اعتبرت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس بوهران أن الانتقادات التي وُجهت للجزائر "لا حدث"، مؤكدة أنها ترد دوما من نفس المنظمات غير الحكومية الأجنبية بتواطؤ مع بعض الأطراف الجزائرية. و أوضحت السيدة بن حبيلس خلال هبة تضامنية لفائدة مهاجري دول افريقيا الواقعة جنوب الصحراء "لقد تعودنا على الانتقادات الموجهة للجزائر فيما يخص مسألة المهاجرين و الواردة دوما من نفس المنظمات غير الحكومية الأجنبية بتواطؤ مع بعض الأطراف الجزائرية" واصفة اياها "باللاحدث". وأردفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري تقول "السؤال الذي يراودني اليوم هو من يقف وراء كل هذه المآسي التي يتعرض لها اخواننا الأفارقة؟ و لما يٌعرض هؤلاء الشباب الأفارقة حياتهم للخطر من أجل القدوم إلى الجزائر وعبور البحر للالتحاق بالقارة الأوروبية؟ الأكيد أن الجزائر ليست لديها أي مسؤولية في كل هذه المآسي بل أولئك الذين ينتقدوننا هم أنفسهم المسؤولون عنها". وأكدت السيدة بن حبيلس التي تناولت وجبة الافطار مع 19 مهاجرا من دول افريقيا الواقعة جنوب الصحراء الذين تم انقاذهم من الغرق في 30 أبريل المنصرم من قبل خفر السواحل بوهران في حين هلك 19 آخرون جوعا و عطشا خلال عبورهم انطلاقا من المغرب و 3 آخرون غرقا. واسترسلت تقول أن "هذه المنظمات غير الحكومية هي نفسها التي حرصت كل الحرص على تدخل منظمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا الأمر الذي هدد السلام و الاستقرار في المنطقة و شجع الشباب على الهجرة. وأضافت "من خلال انتقاداتها للجزائر، برهنت هذه المنظمات غير الحكومية انحيازها لمراكز اهتمام أخرى منافية بذلك قواعد المنطق التي استنادا لها توجه أصابع الاتهام الى المسؤولين عن هذه المآسي التي يتعرض لها الأفارقة و ليس إلى الجزائر التي توجد في وضعية قوة". وحسب السيدة بن حبيلس فان "الانسانية لم تعش مآسي بهذه الفظاعة منذ الحرب العالمية الثانية"ي معتبرة أن "كامل المسؤولية تقع على عاتق الدول و المسؤولين في أوروبا أو خارجها الذين سعوا لتدخل منظمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا مع ما ترتب عنه من تهديد للسلم و الاستقرار". وأردفت تقول "إذا كانت الجزائر اليوم محل انتقاد فذلك بسبب مواقفها الثابتة و رفضها التدخل في الشؤون الداخلية للدول فضلا عن تضامنها مع الشعوب المستعمرة مثل فلسطين و الصحراء الغربية و دعمها لحق الشعوب المضطهدة في تقرير مصيرها. الجزائر تدعم السلام والحوار و المصالحة". وأوضحت ذات المتحدثة أنه "بات من الضروري للرأي العام أن يستيقظ و يعي أنه حان الآوان أن يدفع المسؤولون عن المآسي التي يعيشها اخواننا الأفارقة ثمن صنيعهم من خلال تقديم المساعدات على التنمية للدول الافريقية لتمكين هؤلاء الشباب من الحصول على منصب شغل و العيش في كنف السلم و الاستقرار". و كانت السيدة بن حبيلس قد أشارت إلى أن "هذه الزيارة تندرج في إطار النشاطات التضامنية للهلال الأحمر الجزائري الموجهة لفائدة اخواننا الأفارقة المتواجدين بالجزائر سيما مجموعة المهاجرين القادمين من افريقيا الواقعة جنوب الصحراء"، مشيرة إلى أن هؤلاء الشباب "ينعمون بالأمن في وهران و يستفيدون من تكفل تام في شتى المجالات". في الأخير حرصت السيدة بن حبيلس على التأكيد على روح التضامن و القيم الإنسانية التي يتحلى بها الشعب الجزائري مؤكدة أن وقوفه إلى جانب اخواننا الأفارقة خير دليل على أن "سياسة الجزائر في المجال الانساني نابعة من قيمها العريقة و تقاليدها".