* email * facebook * twitter * linkedin رفع مجموعة من الشباب والمهنيين الذين زاروا أجنحة الصالون الدولي للزراعة وتربية المواشي والصناعات الغذائية "سيبسا"، أمس، انشغالاتهم بخصوص تأخر توزيع الأراضي الزراعية وغياب قنوات الحوار مع المصالح الإدارية، فيما اشتكى المهنيون من عجز إمكانيات التخزين والتبريد، الأمر الذي أدى إلى تقليص الإنتاج لتفادي الخسارة، خاصة في مجال إنتاج البطاطا واللحوم البيضاء. وأوضح الشاب صلاح الدين سليمان من أبناء الجالية الوطنية المقيمة في المهجر والمتخصص في تسمين العجول والأغنام بهولندا، ل«المساء" أن سوق الاستثمار بالجزائر تبقى منفرة لكل رجال الأعمال الراغبين في الاستثمار وعائقا أمام تحويل معارفهم إلى أرض الوطن، مشيرا إلى أنه اتصل أكثر من مرة بمدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة للحصول على ترخيص لإنشاء مزرعة نموذجية لتسمين العجول وتربية الأبقار الحلوب بالجنوب، كما راسل وزير القطاع لتجديد طلبه بتخصيص وعاء عقاري لاستثماره بالجزائر، غير أنه إلى غاية اليوم لم يتم الرد على طلبه، في ظل وجود 18 مزرعة نموذجية لتربية المواشي تابعة لمجمع اللحوم الحمراء غير مستغلة، داعيا مصالح وزارة الفلاحة إلى التفكير في عقد اتفاقات شراكة مع الخواص، متعهدا بحل إشكالية إنتاج اللحوم الحمراء والحليب الطازج بعد ثلاث سنوات من العمل. واستغل صلاح الدين الصالون المتخصص في الفلاحة للبحث عن شريك يملك أرضا فلاحية لتجسيد مشروعه، والتقرب من المصالح الفلاحية لمعرفة إجراءات بعث مشروعه، مؤكدا أنه متمسك بالاستثمار بأرض الوطن، خاصة وأنه يستثمر في عدة دول ويعد الممون الرئيسي لعدة مؤسسات متخصصة في مشتقات الحليب واللحوم الحمراء بالسعودية. مهنيو البطاطا يبحثون عن غرف التبريد من جهتهم، دعا المهنيون المتخصصون في إنتاج البطاطا، مصالح وزارة الفلاحة إلى تسريع عملية تأهيل وفتح عدد إضافي من المخازن بعد انخفاض سعر بذور البطاطا هذه السنة إلى 10 دنانير للكيلوغرام الواحد، مؤكدين أن عددا كبيرا من الفلاحين قرروا هذا الموسم العزوف عن تكثيف إنتاج البذور ومنها البطاطا بسبب انهيار الأسعار وارتفاع تكاليف التخزين، حيث لجأ أغلبهم في السنة الفارطة إلى بيع منتوجهم من دون مطالبة التجار بدفع تكاليفها فورا وانتظار عدة أشهر قبل مطالبتهم بها. مع العلم أن المهنيين أعلموا المجلس المهني بالمشكل ويتم حاليا دراستها للخروج بالحلول. وحسب تصريح أكبر منتج ومخزن للبطاطا بولاية بومرداس، طاهر فيسح ل«المساء"، فقد لجأ العديد من المنتجين إلى الصالون بحثا عن أسواق أجنبية لبيع الفائض من الإنتاج المخزن في غرف التبريد، مؤكدا أن اضطراب أسعار السوق من شهر إلى آخر أصبح هاجسا حقيقيا للمهنيين، وهو ما يستوجب تدخل السلطات لفتح المجال للاستثمار الخاص لإنشاء أكبر عدد من مخازن التبريد ووحدات التحويل بما يسمح بحماية هامش ربح الفلاح. مربو الدواجن ينتظرون ضبط الشعبة كما دعا المتخصصون في تربية الدواجن وإنتاج اللحوم البيضاء، مديرية ضبط الإنتاج الفلاحي وتطويره إلى تسريع العمل لاعتماد دفتر شروط متخصص لتنظيم وضبط الشعبة، وذلك بعد أن تم إثراء على المستوى المحلي من طرف المربين وأصحاب المذابح لتحديد مسار المنتوج وضبط تقنيات التربية والمعايير المطلوبة من طرف المذابح، خاصة بعد تسجيل عدة استثمارات خاصة في هذا المجال، والتي يتم اليوم منافستها من طرف مذابح عشوائية، ما جعل أسعار المنتوج تختلف من شهر إلى آخر، وسط ارتفاع المنتجون تحت البيوت البلاستيكية وتحايل البياطرة خلال تسليم الشهادات الصحية، بحجة غياب إمكانيات العمل. وفي هذا الصدد، قال عبد القادر خيدر ل«المساء"، وهو مربي ومنتج للكتاكتيك وصاحب مذبح، أنه حان الوقت لضبط نشاط مربي الدواجن، وأن المهنيين ينتظرون دفتر الشروط منذ عدة سنوات خاصة وأن المجلس المهني المشترك لشعبة الدواجن أنهى عمله ورفع مسودته لمصالح وزارة الفلاحة لعرضها على الوزير لاعتمادها كورقة طريق للناشطين في هذه الشعبة، موضحا أنه بإمكان دفتر الشروط الجديد دمج 70 بالمائة من المربين في النشاط المنظم لتربية الدواجن، وضمان احترام المعايير التقنية وطريقة علاج الكتاكيت. وسيتنفس أصحاب المذابح العصرية، من جهتهم، الصعداء، بعد وضع حد للمذابح العشوائية والتقليدية، عندما يجد المربي نفسه مجبرا على التعاقد مع المذابح العصرية التي تستغل اليوم نسبة لا تزيد عن 20 بالمائة من إمكانيتها، كما أن عملية الذبح يقول خيدر ستضمن تتبع مسار الإنتاج وتاريخ الذبح، مع تطوير نشاط الصناعات التحويلية تماشيا وطلبات السوق. "بريتيكال" لتعويض خبز الفرينة استغل المعهد التقني للزراعات الواسعة الصالون لعرض تجربته في إنتاج ما يصطلح على تسميته حبوب "بريتيكال" (خلطة ما بين القمح اللين وحبوب الشيلم)، بعد أن صرح المهندس الفلاحي حسان قرواني ل«المساء" أن مهندسي المعهد قاموا بتطوير إنتاج هذا النوع من الحبوب البديل لمادة الفرينة، كما يمكن استعماله كعلف صحي للحيوانات. وعن خصائص هذا المنتوج الذي يطمح المعهد تعميمه عبر المستثمرات الفلاحية، أشار المتحدث إلى تطوير ثلاثة أصناف من "حبوب بريتكال"، وينتظر المعهد اعتماد بذوره بعد موافقة المركز الوطني لمراقبة وتصديق البذور والشتلات ثم توزيعها على الفلاحين، خاصة بالجنوب، وهو ما يسمح بتنويع إنتاج الأعلاف من جهة، وتعويض الفرينة بمنتوج صحي من جهة أخرى. وفيما يخص إنتاج الشعير، وإمكانية استعماله في إنتاج الخبز الموجه للاستهلاك، أكد المتحدث أن الورشة الأخيرة التي نظمها المعهد لصالح الخبراء والمختصين كشفت عن عدم صلاحية الشعير المنتج حاليا بالجزائر في إنتاج كل ما هو موجه للاستهلاك الفردي، كما أن الكميات المنتجة والمخزنة هي عبارة عن أعلاف، ودعا إلى المزيد من البحوث لإنتاج بذور محسنة للشعير تكون موجهة للاستهلاك الفردي. للتذكير، ينتظر المعهد التقني للزراعات الواسعة قرار الوزارة الأولي بخصوص اعتماد 6 وحدات للبحث العملي متخصصة في النشاط الفلاحي، وفقا للاتفاقية المبرمة ما بين وزارتي الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، والتعليم العالي والبحث العلمي. ويقول قرواني إن المعهد مقترح ليكون وحدة بحث، مما يسمح له بالاستفادة من دعم مالي لمواصلة البحث وتدعيم المخابر بالمعدات التقنية الضرورية، وتصنيف المهندسين الفلاحيين المتخصصين في البحث في نفس مصاف باقي الباحثين التابعين لوزارة التعليم العالي، وهو ما سيشجعهم على مواصلة الابتكار والإبداع للرفع من قدرات الإنتاج وعصرنته.