دُور نشر تغازل القارئ كمّاً ونوعاً

تجدّد الموعد مع "سيلا 28"

كشفت دُور النشر "القصبة" والشهاب" و"الأمير" و"ليبراس دي شيليف" وكذا المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية "إيناغ"، عن جديد إصداراتها الذي تشارك به في الطبعة الثامنة والعشرين لصالون الجزائر الدولي للكتاب، الذي سينطلق غدا الأربعاء بقصر المعارض (الصنوبر البحري)، مؤكّدة بذلك حضورها النوعي والكمي في أكبر تظاهرة ثقافية في البلاد، تشكّل فاتحة الموسم الأدبي، وموعدا قارا للقرّاء والجمهور المحبّ لملمس ورائحة الكتب، التي ماتزال تحاول فرض نفسها في زمن الرقميات، والسرعة.
"القصبة" تُطلق باقة جديدة من الإصدارات.. بين التصوّف، التاريخ والذاكرة
مواصلةً لدورها الكبير في إثراء المشهد الثقافي الجزائري، كشفت دار "القصبة" للنشر، عن دفعة جديدة من إصداراتها الأدبية والفكرية، ضمّت ثلاث عشرة رواية، وأربع دراسات، وكتابين تاريخيين، تُجسّد تنوّع الرؤى، وتعدّد الأصوات في الأدب الجزائري الحديث. وتفتتح الدار قائمتها برواية "تأمّلات صوفية، رحلة إلى قلب الحكمة الأبدية" للكاتب بلقاسم ولد عبد الرحمن. وهو عمل يتوغّل في أعماق التجربة الروحية، عبر نصوص تجمع بين الشعر، والفكر والتأمل. ومن التصوّف إلى الحنين تأتي رواية "في صعود شارع ديدوش" للكاتبة جويدة بنو زكري، لتروي حكاية الغربة والاقتلاع؛ حيث تتأرجح البطلة بين الجزائر ونيس، وبين الذاكرة والمنفى، في سرد أنثويّ رقيق، يعبّر عن معاناة الاغتراب.
كما يستمر الكاتب والباحث مراد شتي في مشروعه السردي المميّز من خلال روايتيه "الأمازيغ – حلم أيلماس" ، و"الأمازيغ – انتقام ماسينيسا" ؛ حيث يعيد قراءة تاريخ نوميديا من منظور أمازيغيّ إنساني، مزاوجا بين الدقة الأكاديمية والخيال الأدبي. وهذان العملان يضعان القارئ أمام إعادة اكتشاف الذات التاريخية لشمال إفريقيا، في سردية ملحمية، تحتفي بالانتماء والهوية. أما رواية "الحب في زمن الحرب – ذكرى منها" للكاتب عبد الكريم غزالي، فتستحضر مرحلة حرب التحرير الجزائرية من زاوية إنسانية، من خلال قصة حب بين امرأة حرة ورجل مقاوم، تتقاطع فيها مشاعر الفقد بالعزّة، والوجدان بالبطولة. إنّها شهادة على زمن لم يمت، وعلى ذاكرة لاتزال تنبض بالحياة.
ومن بين الإصدارات بالفرنسية تبرز رواية "مناخ الطفولة" للكاتب جلول بلونيس، التي تستعيد ذاكرة حيّ "مناخ فرنسا" في الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية، في نصّ يجمع بين الشعرية والاعتراف. بينما في رواية "مانو ماذا تفعل في غزة؟ " للكاتب عبدال مشري، فيتقاطع الأدب بالتاريخ السياسي؛ إذ يروي مسيرة شاب فرنسي ينضم إلى جيش التحرير الوطني الجزائري، قبل أن يُقتل مراسلًا في غزة، في سردٍ يربط بين القضايا التحرّرية في الجزائر وفلسطين. وإلى جانب الروايات أصدرت دار "القصبة" أربع دراسات فكرية، تتناول قضايا الفكر، والدين، والمجتمع، والهوية، إلى جانب كتابين تاريخيين يوثّقان جوانب من الذاكرة الوطنية الجزائرية في حقب مختلفة؛ ما يعكس اهتمام الدار بالجمع بين الأدب والإسهام المعرفي الرصين.
منشورات "الشهاب" 2025 عام الرواية والفكر الجزائري المتجدّد
تواصل منشورات "الشهاب" في طبعتها لعام 2025، ترسيخ مكانتها كأحد أهم الفضاءات الثقافية في الجزائر، عبر كتالوغ غنيّ، يعكس تنوّع المشهد الأدبي والفكري الجزائري. ويؤكّد أنّ الحرف مايزال أداة للمقاومة، والمعرفة والحرية. وتصدّرت الروايات مشهد "الشهاب" هذا العام، بأعمال تجمع بين الواقعية، والنفسية، والتاريخية. ومن أبرزها رواية "يوميات بيت هاينريش بُل" للروائي الجزائري محمد مقاني. وهي تجربة تأملية كتبها أثناء إقامته في منزل الكاتب الألماني الحائز على نوبل، تمزج بين اليوميات والسيرة الفكرية والحوار الثقافي بين الشرق والغرب. كما أعادت "الشهاب" نشر روايات الكاتب بومدين بلكبير بثلاثة أعمال قوية؛ "ثلاث حيوات لرجل واحد"، و"خرافة الرجل القوي" و"زنقة الطليان".
وفي قسم الدراسات الفكرية والعلمية تقدّم "الشهاب" هذا العام، مجموعة من الأعمال المميّزة التي تُثري المشهد الأكاديمي الجزائري، وهي "حفريات في سوسيولوجيا النخب الوزارية الجزائرية" لناصر جابي، دراسة ميدانية دقيقة ترسم خريطة النخب السياسية عبر ثلاثة أجيال. و"ديوان سيدي بلال" لسليم خيّاط، كبحث أنثروبولوجي في الموروث الإفريقي في الجزائر وطقوس القرقابو، يؤكّد حضور الهوية السوداء في الذاكرة الشعبية.
ومن بين إصدارات "الشهاب" الجديدة في مجال الدراسات نجد أيضا "سعيد مقبل.. كرونولوجية حياة" لنزيم مقبل، و"سبعة عقود من السينما الجزائرية" لأحمد بجاوي، التي تمثل قراءة نقدية لتاريخ الصورة في الجزائر، من الثورة إلى الحاضر. و"لون المشرط" للطبيب رضا سويلاماس، وهي عبارة عن سيرة فكرية وطبية، تتأمّل معنى الإنسانية في الممارسة العلمية، بالإضافة إلى دراسة "النجاح في نقل التكنولوجيا" لأحمد عياد.
وللشهاب أيضا إصدارات في مجال التاريخ، وهي "أن تكبر في الأوراس – التحليق" لصالح لغرور، و"ثلاثة قرون من الوجود العثماني" لرشيد بن يلس. كما فتحت "الشهاب" أبوابها أمام فنّ الشريط المصور، من خلال إصدار "بورديو، تحقيق جزائري" للكاتب الفرنسي باسكال جونو، الذي يوثّق بدايات عالِم الاجتماع الشهير بيير بورديو، في الجزائر خلال الخمسينيات.
" ليبراس دي شيليف" شهادات عن أحداث جزائرية مهمّة
بدورها، تشارك دار النشر "ليبراس دي شليف" في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، بمجموعة من الإصدارات الحديثة، وهي "بن بركة لماذا؟" و"الجزائر، أسطورة عمرانية 1542 - 1962" لمهدي بوخالفة، و"10 10 1980 ذاك الجمعة في الأصنام" ، يضمّ شهادات لأناس عاشوا فاجعة الزلزال الذي ضرب الشلف في العاشر من أكتوبر 1980.
كما ارتأى الكاتب رشيد الزيان تسليط الضوء أكثر على حياة ونضال الشهيدة حسيبة بن بوعلي؛ من خلال إصداره رواية تاريخية بعنوان "صرخة الفداء" ، في حين أصدر تامي مجبر كتابا موسوما ب"مقابل الجدار.. يوميات معتقل سياسي" ، ترجمه الى اللغة العربية سليمان شريفي، بينما نجد، أيضا، كتاب "أحمد نوفي شهيد شرشالي" لمحمد حواورة، وهو عبارة عن شهادات حول المسؤول عن كمين لالة عودة، ورواية "لا تلمسني" لنور الدين ساهلة، ورواية باللغة الإنجليزية لرياض بلعيد بعنوان "الظلمة داخل أفكاري" ، ورواية باللغة العربية لأمينة بوبشة بعنوان "صمت يروي الحكاية".
المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية 11 إصدارا جديدا ومجموعات
للمؤسّسة الوطنية للفنون المطبعية حضور مهم في الساحة الأدبية الجزائرية. والدليل إصدارها 10مؤلّفات جديدة باللغتين العربية والفرنسية. وهي "الرسالة الوحيدة وربما الأخيرة" لأملية فريحة، و"مدخل إلى عالم الفلسفة" لعمار الطالبي، و"تطوّر الفكرة المكتبية الاقتصادية" لمهني أكحل، و"الأمير عبد القادر وخيانة المخزن المغربي" لحسان أعراب.
كما صدر عن "إيناغ" كلّ من كتاب "الشعرية وسياقات التلقي في شعر نزار القباني" لحياة بوخلط، و"أرملة خمس نجوم" لعبد الله خمار، و"القط صاحب الأذن المقطوعة" لراضية ألماس، و"التنظيم العسكري والفدائي وأساليب التسلح في الولاية الرابعة" لخلاص بلقاسم، بالإضافة الى عرضها في الصالون كلّ كتب عبد القادر بن دعماش، وكمال بوشامة، والأجزاء الثامنة والتاسعة والعاشرة من مجموعة محيي الدين عميمور بعنوان "لله وللوطن".
منشورات "الأمير" تأكيد على أهمية الترجمة
من جهتها، منشورات "الأمير" حاضرة في سيلا 2025، من خلال كتب جديدة ومتنوّعة، من بينها رواية "صوت الصمت" لمليكة بورنان، و"أمادو ونيريادة، عروسة بحر كيار" لسمباتو رضوان، و"الإسلام القادم من الغرب" لشيخاوي ناصر، و"ماذا انتظر من نفسي؟ " لخليل طرباق، و"خلف ستائرنا" و"شوف في مرسيليا "لحياة قاصدي.
وصدر عن "الأمير" أيضا أعمال جديدة أخرى، وهي "الاحتيال" لعفيف مواتس، و"البقاء ذاكرة مجهول" لأحمد حيدوش ياسين، و"اختراع لعبة الشطرنج بمعسكر" لزبيدة برحو، وكذا "في أزمان الصمت" لعبد الرحيم بن طالبي، و"زميل ومرافق المحنة والتجوال" لصديق حاج أحمد، و"الحب في زمن الكورونا" لكريم بن كريمي، و"رسائل سوزان" لياسين بوغازي، و"المقيّدون" لسبتي نزهة.
وتشارك الدار أيضا بمجموعة من الترجمات، هي "سقوط الخزامى" لصالح السويّد عن ترجمة مسعودة قشي، و "تاريخ بكارا" لساجدة الصبي ترجمة لخلوفي كنزة، و"باجمان التي رأت نصف وجهها " لبلقيس ملهم عن ترجمة رغيوي قويدر، و"رحمة" لراضي منصور العصيف بترجمة مهدي زيد، و"أحذيتي وجواربي وأنت" لسعيد بوطاجين، ترجمة العيد دوعان.