خرج مركب الحجار من عنق الزجاجة، عقب توصل مسؤوليه لعقد اتفاق مع مؤسسة سونلغاز يقضي بجدولة لديونه لدى هذه الأخيرة، والمقدرة بحوالي 100 مليار سنتيم، ما يعني العدول عن قطع التيار الكهربائي على ورشات مركب الحديد والصلب الخاضع حاليا فرنه العالي لأشغال صيانة تشرف عليها شركة متعددة الجنسيات. نتيجة للوضعية المالية المتدهورة التي يتخبط فيها الحجار قبل وبعد إطفاء الفرن العالي وشلل جميع ورشاته بصفة شبه كلية عن النشاط، لم يكن أمام مؤسسة سونلغاز سوى الرضوخ لمطالب مسيري الحجار الذين أكدوا استحالة صب 100 مليار سنتيم دفعة واحدة في حساب مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز جراء الوضعية الإنتاجية المتوقفة حاليا وبالتالي انعدام الموارد المالية، التي يسهر حاليا مجلس مساهمات الدولة على توفيرها من خلال ضمان أجور العمال، ليضاف لهذا الأخير ديون المركب التي ستتم عملية تسديدا بشكل جزئي إلى غاية الانتهاء منها كليا، عبر أجندة تاريخية تم الاتفاق عليها بين الطرفين. الإبقاء على تزويد عملاق الحديد والصلب بالتيار الكهربائي سيضمن عمل فريق من التقنيين والاختصاصيين الأجانب المنحدر غالبيتهم من دولة البرتغال، في إعادة تأهيل وتجديد الفرن العالي بعد انسحاب المؤسسة الإيطالية جراء عدم الالتزام بتاريخ تسليم الانشغال التي تأخرت إلى غاية نهاية شهر أوت القادم، لتكون انطلاقة جديدة لمركب الحديد والصلب الذي ينتظر أن يعود لنشاطه وبقوة، مع العلم أن هذا الأخير يشكل 70 بالمائة من مجمل زبائن التواتر العالي، ما يعني أنه زبون استثنائي يساهم بشكل فعال في ملء خزينة مؤسسة سونلغاز عنابة. في هذا السياق كان اختيار إعادة جدولة الديون الخيار الأفضل والأنجع لتحصيل المستحقات العالقة من جهة، وعدم خسارة زبون بحجم الحجار من جهة أخرى، علما أن هذا الأخير رصد له مبلغ 1 مليار دولار من أموال ملف الاستثمار لإعادته للحياة بعد موته كليا السنة الفارطة بإنتاج يساوي الصفر وورشات مشلولة تماما عبر كل هياكله المنتظر إعادة تشغيلها مع الفاتح سبتمبر القادم.