أعلنت فدراليات الصناعات الغذائية، عن رفضها القاطع لعمليات الشراكة التي تخضع لها 25 مزرعة نموذجية من مجمل 169 مزرعة موزعة على مجمعات فلاحية تابعة لوزارة الفلاحة. العملية حسب الأمين العام للفدرالية السيد سليم لباطشة تتم في غموض وضبابية على الرغم من لوائح مجلس مساهمات الدولة التي تنص على ضرورة إشراك الطرف الاجتماعي في العملية بإعلامه عن كل التفاصيل. الفدرالية التي عبّرت عن تمسكها بفكرة الإضراب التي أجّلت مراعاة للاستحقاقات الانتخابية، تطالب بفتح باب الحوار وتجميد كل عمليات الشراكة التي لا تحترم المعايير ولا تأخذ بعين الاعتبار مصير العمال والقطاع ككل. انتقد الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال الصناعات الغذائية التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، السيد سليم لباطشة، الخطوة الأخيرة لوزارة الفلاحة التي قررت فتح 25 مزرعة نموذجية للشراكة. القرار الذي فاجأ النقابة لم يحترم شروط التفاوض ولا الشراكة التي تلزم المسيّر بإشراك الطرف الاجتماعي في كل الإجراءات والمشاورات المتعلقة بالشراكة مع إعلام بهوية الشريك وعروضه التي من المفروض أن تحمل بوادر ومؤشرات تعيد الأمل لباقي المزارع والقطاعات. سليم لباطشة وخلال ندوة صحفية عقدها أول أمس، بمقر المركزية النقابية قال إن فدراليته ليست ضد مبدأ الشراكة سواء مع القطاع العمومي أو الخاص، غير أنه ضد سياسة التسرع التي يسير بها ملف المزارع النموذجية التي تجري تسويتها بطريقة مبهمة لا تسمح بالاطلاع على تفاصيلها نتيجة خطوات متسارعة.. مبديا استعداده لإقناع كل الجهات حتى الحكومة بصحة طرحه وقوة مبرراته وحججه. تحرك الفدرالية جاء بعد اجتماع استدعيت إليه يوم 2 ماي الجاري بمقر وزارة الفلاحة، الاجتماع الذي ترأسه الأمين العام للوزارة ومساعدو الوزير، تم خلاله التطرق إلى وضعية القطاع في جو ساده الحوار الصريح، وتم الاتفاق على وضع ميكانيزمات لحل أهم المشاكل العالقة، مع وضع برنامج لحوار شامل تشارك فيه كل المجمعات الصناعية والوحدات الإنتاجية والمزارع مع التطرق إلى عملية الشراكة وتمكين الفدرالية من إبداء رأيها ومتابعة الملف للتأكد من خضوعه للشفافية في التسيير. غير أن الصدمة كانت كبيرة للفدرالية التي تفاجأت بتوصية من مجلس مساهمات الدولة المجتمع يوم 4 ماي، حول الشراكة ب25 مزرعة نموذجية والتي تمت دون إعلام الشريك الاجتماعي، لباطشة وإن رحب بنتائج اجتماع مجلس مساهمات الدولة الذي وافق على تشغيل مذبحين وأعطى الضوء الأخضر لشراكة بين مجمع اقرولوج كوسيدار، انتقد عدم استشارة الشريك الاجتماعي بنص ما جاء على لسان رئيس الجمهورية، شخصيا في أكثر من توجيه ورسالة بخصوص الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص. انتقد لباطشة المغالطات والتقارير السلبية «المغلوطة» التي تسعى إطارات من وزارة الفلاحة تمريرها والترويج لها عبر بعض القنوات التلفزيونية، والمتعلقة بالوضعية الكارثية للمزارع النموذجية المعروضة للشراكة، حيث أكد المتحدث أن المزارع ال25 هي في الحقيقة ناجحة وتمت تسوية وضعيتها وتصفية كل مشاكلها دون باقي المزارع الأخرى ال169 التي تعاني من مشاكل متفاوتة بعضها دخل الإضراب بسبب سوء التسيير والأجور غير المدفوعة كما هو الحال بمزرعة سعد قدور بعين تموشنت. رئيس الاتحادية تحدث عن تلاعب كبير لمسؤولين بوزارة الفلاحة، قال إنهم يسعون إلى مسح وكسر مجهودات الدولة على مر السنوات الماضية والتي سعت جاهدة لإعادة تنظيم القطاع الفلاحي وفروعه وبعثها من جديد في سبيل إنعاش الاقتصاد الذي تقرر إخراجه من تبعية المحروقات. المتحدث أكد أن جهود الدولة تعرف اليوم مسارا مغايرا في التطبيق الذي يتم في «صمت وضبابية» وهو ما يثير حسبه الشبهة والارتياب خاصة وأن العملية لم يتم فيها إشراك الأطراف المعنية مباشرة بالشراكة. كما أن السرعة الفائقة التي يعالج بها الملف تثير التساؤل والمخاوف لدى العمال الذين يجهلون مصيرهم بعدما أقصي ممثلوهم في الفرع النقابي من عملية المشاورات والحوار الذي يبقى المطلب الشرعي قبل اتخاذ أي قرار قد يرهن مصير آلاف العمال.