ثمّن الباحث الموسيقي المغربي عبد السلام شلوفي دور المهرجانات الثقافية "في دفع حركية النشاطين الثقافي والفني التي تساعد على نموّ الذوق الموسيقي للجمهور. وركّز في حديثه على الدور الذي يمكن أن يقدّمه النشاط الفني للتشهير للفن المغربي والعربي الأصيل، معتبرا "العيطة" نموذجا فنيا يمثّل لونا موسيقيا أصيلا متأصّلا في المغرب، موروثا عن عرب بني هلال ليستقرّ في مجموعة من المنطقة المغربية ويتفاعل مع العناصر الموسيقية الأخرى خاصة العناصر الأمازيغية. وأوضح المتحدّث أنّ هذا النوع أعطى بتمازجه وتلاقحه ما يعرف ب"العيطة" في شمال المغرب وناس العيطة الجبلية، وفي حوض أسفي "العيطة العبدية" أمّا في أحواس الدارالبيضاء ف"العيطة المرسوية". وأضاف أنّها عبارة عن غناء شعبي نصوصه سجّلها الفنانون وعدّلها آخرون، فأصبحت نصوصا تؤخذ بالوراثة والتواصل الشفهي في مقامات موسيقية عربية أصيلة وإيقاعات تتكوّن من المركب والبسيط تحكي طقوس ومراحل أداء تبدأ ب"السرابة" وما يعرف ب"العاتوب" ثم أبيات شعرية لا يعرف ناظمها. الباحث الموسيقي المغربي الذي أخذ صورة عن جمهور تاموقادي في أوّل وقوف له بالمسرح الروماني نوّه بالجهود المبذولة للبحث في التراث، واعتبر اللون الأمازيغي لونا يشترك في العديد من النقاط مع لهجة تنتج موسيقى تتشابه مع اللون الأوراسي وقال إنّه بالإمكان مزج أغنيتين فيكون التكامل والامتداد، وأضاف يقول "لدينا زخم كبير من التراث، لا يمكن أن يتمّ لذلك فلابدّ إذن أن نبحث عنه وأن نطوّره لأنّه مهم، فهو حقل خصب للتجارب الجدية التي تخدم التواصل الثقافي وتمدّ جسور الصداقة والسلام. وعن سؤال يتعلّق بتركيب العناصر الأساسية والتغني بالصوفية، أوضح الباحث المغربي أنّ التغني بالطرق الصوفية هي خطوة لترسيخ الثقافة في المجتمع ولما كان التغني بالأولياء الصالحين، -مضيفا- أنّه مجرّد انعكاس لتطهير الذات من الجوانب المادية لتغذية الروح وثمّة جوانب مهمّة في الحركة التعبيرية عن طريق الشطح الذي يبعث حسبه دائما الارتياح والسكينة. وفي ختام حديثه جدّد ضيف الجزائر تشكراته للمشرفين على المهرجان على تشريفه بحضور فعاليات الطبعة الواحدة والثلاثين متمنيا الاستمرارية والدوام للمهرجان الذي يعدّ في نظره جسرا للتواصل الفني.