عالجت محكمة جنايات العاصمة أمس ملف المتهم (ع. أحمد اليزيد) المتابع بجناية الإشادة بالأعمال الإرهابية وتشجيعها، بعدما تبين أنه كان على اتصال مع الإرهابي (أبو الحسن الجزائري) أمير تنظيم (جند الشام) الذي ينشط بالأراضي السورية الذي تم القضاء عليه من طرف الجيش النظامي السوري شهر فيفري 2014 في قصف بقذيفة الهاون وأنه كان يخطّط لتجنيد قاصر ينحدر من بلدية باش جراح للالتحاق بنفس التنظيم ما جعله مهدد بأقصى عقوبة. محاكمة المتهم البالغ من العمر 45 سنة كشفت أنه كان على اتصال مع عناصر إرهابية جزائرية وسورية تنشط ضمن تنظيم (جند الشام) بسوريا من بينهم أمير التنظيم الإرهابي (عقلي فيصل) المكنى (أبو الحسن الجزائري) الذي كان وراء عملية تجنيده، والمكنى (زيد أبو صفية) من جنسية سورية، عن طريق مواقع الاتصال الالكترونية (السكايب) وأن مهمته كانت تنحصر في تجنيد الجزائريين القصّر للالتحاق بهم من خلال مدّهم بمعلومات عن الجهاديين وسيرتهم الذاتية وصورهم، وفيديوهات عن عناصر التنظيم. وقد انطلقت وقائع القضية بتاريخ 26 فيفري 2014 عندما تقدم المدعو (د. رشيد) أمام فرقة مكافحة الإرهاب بمصلحة الشرطة القضائية لمقاطعة الوسط بأمن ولاية الجزائر للتبليغ عن عثوره بحوزة ابنه القاصر (أيوب) على 66 رسالة موجهة من الإرهابي (أبو الحسن الجزائري) إلى المتهم (ع.احمد اليزيد) المدعو (سليم) أثناء تواجده بالسجن من بينها واحدة يخطره فيها أنه التحق بالمقاومة السورية هذا بعدما نمّى عنده فكرة الجهاد واعدا إياه بالالتقاء في الجنة، كما ضبط أيضا بحوزته على صورتين للإرهابي واحدة يحمل سلاح كلاشينكوف ومنشور يُشيد بالأعمال الإرهابية، إلى جانب تغير سلوك ابنه الذي أصبح يميل للتطرف واقتنائه لمجموعة من الهواتف الذكية وملابس باهظة الثمن، وعندما استفسره عن مصدرها صرح أنه سلمها له المدعو سليم ، هذا الأخير الذي تم توقيفه وبحوزته (فلاش ديسك) يحوي فيديو لعناصر تنظيم جند الخليفة يقيمون صلاة الجماعة، ومنشور يحوي القصة الجهادية للإرهابي (ع. فيصل) والذي صرح بشأنها أنه على تواصل مع عناصر إرهابية بسوريا عن طريق (السكايب) وان مهمته تتمثل في تجنيد القصر قبل أن يتراجع عن ذلك يصرح أن الأشياء المضبوطة سلمه له شقيق الإرهابي المقضى عليه. وعليه تم فتح تحقيق معمق في الملف، حيث تم الاستماع إلى المدعو (ع. كريم) شقيق الإرهابي (أبو الحسن الجزائري) الذي صرح أن المتهم قصد منزلهم ثلاث مرات الأولى بمفرده والثانية برفقة والدته والثالثة برفقة القاصر وانه كان بغرض تأدية واجب العزاء في شقيقهم الذي توفي في سوريا حسب اتصال تلقوه من زوجته من جنسية سورية، نافيا أن يكون قد قام بمنح المتهم الصور وفلاش ديسك الذي عثر بحوزته. المتهم وخلال مواجهته أنكر جميع ما نسب إليه مصرحا أن علاقته بالقاصر توطدت بعدما قام بإرجاع له هاتفه من نوع ايفون كان قد ضيعه بالقطار وانه كان يهتم بجميع أموره بسبب تعلقه به كونه ليس لديه أطفال، وأن علاقته بالإرهابي (أبو الحسن الجزائري) كانت علاقة سطحية عند تواجدهما بالسجن وليس هناك اي رسالة قدم له فيها الشكر كونه نمى فيه الفكر الجهادي، كما صرح ان يكون ذلك بدافع الانتقام لمقتل شقيقه على يد مصالح للاشتباه في كون إرهابي بل على العكس فهو حامل لشهادة الماجيستر في الفيزياء النووية وقد طلبت منه وكالة (نازا) العمل لصالحها، وأمام هذه المعطيات التمس ممثل الحق العام تسليط أشد عقوبة وحجز المضبوطات.