سيسجل التاريخ انه في عصر انتشار وباء الكورونا تراجع عدد الإصابات و الوفيات بشكل كبير في الجزائر لكن الرسم البياني عاد فجأة للارتفاع لا لسبب سوى ان الناس بعدما سُمح لهم بالتسوق وفتح المحلات تحت شروط صحية معينة، أول ما فعلوه هو التدافع على اقتناء (الزلابية و قلب اللوز)، ستقرأ الأجيال القادمة في كتب التاريخ عن الوباء في بلادهم و عن تصرف اجدادهم في ظل وضع استثنائي ادى الى كوارث، تماما مثل ما يحفظ التاريخ الحرب التي اندلعت بسبب مباراة في كرة القدم بين الهندوراس و السلفادور. و ما أصعب أن يسجل التاريخ عن انتصار الشعوب في مواجهتها للوباء من خلال وعيها و يسجل علينا ان تجمعات بشرية كاملة انقرضت بسبب (مشطة زلابية)، و من كان يعتقد أن التاريخ سيمر على هكذا ظواهر دون ذكرها فهو واهم لأن هذا الأخير يسجل كل شيء و لن يسهَ منذ خلق الخلق على دقائق الأمور و ما زال يذكر حتى الكلمات الغبية للملوك و الحكماء التي ادت الى زوال امم و اندلاع حروب، و ما زال يحفظ بين طياته زلات الشعوب البسيطة التي ادت الى زوال حضارات، بل و حتى رائحة القادة تجدها في كتب التاريخ، لذا سيذكرنا التاريخ في كتبه انه في عام الكورونا كاد شعب ان ينقرض بسبب إقباله (المنتظر القطيع) وليس المنقطع النظير على (زلابية) تقطر عسلا و ذبابا. محمد دلومي