عبر الاحتكاك بالمتعاملين الاقتصاديين، بقسنطينة، أرحاب: شددت وزيرة التكوين والتعليم المهنيين السيدة نسيمة أرحاب، على أهمية تعزيز العلاقة بين قطاع التكوين المهني والمتعاملين الاقتصاديين والتجاريين من أجل ضمان توافق أكبر بين ما يقدم في مراكز التكوين والمعاهد وبين الاحتياجات الفعلية لسوق العمل، مؤكدة أن هذا التوجه يعد محورا أساسيا في إستراتيجية القطاع. وأوضحت الوزيرة، خلال زيارة عمل وتفقد قامت بها، أمس الأربعاء إلى ولاية قسنطينة للإشراف على المرحلة الأخيرة من التصفيات الجهوية لأولمبياد المهن الخاصة بالولايات الشرقية، أن الهدف من هذه الإستراتيجية هو معرفة متطلبات سوق الشغل عن قرب والعمل على إدراج التخصصات اللازمة في المنظومة التكوينية لتمكين الشباب من ولوج عالم العمل من بابه الواسع سواء بالتوظيف المباشر أو عبر خلق مشاريع خاصة. وقالت الوزيرة إن هذه الزيارة أتاحت لها الفرصة للاجتماع بعدد من المتعاملين الاقتصاديين والتجاريين، إلى جانب المتنافسين في الأولمبياد والمكونين وأعضاء لجنة التحكيم، مضيفة أن مثل هذه اللقاءات تشكل مناسبة مثالية لتعزيز التواصل بين مختلف الفاعلين في قطاع التكوين المهني وتمكين الشباب المتمهن من الاطلاع على احتياجات السوق وتوقعات المؤسسات الاقتصادية. وأكدت السيدة أرحاب على أن تنظيم أولمبياد المهن بولاية قسنطينة باعتبارها محطة جهوية هامة للولايات الشرقية، سيسهم في بلورة مقاربة عملية لتقريب الشباب المتمهن من المؤسسات الاقتصادية وتحفيزه على اكتساب المهارات التي يحتاجها أرباب العمل، كما يسمح بإبراز القدرات الحقيقية للمتكونين والمتمهنين وإتاحة الفرصة أمامهم لإثبات مؤهلاتهم التقنية والمهنية. وأضافت الوزيرة أن هذه التظاهرة ستعمل على خلق شبكة واسعة من المتمهنين والمتكونين في مختلف التخصصات لتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة، وهو ما من شأنه الرفع من جودة اليد العاملة المؤهلة محليا وتعزيز حظوظ الشباب في الحصول على فرص عمل أفضل أو إطلاق مشاريعهم الخاصة ضمن مسارات المقاولاتية المدعومة من الدولة. وخلال زيارتها الميدانية، التي رافقها فيها والي ولاية قسنطينة عبد الخالق صيودة، تنقلت وزيرة التكوين والتعليم المهنيين إلى معهد التكوين المهني عبد المجيد زيتون بعلي منجلي، حيث تابعت دورة تكوينية لفائدة أساتذة القطاع حول "المقاربة بالكفاءات" في إطار جهود تعميم هذه المقاربة البيداغوجية على مختلف مؤسسات التكوين، حيث أكدت الوزيرة أن هذا المشروع التكويني سيستمر لعدة أشهر من أجل تقييم مدى تمكن الأساتذة من هذه المقاربة وتحديد النقائص قبل إطلاق دورة فيفري المقبلة، بما يتيح للقطاع تطوير طرق التلقين وتحسين الأداء المهني. كما قامت الوزيرة بزيارة معرض البناء والخرسانة والعناية بالحدائق المنظم بالمعهد، إلى جانب تفقدها معرض فن الطبخ والفندقة والاستقبال بفندق الحسين، حيث اطلعت عن قرب على مشاريع وأعمال الطلبة والمتكونين في مختلف التخصصات، وأشادت بالمستوى الجيد الذي أظهره الشباب المشارك في هذه الأنشطة التكوينية والمهنية، مؤكدة أنه يترجم روح الابتكار والطموح لديهم. ورغم انفتاحها على الأسئلة المتعلقة بفعاليات الأولمبياد والتكوينات الجارية، فضلت الوزيرة عدم الإدلاء بتصريحات حول الدخول المهني القادم وآخر التحضيرات الخاصة بالقطاع، مبررة ذلك بضرورة استكمال تقييم البرامج الحالية قبل الكشف عن الخطوات المقبلة. وتأتي هذه الزيارة في وقت يشهد فيه قطاع التكوين والتعليم المهنيين جهودا متسارعة لتكييف برامجه ومناهجه مع متطلبات السوق الوطنية والدولية، ضمن مقاربة تقوم على الشراكة مع المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة وإشراك الخبراء الوطنيين والدوليين، وكذا ممثلي الهيئات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي الإنمائي، وهو ما يعكس حرص الحكومة على جعل التكوين المهني رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويُنتظر أن تسفر هذه الجهود عن تعزيز مكانة التكوين المهني كخيار إستراتيجي للشباب الجزائري الباحث عن تأهيل عصري وفرص عمل مستدامة، مع فتح آفاق أوسع أمام المقاولاتية والمبادرات الفردية في شتى القطاعات، بما يسهم في امتصاص البطالة وتحقيق التنمية المحلية في مختلف ولايات الوطن. و.زاوي