأول في قائمة أكثر المواطنين شغفا ببطولة كأس الأمم الأوروبية (أورو 2008) وتشوقا لمتابعتها، حيث أظهرت دراسة أجرتها شركة «أليانز» للتأمين بالتعاون مع جامعة هوفينهايم في شتوتغارت أن 38% من الأتراك أكثر الشعوب متابعة للبطولة التي احتضنتها كل من النمسا وسويسرا وأضافت ذات الدراسة أن تحمس النساء في تركيا كان أكبر نسبة من الرجال هذا وجاءت اليونان في المركز الثاني بنسبة 35% من اليونانيين تابعوا البطولة بشغف فيما جاءت كرواتيا في المركز الثالث (31%) وألمانيا في المركز الرابع بنسبة (25%) ، من ناحية أخرى أثبتت فرنسا أنها من أكثر الدول التي لا تهتم كثيرا بالبطولة، حيث لم تصل نسبة المهتمين بهذا الحدث الرياضي الضخم إلى(10%) فقط.