سمحت الإمكانيات المادية والبشرية التي وضعتها مؤسسات النظافة بولاية الجزائر بمناسبة عيد الأضحى المبارك، بجمع أطنان من النفايات، خاصة جلود الأضاحي التي تم التحكم في نقلها إلى الأماكن المخصصة لها؛ لتثمينها، بالتنسيق مع مختلف المعنيين بهذه العملية، التي تم التحضير لها بصفة جيدة، فضلا عن تحسيس المواطنين، الذين ساهموا في نجاحها، وتجاوبوا مع الإجراءات المتخذة من قبل الجهات الوصية، التي نجحت في تنظيف العاصمة، ورفع مخلّفات النحر في ظرف وجيز. استحسن سكان العديد من بلديات العاصمة، جهود أعوان النظافة التابعين لمؤسستي "ناتكوم" التي تغطي 26 بلدية، و " إكسترانات" التي تغطي هي الأخرى، 33 بلدية، الذين قاموا بجمع ورفع أكوام النفايات، خاصة مخلّفات عملية نحر الأضاحي، وجمع جلودها، وفق البرنامج المسطر عشية العيد. كما ساهمت باقي المؤسسات على غرار "أسروت" وكذا مصالح البلديات، في إعادة الأمور إلى نصابها بمختلف الأحياء. "ناتكوم" تكسب الرهان كانت مؤسسة "ناتكوم" كعادتها في الموعد، مثلما لاحظنا عبر مختلف البلديات التي تقع في إقليم اختصاصها؛ حيث عملت بصفة مستمرة، وفقا للبرنامج الذي سطرته، وقامت بجمع النفايات المنزلية وجلود الأضاحي، وتطهير الأحياء التابعة لها من مخلفات النحر، وغسلها، وكنسها لتوفير بيئة نظيفة للسكان؛ حيث بذل الأعوان الذين تم تسخيرهم والذين بلغ عددهم 1130 عون، مجهودات جبارة تزامنا مع عيد الأضحى. وتم تكثيف الدورات تحسبا لارتفاع حجم النفايات، فضلا عن الوسائل المادية؛ على غرار 171 شاحنة تم تسخيرها، منها 50 شاحنة خُصصت لجمع جلود الأضاحي. وقد نجحت هذه المؤسسة إلى حد بعيد، في رفع النفايات وجلود الأضاحي عن العديد من الأحياء العاصمية، بما فيها تلك التي تعرف كثافة سكانية عالية؛ على غرار باب الوادي، وسيدي أمحمد، وحسين داي، وعين النعجة، وباش جراح... وغيرها؛ حيث سارع أعوانها مباشرة بعد عملية الذبح، إلى جمع النفايات ومخلفات هذه العملية في وقت وجيز؛ وكأن العملية لم تتم أصلا؛ عكس ما كان يحدث في وقت سابق. كما تجنَّد عدد معتبر من الأعوان لغسل أماكن الذبح، وكذا الأحياء والطرقات، وإزالة كل ما من شأنه تشويه المحيط. أعوان "إكسترانات" في الموعد ومن جهتهم، قام أعوان النظافة التابعون لمؤسسة "إكسترانات"، بمجهودات معتبرة لرفع مخلّفات الذبح في الوقت المناسب؛ تجنبا لتعفنها، خاصة مع الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة أيام العيد؛ حيث تم جمع أطنان من النفايات، ومنها جلود الأضاحي في وقت وجيز بالبلديات التي تقع في إقليم اختصاصها؛ إذ لاحظ سكان العاصمة وزوارها سرعة رفع النفايات مقارنة بالسنوات الماضية، وكذا تفريغ الحاويات في ظرف وجيز. كما ساهمت مصالح بلديات ولاية الجزائر، في تجسيد البرنامج المسطر، والتحكم في حجم النفايات الذي تضاعف، وتحويل جلود الأضاحي إلى المواقع المخصصة لها عبر شاحنات مفتوحة سُخرت لهذا الغرض. العاصميون يتفاعلون مع جمع الجلود وتنظيف الأحياء ومن جهتهم، أبدى العديد من المواطنين سلوكا حضاريا في التعامل مع نفاياتهم في عيد الأضحى المبارك، وتجاوبوا، بشكل كبير، مع عملية التحسيس التي قامت بها الجهات الوصية، حول الحفاظ على جلود الأضاحي، ووضعها في الأماكن المخصصة لها. كما تكفّل سكان العديد من الأحياء بتنظيف أماكن الذبح وغسلها؛ في صورة تعكس الحس المدني لدى هؤلاء، ومنهم الأطفال الذين شاركوا بقوة في العملية؛ إذ ساهم توفير المياه أيام العيد، في تنظيف أماكن الذبح، ومحيطها، والوقوف إلى جانب عمال النظافة. واستحسن سكان العاصمة الجهود التي بذلتها مؤسسات النظافة وأعوانها، الذين داوموا على تنفيذ البرنامج المسطر منذ اليوم الأول من العيد؛ ما جعل العاصمة تسترجع بريقها في ظرف وجيز، حتى في الأحياء الشعبية؛ على غرار باب الوادي، وباش جراح، وحسين داي، وسيدي امحمد، والرويبة، والرغاية... وغيرها، والتي غابت عنها أكوام القمامة مثلما لاحظنا. وعبّرت الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لحسين داي، ناجية نسيب، عن شكرها الجزيل لسكان المقاطعة، على تفاعلهم واحترامهم لطريقة تمليح ونشر جلود الأضاحي، ووضعها في الأماكن المخصصة لتجميعها؛ ما ساعد عمال مصالح البلديات والمؤسسات الولائية في عملية الجمع، والنقل، والتنظيف، وتعقيم هذه الأماكن. وكانت مصالح ولاية الجزائر خصصت 354 موقع لجمع جلود الأضاحي عبر 14 مقاطعة إدارية. كما تم لأول مرة إدماج مراكز الردم التقني في عملية جمع الجلود، وتثمينها، فضلا عن تجنيد كل الوسائل المتاحة لإنجاح هذه العملية.