دخلت الشراكة الفعلية بين الجامعة والقطاع الاقتصادي مرحلة الجد، وهو ما يتأكد من خلال افتتاح معهد للعلوم والتقنيات التطبيقية في علوم الغذاء بجامعة سعد دحلب البليدة 1، المعهد يندرج ضمن مخطط وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الرامي إلى خلق اندماج بين الجامعة والقطاع الاقتصادي والاجتماعي. المعهد الذي فتح أبوابه هذا الموسم، يضمن تخصصات محددة في العلوم الغذائية والصناعات التحويلية، وهو واحد من ضمن 7 معاهد متخصصة في فروع عدة موزعة عبر ولايات ورقلة، البليدة، غرداية، وهران، تلمسان، قسنطينة وأم البواقي... وقد وقعت الهيئة اتفاقات مع هيئات ومؤسسات اقتصادية على غرار منتدى رؤساء المؤسسات، الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة وشبكة رافا لسيدات الأعمال. وبعد جهود استمرت قرابة ال20 عاما، أثمرت مساعي مجمع سيم للعجائن والصناعات الغذائية بقيادة رئيسه السيد الطيب زغيمي مع مختلف المسؤولين بإعادة فتح مركز البحث في الصناعات الغذائية سابقا وبعثه من جديد تحت اسم معهد العلوم والتقنيات التطبيقية في علوم الغذاء التابع لجامعة البليدة، والذي يضمن تكوينا تعليميا متخصصا لمدة ثلاث سنوات في ثلاثة فروع هي الحبوب، الحليب والمشروبات لتتوج بشهادة ليسانس وإدماج مباشر في عالم الشغل. المعهد، وحسب البروفيسور بوتكرابت ليندة، أعيد بعثه بعد أن ظل مغلقا لأزيد من 20 سنة بسبب تدهور بنايته والظروف الأمنية، وبفضل متعاملي المنطقة، حيث أعيد ترميمه من جديد وتجهيزه ليكون جاهزا لاحتضان ما يقارب ال100 طالب متحصل على شهادة البكالوريا، والذين سيتلقون تكوينا نظريا وتطبيقيا لمدة 3 سنوات وفق احتياجات سوق العمل. ولبلوغ الهدف المنشود، أجرت جامعة "سعد دحلب" بالبليدة مشاورات مع أكبر المتعاملين في الصناعة الغذائية في الولاية والذين أعربوا عن "حاجتهم الملحة" في القطاع لثلاثة تخصصات وهي تكنولوجيات منتجات الحليب ومشتقاته وتكنولوجيات الحبوب ومشتقاتها وتكنولوجيات الماء والمشروبات، وعليه تقول مديرة المعهد إنه تم تحديد الاختصاصات الثلاثة التي يقدمها هذا المعهد. وأشارت المسؤولة إلى أن منشآتها التي استحدثت في إطار شراكة علمية جزائرية - فرنسية ستعمل على "وضع قاعدة مشتركة مع الصناعيين الذين ستخصص لهم مكاتب في المعهد حتى يكون الحوار مباشر معهم لمساعدة هذا الأخير على التوجه المستقبلي فيما يخص فتح اختصاصات جديدة مطلوبة في سوق العمل وذلك بهدف ترقية الاقتصاد الوطني والتوجه نحو التصدير، وهو ما أكد عليه نائب رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، رياض عمور بالإشارة إلى أن المؤسسات الاقتصادية ستربطها علاقة وطيدة مع هذا المعهد من خلال ضمان تقديم الدروس التطبيقية المكثفة للطلبة ومرافقتهم طيلة فترة الدراسة. مندوب مكتب منتدى رؤساء المؤسسات بالبليدة السيد فريد طيب الزغايمي، أكد من جهته أن فتح معد العلوم والتقنيات التطبيقية المتخصص في الصناعة الغذائية يعد "مكسبا كبيرا" للصناعيين الذين سيكون بإمكانهم توظيف عمال وإطارات مكونة تكوينا متخصصا، كما سيتمكنون من طلب التكوينات من المعهد حسب التخصصات التي يحتاجونها، وبالتالي "القضاء على مشكل عدم توفر اليد العاملة المؤهلة الذي تعاني منه جل المؤسسات، بالاضافة إلى إعادة رسكلة الاطارات الحالية وفق النظم والتقنيات الحديثة. من جانبه، أكد مستشار التعاون والنشاطات الثقافية في سفارة فرنسابالجزائر، اندريس اليكسيس أن هذه المعاهد التي تقرر فتحها سنة 2012 خلال زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر، هي ثمرة الشراكة بين الجزائروفرنسا، والتي ستتواصل في المجال العلمي، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الأخيرة هو "بلوغ تسيير هذه المعاهد في إطار شبكة وطنية مثلما هو الحال في فرنسا التي تضم حوالي 80 معهدا جامعيا تكنولوجيا"، مضيفا أن مرافقة بلده لهذه المعاهد ستكون في هذا الاتجاه. المعهد نظم أمس، يوما دراسيا بالتعاون مع الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة ومنتدى رؤساء المؤسسات، تم خلاله التطرق إلى أهمية هذا المعهد الذي جاء ليستجيب لاحتياجات منطقة المتيجية المعروفة بتوجهها الاقتصادي الذي يهتم بالصناعات الغذائية والتحويلية والعجائن، الأمر الذي تطلب إنشاء معاهد متخصصة تستجيب لاحتياجات المتعاملين في مجالات نشاطهم، من خلال توفير يد عاملة متخصصة. اللقاء توج بإبرام اتفاقيات شراكة بين معهد العلوم والتقنيات التطبيقية في علوم الغذاء بجامعة سعد دحلب البليدة 1 مع عدة تنظيمات وتكتلات الباترونا أبرزها منتدى رؤساء المؤسسات، الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة والشبكة الجزائرية لسيدات الأعمال، بالإضافة إلى اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو الجزائر" ومجمعات مهنية على غرار سيليا الفرنسي.