تُوج اتحاد الجزائر، وباستحقاق، بلقب البطولة الوطنية للقسم الممتاز في كرة السلة (للرجال) لموسم 2022 2023، بعد فوزه على وداد بوفاريك بنتيجة (62 -61) في المباراة الثالثة والأخيرة لدورة الامتياز، التي جمعت بينهما عشية أول أمس (السبت)، بقاعة قصر الرياضات "حمو بوتليليس" بوهران. ويُعد هذا اللقب الرابع لنادي اتحاد الجزائر في تاريخه، بعد تتويجات سنوات 1966 و1967 و1969، علما أنه تعادل عند نهاية الشوط الأول مع غريمه بوفاريك بنتيجة (33/33). وكان اتحاد الجزائر تغلّب في مبارتيه الأوليين بدورة الامتياز على كل من مولودية الجزائر بنتيجة (65/68)، ونادي سطاولي بواقع (70/74). وكان لقاء اتحاد الجزائر بوداد بوفاريك قويا ومشوقا، أظهر فيه العاصميون عنادا كبيرا، واستعدادا من كافة الجوانب تحت قيادة مدربه المحنك الهاشمي رضا، الذي كان أحد المفاتيح الرئيسة في نجاح فريقه في المباراة، وفي الدورة ككل، حيث أحسن تسيير مجريات كل لقاء على حدى ووفق المنافس، وضد بوفاريك، كانت استراتجية الهاشمي إدخال الشك في نفوس لاعبي بوفاريك منذ الربع الأول من المواجهة، بزيارة سلّته بشكل مستمر، وهو ما حدث بتسجيله العديد من الرميات بثلاث نقاط، أخذ بها فارقا محترما، وعطّل في ذات الوقت، إقلاع وداد بوفاريك في المباراة، وجعله يلهث دائما وراء تقليص الفارق في النتيجة، وتحت ضغط جماهيره التي ساندته بالآلاف، عكس لاعبي الاتحاد، الذين لعبوا متحررين من أي ضغط مهما كان نوعه ومن أي جهة؛ لذا كانوا مركزين في عملهم أكثر تحت قيادة الثلاثي المتميز سعيدي، وبن سلام، وعمارة. الهاشمي وربع التتويج لم يعان اتحاد الجزائر من تلك الضغوطات التي كان عرضة لها منافسوه في دورة الامتياز؛ على اعتبار أنه كان خارج تكهنات أهل الاختصاص باستثناء فترة كانت الأصعب، وضعت رهان تتويجه على المحك، وهي 5 دقائق الأخيرة في المباراة؛ ذلك أن الاتحاد كان متقدما في النتيجة بفارق 12 نقطة (59-47)، قبل أن يتقلص هذا الفارق (59-58)، ثم تتعادل الكفة (61/61). وزيادة على سوء تسيير هذا الفارق، فقد الاتحاد أحسن لاعب لديه، وهو الموزع عمارة. وهنا تدخّل المدرب الهاشمي رضا بحنكته وذكائه لتجاوز هذين العائقين بتعليمات محددة، وتغييرات صائبة، قادت فريقه اتحاد الجزائر إلى الفوز بالمباراة (62-61)، وبالتالي نيل لقب البطولة الوطنية عن جدارة واستحقاق. وكانت نتائج أرباع المباراة (21/19) لاتحاد العاصمة و(14/12) لبوفاريك، و(20/10 ) للاتحاد، و(18/09) لبوفاريك. مدرب الاتحاد يوفي بوعده منذ دقائق المباراة الأولى له في دورة الامتياز ضد مولودية الجزائر، ظهر اتحاد الجزائر بمجموعة شابة وواعدة، تتقد حماسا وطموحا، لا تأبه بالمنافس مهما كان وزنه، فقط ما يهمها الهدف الذي سطرته، ويجب بلوغه تحت قيادة مدربها الهاشمي رضا، الذي وفّى بما وعد به منذ إطلالة أشباله في الدورة، عندما قال بأن فريقه "قدِم إلى وهران من أجل الفوز بكل المباريات. ونكسب أفضلية عدم ترشيحنا لنيل التاج الوطني". وعقب رفع كأس البطولة معلنة عن نيل الاتحاد العاصمي لقبه الرابع في مشواره، صرح الهاشمي ل"المساء" قائلا: "تتويجنا مستحَق، وهو ثمرة عمل كبير، وتحضير جاد، ومن كافة الجوانب. لقد درسنا طريقة لعب منافسينا، وتعاملنا معهم وفق نقاط قوّتهم وضعفهم. ومقابلتنا ضد بوفاريك كانت قوية، وفرضنا فيها منطقنا.. هذا التتويج هو مكافأة مستحَقة لأشبالي، الذين أدوا ما عليهم. وأحيّيهم على شجاعتهم، وجهدهم السخي طيلة أطوار الدورة". خيبة بوفاريك والتتويج مؤجَّل إلى إشعار آخر لعل الخيبة الكبيرة في هذه الدورة كانت من جانب وداد بوفريك، الذي قصد مدينة وهران بهدف وحيد لا ثاني له، وهو الحصول على لقب البطولة. ودخولُه في ثوب المرشح الأول أصاب لاعبيه وكذا أنصاره الكثيرين، بثقة مفرطة، لكنهم اصطدموا بواقعية البساط، و ذكاء وصبر اتحاد الجزائر، الذي أجّل صعود ممثلي مدينة البرتقال، إلى إشعار آخر، وهم الذين ينتظرون معانقة اللقب منذ سنة 2002. مهزلة مولودية الجزائر ونادي سطاوالي النقطة السوداء في دور الامتياز ككل وإضافة إلى تعدي بعض أنصار وداد بوفاريك على ماهية الروح الرياضية، كانت مهزلة اللقاء الثالث في دورة الامتياز بن مولودية الجزائر ونادي سطاوالي، اللذين كانا بطلين لمهزلة فريدة من نوعها في تاريخ كرة السلة الجزائرية، عندما رفضا الالتزام بأخلاقيات الرياضة، ولعب مقابلتهما بكل جدية، فاكتفيا بتمرير الكرة بين لاعبيهما، وزيارة السلة بشكل مستمر ومتتال بدون مقاومة من هذا الطرف أو ذاك، مما رفع حصة المباراة إلى (111 مقابل 109) لمصلحة المولودية، وبتدوين خطأ وحيد فقط في المباراة! وقد استغل الفريقان الفراغ القانوني الذي يجنبهما أي عقاب، لكن بدون أن يحميهما من انتقادات واستهجان الحضور؛ من جماهير، ومسؤولين، وأهل الاختصاص. المنظّمون يستدركون الوضع.. عرفت دورة الامتياز المقامة بوهران، حضورا جماهيريا غفيرا لم يشهده قصر الرياضات بوهران منذ سنوات، وأغلبهم من أنصار وداد بوفاريك،الذين تنقلوا بالآلاف لمناصرة فريقهم، لكنهم استغلوا فوضى التنظيم في اليوم الأول، ليتجاوزوا المسموح به في المناصرة؛ من سب، واحتكاك جسدي، وتكسير، قبل أن يتحسن التنظيم في اليومين المتبقيين بفضل التعزيزات الأمنية. ورغم ذلك سُجل كحصيلة أولية، تكسير 20 مقعدا، والعديد من الستائر والموانع الحديدية بعد خسارة بوفاريك أمام اتحاد الجزائر.