الكآبة شعور رهيب إذا دب في كيان الإنسان، وتوغل إلى أعماقه سيلفه بحبال اليأس والانهيار وينزع منه بوادر الأمل والرجاء، ويوهمه بانتهاء حياته مبكرا، وسينظر إلى الدنيا نظرات سوداوية لا نور فيها ولا بصيص إشعاع النجاة، وسيدفعه حتما إلى التفكير في الانتحار أو اعتزال الدنيا. لمحاربة هذه الآفة والصفة المدمرة والفتاكة بعمر الإنسان، يجب ملأ الفراغ الروحي بالذكر والدعاء، حتى تزول الكروب وتزاح الهموم وعدم الإكثار من التفكير الطويل في المشاكل والأحداث المريرة التي تواجهنا، حتى لا يغمر دربنا سيول الأسى وجداول البأس، وحتى لا تخيم مشاعر الكره والألم علىمخيلتنا وتترك النفس تسبح في يم الغم بلا مجذاف. لمجابهة الاكتئاب وتوابعه من يأس وقنوط وحزن عصيب، علينا أولا صحبة التفاؤل والصبر والإيمان، والابتعاد عن التشاؤم، حتى نكتسب شخصية رصينة متميزة بالهدوء النفسي والاتزان العقلي، ومطالعة الكتب القيمة وعلينا أن نبحث عن أصدقاء يطيب لهم الجلوس، لتغيير الأجواء من الحزن إلى الفرح ليعود السرور من جديد إلى حنايا الفؤاد، ونتسلق سلالم الهناء لنشعر بروعة الحياة ونلمس الود في أنفاس الهواء، ونودع شرور الكآبة. الكآبة مرض إذا أصاب الشخص أفقده الرغبة في الحياة، لذلك علينا دائما البحث عن العلاج الشافي لمقاومته وهو التحلي بالصبر والإيمان، واللجوء دائما إلى الذكر والدعاء والصلاة، والمواظبة الدائمة على هذا المنهاج حتى لا تنخر الكآبة أنفسنا. @ ابنة الهضاب/نادية واحدي