من يتابع الحرب الدائرة في أوكرانيا يستطيع ان يكتشف ان خيوطها ليست في موسكو ولا كييف ولا في العواصم الأوربية بل في واشنطن التي تترقب الوضع عن كثب حتى انها لم تغلق مجالها الجوي او حتى تقاطع استيراد الغاز الروسي، الحرب اليوم هي حرب مصالح لا علاقة لها بحرية الشعب الاوكراني ولا بالديمقراطية، ولا بحماية أوروبا، و الأمر ليس كما يتوهم البعض من ان موسكو تحاول ان تخرج كقوة منافسة للولايات المتحدة فأرادت هذه الحرب وانما الحرب فرضت على موسكو فرضا بعد ان صبرت عقودا من الزمن منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، واليوم بعد ان ارادت أوكرانيا دخول حلف الناتو فإن الصواريخ النووية ستكون على بعد 35 دقيقة على الحدود الروسية هذا الامر كان بمثابة القطرة التي افاضت الكأس وجعل روسيا تواجه الحقيقة، بينما تتفرج واشنطن على فصول الحكاية وتنتظر طلبات السلاح من أوروبا ورفع أسعار الغاز المصدر الى الغرب، اما المخفي في الحكاية هو عزل موسكو عن بيكين حتى تنفرد بها واشنطن ربما بحرب أخرى مع تايوان او اختلاق مشكلة لا تقل خطورة عن مشكلة الحرب الدائرة الآن، ومن كان يعتقد ان الولاياتالمتحدةالامريكية مجرد حضارة عابرة آيلة للسقوط بسبب بروز قوى أخرى فإنه من الواجب القول أن الوقت ما زال مبكرا لهذا الاعتقاد لان المعطيات اليوم كلها في صالحها