واقع حال منطقة سيدي لحسن ببلدية سيدي عابد بتيسمسيلت يفيد بالملموس أنها مجرّد دوار أريد له البقاء في دائرة التهميش الذي ما فتئ يفضح زيف شعارات تنمية العالم الريفي ، فهذه الدشرة التي تحوي بين أحشائها ما يفوق 20 عائلة تتجرع فيما بينها كؤوس مرارة العيش التي ترجمها في الواقع غياب أدنى مقومات وشروط وظروف الحياة الكريمة ، فلا تعليم هناك ولا تطبيب ولا حتى الأمل في غد أفضل ، فالدوار عادة ما يدخل في عزلة عن العالم الخارجي كلما فتحت السماء أبوابها ، أين يستحيل استعمال الطريق الوحيد المؤدي له بعد أن يتحوّل مساره – الترابي طبعا – على مسافة تقارب 07 كلم تربطه بالطريق الوطني رقم 19 الى حفر وبرك متوحّلة لا السيارات تخترقها ولا أرجل البشر تطأ فوقها ولا حتى الحيوانات تعبرها ، وسط أنشودة – عبّدوني عبّدوني – التي كثيرا ما يطلقها هذا الشريان المروري على مسامع المسؤولين قبل المواطنين الذين لم يجدوا سوى صفحاتنا هذه لايصال أصواتهم المنادية بتعبيد الطريق أو تكسيته بطبقة تيف جديدة تبعد عنهم شبح العزلة بعد أن تآكلت الطبقة التي وضعت عليه قبل 10 سنوات بفعل التقلبات الجوية ، وبنفس الصرخة يطالب هؤلاء بصيانة وتأهيل المنبع المائي أو كما يحلو لهم تسميتها بالعين التي تعتبر المورد الوحيد للتزود بالماء الشروب الذي غالبا ما يضع نقصه لدرجة الافتقار في المرحلة الصيفية السكان بين مخالب العطش الذي يحوّل الكثير منهم الى زبائن أوفياء لدى بائعي المياه عبر الصهاريج ، فيما يدخل البعض الآخر في قطع مسافات طويلة لجلب الماء على ظهور الدواب ، ولم تقتصر رحلات البحث لدى الساكنة على اطفاء نار العطش فقط ، فأخذ حقنة أو تلقيح طفل أو الظفر بفحص طبي أو حتى قلع ضرس يتطلب الامر ذلك لأنه ببساطة لا علاج ولا تطبيب ولا هم يداوون في دشرة سيدي لحسن التواقة الى الاستفادة من قاعة علاج أو على الأقل تغطيتها بالطب الريفي عبر وضع المنطقة ضمن أجندة الزيارات الميدانية التي يسهر عليها القائمون على هذا النوع من العلاج الموجّه في الاساس الى – عرب الريف - ، صوت البراءة هو الآخر كان حاضرا بعبارة – وفرولنا النقل أو فتحولنا مدرستنا - مطلبين لا يرى فيهما عاقل المستحيل ، فهؤلاء قالوا بالفم المليان أنهم ملوا المشي على الأقدام يوميا للوصول الى المدرسة الابتدائية الواقعة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 19 بالقرب من المقطع المؤدي لبلدية عماري التي تبعد عن دوارهم بنحو 07 كلم ، فقطع هذه المسافة ذهابا وايابا في ظل غياب – أوتوبيس – النقل المدرسي يساهم بشكل مباشر وفعاّل في انهيار قواهم النفسية والتعليمية والفكرية التي لم تعد قادرة على شد انتباههم الى عالم الكتاب الذي هجر دون رجعة من مدرستهم الابتدائية التي تحوّلت الى أطلال مهجورة اتّخذت من حجراتها الطيور وبعض الحيوانات اللاحمة منها والعاشبة أعشاش و أوكار لها ، مع أن نقص تعداد المتمدرسين لم يعد له سببا في فتح أبواب المدرسة طالما أن الجهات المعنية قامت بداية الموسم الحالي بفتح بعض المدارس التي تعرف نقصا في التعداد وذلك بعد أن تقرر غلقها - مدرسة دوار البواطيط في بوقايد نموذجا - ، هي رزمة من المشاكل يطالب اليوم قاطنو سيدي لحسن بإزالتها أو محوها من على صدر دوارهم الذي كتب له أن يكون ضحية تناسي مسؤوليه للمهمة التي لأجلها يجلسون على أريكة المسؤولية.