حج 2024: دورة تدريبية خاصة بإطارات مكتب شؤون حجاج الجزائر    تسخير كل الإمكانيات البشرية والمادية لإنجاح الإحصاء العام للفلاحة    فلاحة/مؤسسات ناشئة: اطلاق الطبعة الرابعة لمسابقة الابتكار في قطاع الفلاحة في افريقيا    مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري يثمن قرار خفض نسب الفائدة على القروض الاستثمارية    كرة القدم/الرابطة الأولى "موبيليس" : مولودية الجزائر تعمق الفارق في الصدارة وشبيبة القبائل تبتعد عن الخطر    كرة اليد (البطولة الإفريقية للأندية وهران-2024): تتويج الترجي التونسي على حساب الزمالك المصري (30-25)    مهرجان الجزائر للرياضات-2024: اختتام الطبعة الأولى بأصداء إيجابية في أوساط العائلات والشباب    سكيكدة: دخول محطة تصفية المياه المستعملة بفلفلة حيز الخدمة    تربية: التسجيلات في السنة الأولى ابتدائي بداية من هذه السنة عبر النظام المعلوماتي    تكوين الشباب في مجال مناهضة خطابات الكراهية والتمييز "مبادرة ذكية تعزز اللحمة الوطنية"    ممثلا لرئيس الجمهورية.. العرباوي يتوجه إلى كينيا للمشاركة في قمة المؤسسة الدولية للتنمية    انطلاق الاختبارات التطبيقية لأول بكالوريا في شعبة الفنون بالعاصمة    ارتفاع حصيلة الاعتقالات بالضفة الغربية إلى نحو 8495 فلسطيني منذ 7 أكتوبر الماضي    المرشدات الدينيات يعتبرن مدرسة تكوينية للأجيال    غرداية : اقتراح عدة معالم تاريخية لتصنيفها تراثا ثقافيا    الجيش الصحراوي يستهدف قاعدتين لقوات الاحتلال المغربي بقطاع المحبس    اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال في الضفة الغربية    مع انطلاق حملة مكافحة الحرائق: منع التخييم والتجول بالغابات بداية من الأربعاء بقسنطينة    حوادث المرور: وفاة 4 أشخاص بتيبازة وتيزي وزو    صراع أوروبي على عمورة    إياب نصف نهائي كأس الكونفدرالية: الاتحاد متمسك بموقفه وينتظر إنصافه بقوة القانون    كشف عنها وزير المالية وسجلتها المؤسسات المالية الدولية: مؤشرات خضراء للاقتصاد الوطني    لأول مرة في تاريخ القضاء الجزائري: رئيس الجمهورية يمنح قضاة المتقاعدين لقب "القاضي الشرفي"    الإقبال على مشاهدته فاق التوقعات    رفض الكيل بمكيالين وتبرير الجرائم: قوجيل يشجب تقاعس المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية    الجولة 24 من الرابطة المحترفة الأولى "موبيليس": تعادل منطقي في داربي الشرق بين أبناء الهضاب وأبناء الزيبان بين والساورة تمطر شباك اتحاد سوف بسداسية كاملة    مباشرة إجراءات إنجاز مشروع لإنتاج الحليب المجفف    مظاهرات الجامعات يمكن البناء عليها لتغيير الموقف الأمريكي مستقبلا    لا صفقة لتبادل الأسرى دون الشروط الثلاثة الأساسية    10 % من ذخائر الاحتلال على غزّة لم تنفجر    بسكرة: ضبط ممنوعات وتوقيف 4 أشخاص    البنوك تخفّض نسبة الفائدة على القروض قريبا    الرئيس تبون يمنح لقب "القاضي الشرفي" لبعض القضاة المتقاعدين    توفير كل الظروف للاعتناء بمعنويات الفرد العسكري    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    استئناف أشغال إنجاز 250 مسكن "عدل" بالرغاية    حساسية تجاه الصوت وشعور مستمر بالقلق    هدم 11 كشكا منجزا بطريقة عشوائية    الاتحاد لن يتنازل عن سيادة الجزائر    رياض محرز ينتقد التحكيم ويعترف بتراجع مستواه    بيولي يصدم بن ناصر بهذا التصريح ويحدد مستقبله    إنجاز جداريات تزيينية بوهران    15 ماي آخر أجل لاستقبال الأفلام المرشحة    أكتب لأعيش    دورة تكوينية جهوية في منصة التعليم عن بعد    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    لحوم الإبل غنية بالألياف والمعادن والفيتامينات    استفادة كل ولاية من 5 هياكل صحية على الأقل منذ 2021    محسن يتكفل بتموين مستشفى علي منجلي بخزان للأوكسيجين بقسنطينة    ندوة ثقافية إيطالية بعنوان : "130 سنة من السينما الإيطالية بعيون النقاد"    نحو إعادة مسح الأراضي عبر الوطن    تجاوز عددها 140 مقبرة : جيش الاحتلال دفن مئات الشهداء في مقابر جماعية بغزة    منظمة الصحة العالمية ترصد إفراطا في استخدام المضادات الحيوية بين مرضى "كوفيد-19"    مهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة: الفيلم الفلسطيني القصير "سوكرانيا 59" يثير مشاعر الجمهور    حج 2024 : استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كي لا ننسى..
الذكرى ال 59 لاندلاع الثورة المباركة

رجال الجزائر في طلائع الجيوش العربية إبان حرب 67 و73
سليل جيش التحرير يفتك رهان البناء في المسيرة الجديدة
بعد أن تمكّن جيش التحرير من أداء مهمته بنجاح وتحقيق الاستقلال الوطني، كان من الضروري السعي لتطوير هذا المكسب وتعزيز قدراته البشرية وإمكانياته المادية، ليتحول بذلك، جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي، وكانت المسؤولية الملقاة على عاتقه بعد الإستقلال تحدٍّ ورهان من نوع خاص بين مسيرة البناء وبين حماية الحدود الوطنية والحفاظ على مكسب الإستقلال. كان الجيش في البداية غير مؤهل للحروب الكلاسيكية بسبب طبيعة تكوينه الذي اعتمد أساسا على مجاهدي ثورة التحرير ذوي الخبرة في حروب العصابات أكثر من المعارك الكلاسيكية كما كان كل ما يملكه أسلحة سوفياتية اشتراها في وقت الاستعمار، وكانت مهمة الجيش الوطني الشعبي جد صعبة بعد افتكاك الحرية نظرا لكل تلك المخاطر التي كانت تهدد التماسك الوطني والأمن الداخلي للبلاد، بما فيها أعمال التخريب المادي التي طالت المؤسسات على يد الجيش السري وبتواطؤ مع الخونة، حيث تحمّل الجيش مسؤولية كبيرة ومفتوحة الأبعاد من خلال تشغيل المرافق في جميع الظروف، وذلك بالعمل على استكمال الاستقلال الوطني في جميع الميادين.
هذه هي أولى مهام الجيش الوطني الشعبي بعد الاستقلال
لم تكن مهمة سليل جيش التحرير الوطني بعد الاستقلال أقل صعوبة من مهمة تحرير الجزائر، حيث باشر تحدٍّ جديد ألا وهو بناء الوطن، وذلك بسد شغور المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية، وتطهير الحدود الشرقية والغربية من الألغام الممتدة على خطي شال وموريس وإزالة آثار الحرب المدمّرة، وبناء مرافق الخدمات وتقريبها من المواطنين لفك العزلة عنهم، رسم الحدود مع الدول المجاورة وتأمين سلامتها، وبالموازاة مع هذه المهمة، لم يتوان الجيش الوطني الشعبي في الاهتمام بالتكوين العسكري وتدعيم قدراته القتالية، فلم تمض السنة الأولى على الاستقلال، حتى ظهرت إلى الوجود قيادة الدرك الوطني في أوت 1962 ومصلحة الإشارة في 15 سبتمبر 1962، كما عين وزير الدفاع في 27 سبتمبر 1962، وفي أكتوبر 1962، وصلت إلى الجزائر وحدة صغيرة من الطائرات العمودية، كما وصلت في نفس الشهر، مجموعة من الطائرات المقاتلة، وفي هذا الإطار، شرع في إنشاء هياكل التكوين والتدريب وإرسال البعثات إلى الدول الشقيقة والصديقة، لتتخرج من كبريات المدارس والمعاهد في مختلف التخصصات، مشكّلة بذلك أولى الطلائع التي ستؤطر الجيش الوطني الشعبي وتطوره تنظيما وتسليحا ولما ضبط إطار التكوين، وبدأت المدارس تظهر إلى الوجود كمدرسة أشبال الثورة في ماي 1963 والكلية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال في جوان 1963. واهتمت قيادة الجيش الوطني الشعبي منذ البداية بالجانب التكويني حيث تم إنشاء هياكل التكوين الأخرى في مختلف الأسلحة بما يستجيب ومتطلبات الجيوش الحديثة والتقنيات العسكرية المعاصرة والتزويد بالأسلحة والتجهيزات المتطورة.
جيشنا يهب للنصرة العربية ضد إسرائيل
ومع أن الجيش الوطني الشعبي كان ينتظره الكثير داخليا، غير انه لم يتوان في نصرة العربية بعد نكسة 5 جوان 1967، إثر العدوان الإسرائيلي على مصر، حيث هبّ الجيش الوطني الشعبي لنجدتها، وتحركت الطلائع الأولى لأرض المعركة، فحطّت أول طائرة عسكرية جزائرية في مطار القاهرة يوم 06 جوان 1967، ثم وصل بعد ذلك بقليل لواء بري، التحق بالخط الأول للجبهة، ومجددا، كانت قوات الجيش الوطني الشعبي في الطليعة، عندما بدأت حرب الاستنزاف حيث أظهروا قدرات عسكرية عالية المستوى رغم عدم تكافؤ الإمكانيات مع العدو الإسرائيلي، وفي حرب اكتوبر 1973، وبالرغم من طابع السرية المفاجأة التي اتسمت بهما حرب 06 أكتوبر 1973 ضد إسرائيل على الجبهتين المصرية والسورية، إلا أن هذا لم يمنع الجزائر من نصرة الأشقاء في مصر وسوريا حيث احتلت المرتبة الثانية بعد العراق من حيث الدعم العسكري الذي قدّم لهذه الحرب.
الخدمة الوطنية.. خزان الجيش من الطاقات والإطارات
تحولت الخدمة الوطنية إلى مصدر للطاقات والإطارات الشبانية بعد سن قانون الخدمة الوطنية في 16 أفريل 1968، وقد تعددت الانجازات التي قام بها شباب الخدمة الوطنية، خاصة الدفعات الأولى التي ساهمت في تحقيق عدة مشاريع كالمخطط الرباعي الأول ومشاريع البرامج الخاصة بالتنمية في المناطق الريفية والفقيرة وقد تمثلت هذه الانجازات، في بناء القرى النموذجية ومختلف مرافقها الحيوية، بناء السدود الجديدة وإصلاح القديمة منها، شق الطرق، حفر الآبار ومد الأنابيب، مد الأسلاك وأعمدة الكهرباء والهاتف وفك العزلة عن المناطق النائية وبناء المدارس والثانويات والجامعات والمطارات المدنية في مختلف جهات الوطن خاصة بالمدن الجنوبية، شق الطرق السريعة وخطوط السكة الحديدية، أبرزها طريق الوحدة الإفريقية بإنشاء طريق عابر للصحراء، قصد تمتين الروابط والصلات الوثيقة بالدول الإفريقية بجنوب الصحراء مما يسهّل التعاون المتبادل وتوطيد العلاقات بين الجزائر وهذه الدول، والسد الأخضر حيث تقرر إقامة حزام غابي من اجل مكافحة ظاهرة زحف الرمال والتصحر نحو مدن الشمال، وتجسيد مشروع الألف قرية قصد إعادة التوازن بين المدن والأرياف والحد من ظاهرة النزوح الريفي.
هكذا تم هيكلة قوات الجيش الوطني الشعبي
تم إنشاء أركان الجيش الوطني الشعبي في 28 نوفمبر 1984، وذلك في إطار عصرنة الجيش التي بدأت بإدخال وسائل قتال متحركة، دون إغفال الجانب التنظيمي والتكويني والتدريبي، حيث تم إنشاء، في 3 ماي 1986، القوات البرية، وأعيد تشكيل وهيكلة القوات بالحجم الذي يؤمن القيام بنشاطات عملياتية، وقد شهدت سنوات الثمانينيات أعمالا تنظيمية كبيرة مسّت مختلف القوات إنطلاقا من دراسة ميدانية عميقة تم استخلاصها خلال سنوات طويلة من العمل العسكري المتواصل الذي أدخل تحسينات نوعية على المورد البشري من حيث مستواه التكويني، النظري والتطبيقي، كما ظهر تشكيل وحدات قتالية من نوع الفرق والتي تعتبر نموذجا بالنسبة للقوات البرية، كما تم تنظيم قوام المعركة بتزويدها بمنظومات أسلحة جد متطورة، وفي 27 أكتوبر 1986، تم إنشاء القوات البحرية، القوات الجوية، المفتشية العامة للجيش ومندوبية الدفاع الشعبي.
تحوّل نحو الصناعة الإستراتيجية
عرفت الصناعة العسكرية تطورا كبيرا في الجزائر خاصة وان القيادة أولت أهمية كبيرة لتجديد العتاد وتطويره، حيث كانت البداية بعملية تجديد العتاد التي كانت توكل فيما مضى إلى الخبرات الأجنبية كمرحلة أولى، اما في المرحلة الثانية، فكان التركيز على عصرنة هذا العتاد ووضعه في مستوى التكنولوجيات الجديدة، وتعتبر القاعدة المركزية للإمداد ببني مراد للصناعات الوطنية ذات البعد الإستراتيجي، كقاعدة صناعية متكاملة على مستوى القوات البرية، ساهمت في الرفع من القدرات القتالية لعدد معتبر من وسائل القتال من خلال عمليات التجديد والتطوير، وحسب موقع وزارة الدفاع الوطني في جانب تاريخ الجيش، تقوم هذه القاعدة بتصنيع قطع الغيار الميكانيكي والمعدني والتجهيزات البترولية والهيدروليكية والمنجمية والصناعة الميكانيكية، التصليح الميكانيكي الثقيل والإلكتروني، تجديد السيارات وقطع الميكانيك التكميلية، تليين أطواق العجلات، التحليلات الكيماوية والمعدنية وتجارب الميكانيك والتكوين المهني، بالإضافة إلى السهر على رفع قدرات وتطوير بعض العتاد العسكري. ومن بين أهم المؤسسات التي تفتخر بها الجزائر، مؤسسة البناء والتصليح البحري بالمرسى الكبير "القوات البحرية"، وتتمثل مهامها في تصليح وتجديد وعصرنة الأسطول العسكري البحري، نشاطات ذات الصلة بتطوير البناء والتصليح البحري، تسويق الإنتاج والخدمات التي من شأنها استثمار القدرات التقنية، الصناعية والتجارية، فيما تقوم مؤسسة صناعة الطائرات بطفراوي "القوات الجوية"، بتوفير حاجيات الشركاء والمتعاملين بمختلف أنواع الطائرات، كما تقدم خدمات ما بعد البيع، أعمال المراقبة، الصيانة، المتابعة التقنية والتكوين والتأهيل، بالإضافة إلى مؤسسة البنايات الميكانيكية ومؤسسة الإنجازات الصناعية، حيث أسندت للأولى مهمة صناعة الأسلحة الخفيفة، تلبية لاحتياجات الدفاع الوطني والتقليل من التبعية الخارجية، أما الثانية، فتختص بإنتاج الذخيرة من العيار الصغير بكل مكوناته، كما يتعدى نشاطها إلى مجالات أخرى كإنتاج القطع والأدوات الموجّهة لصناعة منتوجات عسكرية ومدنية، زيادة على صناعة الشارات، الرتب، الأوسمة العسكرية وشبه العسكرية، الأوسمة التذكارية، الميداليات، وتقوم بصناعة مثبتات خارجية لعظام الأطراف العليا والسفلى في إطار تعاملها مع المستشفى المركزي للجيش وبعض المراكز الاستشفائية الجامعية. إلى جانب هاتين المؤسستين، توجد وحدات صناعية أخرى أوكلت لها مهام تزويد الجيش الوطني الشعبي بما يحتاجه من مستلزمات كالديوان الوطني للمواد المتفجّرة ومؤسسة الصناعات الميكانيكية ووحدة الألبسة والتأثيث ومؤسسة الملابس والأحذية. وبالتوازي مع إنشاء مختلف القوات وإعادة التنظيم الشامل للبنية الهيكلية للجيش الوطني الشعبي، تجّلت الانعكاسات الإيجابية لهذه العملية الكبرى على مستوى التكوين والتدريب داخل المؤسسة العسكرية، وهكذا تم إنشاء المدرسة التطبيقية للدفاع الجوي عن الإقليم في أكتوبر 1985، ثم تلتها المدرسة العليا للدفاع الجوي عن الإقليم، وفي نفس السياق التكويني والتدريبي، نجد المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر وكذلك المدرسة التطبيقية للهندسة ببجاية والمدرسة التطبيقية للإشارة بالقليعة، وفي عام 1998، أسّست المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس، التي ينتظر أن تتخرج منها أول دفعة هذه السنة. ويذكر أن الجيش الوطني الشعبي خطا خطوات كبيرة على طريق العصرنة والاحترافية من خلال التركيز على طاقاته البشرية مع ضمان التكوين على أعلى مستوى وعلى الانتشار الواسع في جميع المجالات الحيوية مع التحكم في أحدث التكنولوجيات دون الحياد في الإستراتيجية المتبّعة في الميدان عن مبادئ ثورة نوفمبر المظفرة.
مبادئ ثابتة لا حياد عنها
إن الجيش لعب دورا كبيرا في عرض مسار التشييد وإعادة البناء الوطني في فترة الستينيات، إقامة مشاريع كبرى، وكان من الطبيعي أن يساهم الجيش في هذا المسار بصفته القوة الوحيدة المنظمة آنذاك حيث خوّلت المادة الثامنة من دستور 1963 صلاحيات اجتماعية وسياسية واقتصادية، واعتبرت أن الجيش، وطني وشعبي، في خدمة الشعب والجمهورية ويشارك في النشاطات السياسية، الاقتصادية والاجتماعية في إطار الحزب، حيث نصت المادة 82 على "تتمثل المهمة الدائمة للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني ودرع الثورة، في المحافظة على استقلال الوطن وسيادته والقيام بتأمين الدفاع عن الوحدة الترابية ومياهها الإقليمية وجرفها القاري ومنطقتها الاقتصادية الخاصة بها"، أما المادة 83، فنصت على أنّ "العنصر الشعبي عامل حاسم في الدفاع الوطني"، "الجيش الوطني الشعبي هو الجهاز الدائم الذي يتمحور حوله الدفاع الوطني ودعمه". وهذه هي المبادئ الاساسية لسياسة الدفاع الوطني التي لم يتراجع عنها والتي تتضمن سلامة التراب الوطني وعدم المساس بحدوده الثابتة وحرية الأمة في صياغة اختياراتها، كما تحدّدت أيضا على أساس قدراتها الاقتصادية الوطنية والمتطلبات المرتبطة بموقعها الجغرافي. ولقد كانت حصيلة الخبرات التي تجمّعت أثناء الشدائد مرجعا عكس عبقرية قواتنا المسلحة التي اضطلعت بواجب التصدي لكل الأخطار والاعتداءات التي من شأنها المساس بأمن البلاد وسلامة التراب الوطني.
تفاصيل نضال مفجّري مجد الجزائر
مجموعة ال22 التاريخية.. أسماء من ذهب في ذاكرة الثورة التحريرية
اندلعت ثورة التحرير الجزائرية في 1 نوفمبر 1954 ضد الاستعمار الفرنسي الذي احتلّ البلاد منذ سنة 1830، ووضعت اللمسات الأخيرة للتحضير لاندلاع الثورة التحريرية في 23 مارس 1954 بميلاد اللجنة الثورية للوحدة والعمل، وفي 17 جوان 1954، عقدت لجنة ال22 اجتماعا بمنزل إلياس دريش بحي المدنية في مدينة الجزائر، حيث تقرر خلاله تفجير الثورة التحريرية، في 23 أكتوبر 1954، عقد اجتماع في حي رايس حميدو بالجزائر لتوسيع وتحديد المهام.
مفجّرو الثورة ال22
الشهيد مصطفى بن بولعيد:
من مواليد 5 فيفري 1917 بباتنة انخرط بن بولعيد في صفوف حزب «الشعب حركة انتصار الحريات الديموقراطية» بأريس، يعتبر بن بولعيد من الطلائع الأولى التي انضمت إلى المنظمة السرية بمنطقة الأوراس، وقد كلف بن بولعيد في أكتوبر 1953 وبتدعيم من نشطاء LOS بالاتصال بزعيم الحزب مصالي الحاج الذي كان قد نفي في 14 ماي 1954 إلى فرنسا ووضع تحت الإقامة الجبرية، وذلك في محاولة لإيجاد حل وسطي يرضي المركزيين والمصاليين لكن تعنت مصالي وتمسكه بموقفه أفشل هذا المسعى.
الشهيد ديدوش مراد :
ولد ديدوش مراد يوم 13 جويلية 1927 بحي المرادية، كان أحد المؤطرين لأحداث الثامن ماي 1945 بالعاصمة ليتولى بعدها الإشراف على أحياء المرادية والمدنية وبئر مراد رايس عام 1946. تولى مناصب هامة ضمن المنظمة الخاصة الجناح المسلح لحركة انتصار الحريات الديمقراطية ، سي عبد القادر" وهو اسمه الثوري ألقي عليه القبض في وهران لكنه تمكن من الفرار.
كما قام رفقة مصطفى بن بولعيد بإنشاء نواة لصناعة المتفجرات في عام 1952، أرسل إلى فرنسا للعمل كمساعد لبوضياف في تنظيم خلايا الحزب. وفي 18 جانفي 1955، كان العقيد ديدوش مراد رفقة 17 مجاهدا يحاولون الإنتقال إلى دوار الصوادق بمنطقة السمندو بقسنطينة، ولكن على إثر وشاية أحد العملاء، وجدوا أنفسهم محاصرين بمضلي العقيد "دو كورنو" واصطدم الطرفان في معركة غير متكافئة، إنتهت بإستشهاد البطل ديدوش مراد.
الشهيد باجي مختار:
ولد باجي مختار في 17 أفريل 1919 بعنابة، أسّس أول أفواج الكشافة الإسلامية الجزائرية، فوج «الفلاح» في شرق البلاد سنة 1941، أصبح باجي مختار عضو خلية جديدة لحزب الشعب الجزائري، كلف بالانضمام إلى صفوف المنظمة السرية (Lo.s) التي تأسّست لتكوين الجناح العسكري للحركة، ألقي عليه القبض في 27 أفريل 1950 ولم يستطع العدو أن ينتزع وأطلق سراحه في 02 أفريل 1953 أصبح يقوم بالتحضيرات العسكرية للانتقال إلى العمل الثوري وذلك بتأسيس حركة "اللجنة الثورية للوحدة والعمل" C.R.U.A وهذا في 23 مارس 1954. بعدها كلف باجي مختار بالتسيير السياسي والعسكري للمنطقة الحدودية الجزائرية - التونسية. وفي 19 نوفمبر 1954، حوصرت المزرعة المتواجد بها مختار وفوجه المتكون من 15 مجاهدا ولما علم باجي مختار بذلك أعطى أوامره لرفاقه بخوض المعركة لكن قوات العدو استخدمت الأسلحة الأوتوماتيكية ومدافع الهاون والطائرة الحربية التي كانت تحلق في سماء المعركة. ليسقط باجي مختار في ميدان الشرف.
الشهيد محمد العربي بن مهيدي:
ولد الشهيد محمد العربي بن مهيدي سنة 1923 بعين مليلة، انضم إلى صفوف الكشافة الإسلامية سنة 1939، وبعدها عام 1942 إلى خلية حزب الشعب ثم حزب أصدقاء البيان والحرية أصدر الحزب أوامر لمناضليه من أجل التحضير ليوم 8 ماي، قاد مظاهرات عارمة في اليوم الموعود رفقة المناضل محمد عصامي، وألقت عليهما شرطة العدو القبض أسبوعا واحدا بعد ذلك، اصبح في سنة 1949 مسؤولا عن ناحية سطيف حيث شغل منصب نائب لرئيس التنظيم السري. وفي سنة 1950 تم تحويل هذا الأخير لنفس المهمة بالجزائر العاصمة وضواحيها، فتولى محمد العربي مسؤولية التنظيم لناحية قسنطينة، عنابة وتبسة. بعد حدوث أزمة 1953، قرر خمسة شبان وهم: مصطفى بن بولعيد، ديدوش مراد، محمد العربي بن مهيدي، محمد بوضياف ورابح بيطاط الإنتقال الفوري إلى الكفاح المسلح، وفي إجتماع ال22، قال كلمته الشهيرة "ارموا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"، شارك الشهيد في أشغال مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956، وفي نهايته أسندت له مهمة الإشراف على العمليات الفدائية في إطار لجنة التنسيق والتنفيذ. وعلى هذا تنقل الشهيد إلى قلب العاصمة في أكتوبر 1956 لتنظيم «خلايا الفدى»، في 23 فيفري 1957 ألقي القبض على الشهيد بن مهيدي من طرف فرقة المظليين بالعاصمة، قررت حكومة العدو تصفيته يوم 4 مارس 1957. قال عنه السفاح بيجار: "لو كانت لي ثلة من أمثال محمد العربي بن مهيدي، لفتحت العالم".
الشهيد سويداني بوجمعة:
ولد الشهيد سويداني بوجمعة بمدينة ڤالمة سنة 1922، انضم الشهيد إلى فوج "النجوم" التابع للحركة الكشفية الجزائرية بالمدينة، كان الشهيد قد ذاق مرارة السجن سنة 1941، بسبب مواقفه الوطنية الرافضة للتسلط الفرنسي ضد الجزائريين، ألقي عليه القبض بعد قيامه بمظاهرة شعبية سجن لثلاثة أشهر في 1944 وعاد للسجن مجددا في جويلية 1946 لمدة سنة ونصف، انضم بعد مدة قصيرة إلى المنظمة السرية ، إذ طلب منه الأشخاص الثلاثة الذين اتصلوا به لهذا الغرض، الإشراف على عملية التدريب العسكري للمناضلين، في عام 1951 انتقل للإقامة بدوار حلوية بالصومعة ولاية البليدة أين لقب "بسي الجيلالي"، وبعد عمليات ناجحة، عاد "سي الجيلالي" إلى منطقة متيجة، أين أسندت له القيادة مهمة تحضير الثورة بها. في ليلة أول نوفمبر 1954، قاد الشهيد مجموعة من الجنود في هجوم إستهدف ثكنة بوفاريك. في 12 جانفي 1955، نقل مقر قيادته إلى مكان آخر ما بين بوركيكة وحمر العين، حيث قام بعملية توعية وسط الجماهير قصد تجنيدهم في الثورة. أوقع به وهو متجها من الصومعة الى القليعة حيث فاجأه حاجز للدرك الفرنسي بوادي مزفران إذ إنتهى الإشتباك بين الطرفين بسقوط "سي الجيلالي" شهيدا يوم 17 أفريل 1956.
الشهيد عثمان بلوزداد:
ولد عثمان بلوزداد سنة 1929 بحي بلكور. كان مناضلا في المنظمة الخاصة أنضم إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل أول اجتماع حضره عثمان بلوزداد كان في 27 أوت 1954، الذي انعقد بالمدنية سابقا وكان الاجتماع تحت رئاسة بن بولعيد وبحضور كل من محمد مرزوقي، رابح بيطاط وبوشعيب أحمد كان عثمان بلوزداد. ويعتبر بلوزداد مدبر الهجوم الذي استهدف PETROLES MORY سنة 1954، فألقي عليه القبض في 07 نوفمبر 1954 أثناء المحاكمة، أعلن عثمان بلوزداد انتماءه لحزب جبهة التحرير الوطني.
المجاهد محمد بوضياف:
اسمه الثوري "سي الطيب الوطني"، ولد في 23 جوان 1919 بالمسيلة، شغل منصبا بقباضة البلدية برج بوعرريج لأنه متحصل على شهادة المالية.
إنضم إلى حزب «الشعب حركة إنتصار للحريات الديمقراطية» 1939، ثم توج بمسؤوليته الجهوية عن حزب الشعب الجزائري بسطيف سنة 1947 وهذا بعد أن برع في مسؤولية المحلية ببرج بوعريرج. أصبح عضوا في المنظمة السرية عرف باسم (سي صادق) ثم باسم (سي الطيب) كمسؤول عن منطقة قسنطينة، وبعد حل المنظمة في 1950 حاكمته السلطات الفرنسية غيابيا ب10 سنوات سجن. بعدها بثلاث سنوات (1953) تقلد منصب مسؤول فيدرالية فرنسا ساهم في ميلاد اللجنة الثورية للوحدة والعمل، إلتحق بعدها بالوفد الخارجي للثورة الجزائرية (1858-1960) شارك بتاريخ 12 جوان 1954 في تأسيس "حزب جبهة التحرير الوطني"، كان من القياديين الأوائل ليلة الفاتح من نوفمبر 1954، عمل كنسق وطني فمسؤول عن منطقة الغرب الجزائري مكلف بالإشراف على تنظيم وتمويل الثورة والتنسيق مع الولايات بعدها شغل منصب عضو المجلس الوطني للثورة الجزائرية (1958-1960). في 22 أكتوبر 1956، إعتقل في حادثة إختطاف الطائرة المغربية المتوجهة بوفد قادة الثورة إلى تونس لحضور أشغال المؤتمر المغاربي للسلام ، ليفرج عنه بعد وقف إطلاق النار في مارس 1962، بعدها كان الإنتماء إلى الحكومة المؤقتة كوزير دولة ثم نائب ثان لرئيس المجلس في الحكومة المؤقتة في أوت 1961، وفي جويلية 1962. شغل منصب عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني.
الشهيد بن عبد المالك رمضان:
ولد الشهيد بن عبد المالك رمضان يوم 20 مارس 1928 بمدينة قسنطينة، دخل ميدان العمل السياسي في سن مبكرة جدا، إذ انخرط في صفوف حركة أحباب البيان والحرية سنة 1945، كما أن مجازر الثامن من ماي بالشرق الجزائري جعلته يقتنع بحتمية الكفاح المسلح. لينضم سنة 1946 إلى «حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية». وعند تأسيس المنظمة السرية في فيفري 1947، كان الشهيد من بين أعضائها ومن العناصر التي تولت منصب المسؤولية في الشرق الجزائري. تم إعتقاله عام 1952 مرتين، فأودع السجن، لكنه تمكّن من الفرار، وفي 29 أكتوبر من نفس السنة، قبض إثرها على الشهيد بن عبد المالمك رمضان. وفي 4 نوفمبر 1954، سقط البطل بعد أن خاض معركة ضارية ضد قوات العدو. وبذلك يكون أول شهيد سقط فداء للوطن والحرية.
بن عودة بن مصطفى:
ولد بن عودة بن مصطفى بعنابة في 27 سبتمبر 1925، وفي الفترة ما بين 1936-1937 ومع ظهور الحركة الكشفية، انخرط في فوج "المنى"، أصبح يعمل في هذا الحزب بسرية إلى أن ألقي عليه القبض في سنة 1944، وأصدر عليه الحكم بالسجن مدة عامين وخمس سنوات كمنع للإقامة وفور خروجهم من السجن استدعاهم الحزب لاستئناف النشاط النضالي إلى أن انعقد مؤتمر الحزب في منتصف فيفري لإنشاء المنظمة الخاصة، حيث عين مسؤولا على التنظيم عن قطاع عنابة وضواحيها. هكذا واصل نضاله إلى أن قبض عليه للمرة الثانية سنة 1950 إثر عملية تبسة، سجن مدة 13 شهرا في السجن الكبير بعنابة ما بين 1950 إلى غاية 1951 أين تمت عملية الهروب انضم إلى "اللجنة الثورية للوحدة والعمل" وبعد اندلاع ثورة أول نوفمبر اجتمع زيغود يوسف وبن طوبال وبن عودة لتقييم الوضع خاصة بعد استشهاد عدد من المجاهدين على ومن أجل تشجيع المجاهدين لمواصلة الكفاح المسلح قاموا بعدة هجومات كهجوم 20 أوت 1955 الذي كان له صدى كبيرا في الأوساط الفرنسية وفئات الشعب الجزائري. تواصلت نشاطات سي عمار إلى أن شارك في مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 الذي يعد، حسب رأيه، بمثابة بيان أول نوفمبر ثان. واصل نشاطاته النضالية في لبنان بعد أن قضى سي عمار الثلاثة أشهر عاد إلى تونس وأصبح مسؤولا عن التسليح والاتصالات العامة ثم شارك مع الوفد الثاني لاتفاقيات إيفيان وعين كممثل لجيش التحرير الوطني. عاد إلى الجزائر في مارس 1962 برفقة بومدين وبعدها كلف بمهة إلى باريس كملحق عسكري. بعد الإستقلال تقلد منصب ملحق عسكري في القاهرة، باريس ثم تونس، وبعدها سفيرا في ليبيا سنة 1979.
سليمان (لخضر) بن طوبال:
من مواليد 1923 بميلة انخرط بن طوبال مبكرا في صفوف حزب «الشعب الجزائري» كمناضل، وعند إعلان ميلاد المنظمة السرية في 1947، كان بن طوبال أحد أعضائها النشطين في منطقة قسنطينة خاصة في فترة 47-48 إلى غاية اكتشاف وتفكيك المنظمة السرية في مارس 1950، وبعد تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل عند تفجير الثورة المباركة كان بن طوبال مسؤولا عن منطقة العمليات القتالية التي تضم جيجل، الشقفة، الطاهير والميلية إلى غاية قسنطينة. ولفك الضغط الكبير لقوات العدو على المنطقة الأولى (أوراس النمامشة)، كان بن طوبال أحد مهندسي هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955. وعندما تقرر عقد مؤتمر الصومام كان أحد أعضاء وفد الشمال القسنطيني، وبعد استشهاد زيغود يوسف، تولى بن طوبال في سبتمبر 1956 قيادة الولاية الثانية، وبهذه الصفة، غادر الجزائر في أفريل 1957 باتحاه تونس، وخلال صائفة نفس السنة، أصبح عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ وتنسب إليه عملية المساهمة في تنحية المركزيين بن خدة وسعد دحلب من هذه الهيئة. وبعد ذلك تفرغ للمهمة الأساسية التي كلف بها وهي مسؤوليته عن الشؤون الداخلية وقد احتفظ بهذه المسؤولية ضمن التشكيلة الأولى للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية طيلة سنتي 1958-1959 وفي التشكيلة الثالثة للحكومة المؤقتة التي ترأسها بن يوسف بن خدة اصبح بن طوبال وزيرا للدولة دون حقيبة. كما كان عضوا في الوفد الجزائري الذي شارك في مفاوضات لي روس وايفيان الثانية التي توجت أشغالها بإعلان وقف إطلاق النار.
زيغود يوسف:
ولد الشهيد زيغود يوسف يوم 18 فيفري 1921 بدوار الصوادق بسمندو قرب سكيكدة، انخرط الشهيد "سي امحمد" وهو اسمه الثوري في صفوف حزب «الشعب الجزائري»، وأصبح المسؤول الأول بقريته سنة 1938 وهو لايزال في عنفوان الشباب. الأمر الذي مكنه من النجاح في تنظيم مظاهرات 08 ماي 1945 السلمية بناحية سمندو وحسب بعض المصادر فإن السلطات الاستعمارية ألقت القبض على الشهيد في أعقاب المظاهرات وأودعته السجن ثم أطلقت سراحه بعد فترة من الإعتقال. في سنة 1947، برز زيغود يوسف كمرشح لحركة «الإنتصار للحريات الديمقراطية» في القوائم الإنتخابية لبلدية سمندو وفاز في هذه المعركة باستحقاق كبير، ليصبح بذلك، نائبا لرئيس البلدية في الفترة ما بين 1947 و1949. أشرف زيغود على تنظيم المنظمة السرية لحركة الإنتصار، وعلى الرغم من الحيطة والحذر الكبيرين اللذين ميزا مناضلي وأعضاء هذا التنظيم، إلا أن البوليس الفرنسي تمكن من اكتشاف أمره سنة 1950 حيث أودع سجن عنابة غير أنه هرب، وعاد مجددا إلى نواحي قسنطينة بعد حدوث أزمة حركة الإنتصار عام 1953. وما إن انطلقت الرصاصة الأولى ليلة الفاتح من نوفمبر 1954، حتى كان "سي امحمد" يشرف بنفسه على الهجومات التي قام بها الفوج الأول من المجاهدين على ثكنة الجندرمة بمدينة سمندو. أسندت قيادة المنطقة إلى زيغود يوسف بعد استشهاد القائد، ديدوش مراد ،وشارك في هجومات 20 أوت 1955. في ليلة 23 سبتمبر 1956، سقط زيغود شهيدا بعد كمين نصبته له قوات العدو.
المجاهد رابح بيطاط:
من مواليد 19 ديسمبر 1925 بعين الكرمة ولاية قسنطينة، انضم في ال17 من عمره إلى صفوف حزب «الشعب الجزائري» 1942 وقد كان من بين منظمي مظاهرات شهر ماي 1945. التحق بصفوف المنظمة السرية بمجرد إنشائها سنة 1948 وهي الفترة التي انتمى خلالها إلى صفوف الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية وبعد اكتشاف المنظمة السرية سنة 1950 أصدرت ضده السلطات القضائية بعنابة والجزائر أوامر بالتوقيف حيث حكم عليه بخمس سنوات سجنا و10 سنوات منعا للإقامة، ومن سنة 1951 إلى 1953 تنقل للعيش في جبال منطقتي ميلة وجيجل ليتوجه إلى الجزائر العاصمة في نهاية 1953، قرر الحزب منحه مسؤولية دائرة المدية ثم عين تيموشنت وفي فاتح نوفمبر 1954 أشرف بصفته قائدا للمنطقة الرابعة على الهجوم الذي شن على ثكنة بيزو بالبليدة. وفي 11 جانفي 1955، تم القبض عليه وبعد 17 يوما من الاستجواب بإقامة "لوفريدو"، اعتقل بسجن بابا عروج ثم سجن الحراش قبل نقله إلى فرنسا. وأثناء فترة اعتقاله، لم ينقطع عن النضال حيث عين عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية كما عين في 18 سبتمبر 1958 وزيرا للدولة ضمن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. وفي 27 سبتمبر 1962، عين نائبا لرئيس أول حكومة جزائرية ومسؤولا للحزب.
المجاهد زبير بوعجاج:
ولد سنة 1925 بالمدنية، في سنة 1942 إنخرط في حزب «الشعب الجزائري». ناضل في صفوف أحباب البيان والحرية، شارك في مظاهرة أول ماي 1945، انضم إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل، ثم أصبح عضوا في مجموعة ال22 شارك زبير بوعجاج في اندلاع الثورة التحريرية كرئيس قطاع مكلف بمراقبة خمسة أفواج بالجزائر العاصمة. حكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، ثم أطلق سراحه بعد إتفاقية إيفيان.
المجاهد سعيد بوعلي:
من مواليد قسنطينة، انخرط في صفوف حزب «الشعب الجزائري - حركة انتصار الحريات الديمقراطية» في سنة 1945 حيث ناضل إلى غاية الإعلان عن تكوين المنظمة الخاصة التي انضم إليها. وبعد اكتشافها من قبل السلطات الاستعمارية في مارس1950 القي القبض عليه. شارك بوعلي في اجتماع ال22 الذي انعقد بمنزل إلياس دريش بالمدنية. تم إلقاء القبض عليه من طرف البوليس الفرنسي، ليطلق سراحه في ما بعد، بعد ذلك التحق بالثورة وخاض غمارها إلى أن سقط شهيدا.
المجاهد بلحاج بوشعيب:
بلحاج بوشعيب، المدعو أحمد، من مواليد 13 جويلية 1918 بعين تيموشنت انخرط في صفوف حزب «الشعب الجزائري» ابتداء من سنة 1937 وبعد إنشاء المنظمة السرية في فيفري 1947، اتصل به أحمد بن بلة قصد الإنضمام إلى هذا الجهاز الجديد. بعد الضائقة المالية التي عرفها الحزب غداة إنتخابات أفريل 1948 المزورة وعبء الحملة الإنتخابية وإثر وشاية اضطر للإنتقال إلى الجزائر العاصمة رفقة سويداني بوجمعة. وتم انشاءاللجنة الثورية للوحدة والعمل شارك في الإجتماع المصيري الذي أصبح يعرف بمجموعة ال22 بالمدينة بعد فشل عملية الهجوم على ثكنة «بيزو» بالبليدة استقر بالمتيجة لمدة قاربت السنة إلى حين إلقاء القبض عليه في 1955 حيث تنقل بين سجون البليدة، سركاجي ووهران.
المجاهد عبد الحفيظ بوصوف:
ولد عبد الحفيظ بوصوف سنة 1926 بمدينة ميلة، (عمالة قسنطينة آنذاك)، سنة 1943، انخرط في صفوف حزب «الشعب الجزائري». ومع إنشاء المنظمة السرية LOS في 1947 كان بوصوف أحد قيادييها مسؤولا عن دائرة سكيكدة.
بعد اكتشاف المنظمة السرية في مارس 1950 جرى البحث على بوصوف فعاد إلى ميلة قبل أن يعينه حركة انتصار الحريات الديمقراطية على رأسها بوهران سنة 1951 لمدة سنة ساهم بوصوف مع صفوة من المناضلين في تشكيل اللجنة الثورية للوحدة والعمل في 1954 وترأس اجتماعها الأول السري في منزل المناضل لياس دريش بالمدنية. عين بالمنطقة الخامسة (وهران)، وبعد استشهاد بن عبد المالك، في 5 نوفمبر 54 أصبح نائبا لابن مهيدي قائد المنطقة الخامسة. وبعد انعقاد مؤتمر الصومام، رقي بوصوف إلى قائد الولاية الخامسة برتبة عقيد، عند استلم هذه الولاية في وضعية تنظيمية لا تحسد عليها فعمل على تنظيمها من جديد حسب مقتضيات المرحلة النضالية واقام أنظمة وشبكات للإشارة والاستعلامات لجمع كل ما يمكن من الجيش الفرنسي. قامت مصالح عبد الحفيظ بوصوف بتصنيع مدافع الهاون، البنادق الرشاشة، القنابل والأسلحة الحريبة الأخرى.
المجاهد حباشي عبد السلام:
ولد في 2 سبتمبر 1925 في عين مليلة، وسجن في قسنطينة سنة 1944 لمشاركته في مظاهرة وطنية، عند إطلاق سراحه عاد إلى نشاطه وأصبح عضوا في المنظمة السرية وعضوا في اجتماع ال22 التاريخي، وألقي عليه القبض سنة 1955 حيث عذب عدة أيام ونقل بعدها من سجنه إلى تيزي وزو ثم إلى "سركاجي" ثم البرواڤية ثم الحراش وبعدها تم ترحيله إلى فرنسا. في سنة 1962، أطلق سراحه.
المجاهد عبد القادر العمودي:
ولد عبد القادر العمودي خلال سنة 1925 بوادي سوفكان، عبد القادر أحد مسؤولي المنظمة السرية بقسنطينة. وبعد انطلاق الثورة ألقي القبض على العمودي واستنطق لعدة أيام ببسكرة ثم حول إلى باتنة وهناك استنطق وعذب مرة ثانية وبعدها أطلق سراحه. إثر ذلك، عاد العمودي إلى بسكرة وعاود الاتصال بحميدة بن ديحة أحد مسؤولي المنظمة السرية وعبد الحميد رمضانة وكونوا خلية للنشاط ودفع الشعب للثورة، وبعد تفجير الثورة بثلاثة أو أربعة أشهر، التقى العمودي أحمد بن عبد الرزاق (سي الحواس) ببسكرة وعلم منه أن مصطفى بن بولعيد كلفه بالتوجه إلى العاصمة لمحاولة ربط الاتصال والتنسيق وإيجاد طريقة لتزويد الأوراس بالإعانات. وفي العاصمة، ألقي القبض على العمودي وفي سنة 1956 تم اطلاق سراحه، واصل نشاطه على هذا المنوال إلى غاية وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962.
المجاهد محمد مشاطي:
من مواليد 4 مارس 1921 بقسنطينة، انخرط ضمن الرماة، إستقال من الجيش الفرنسي لينخرط في خلية لحزب «الشعب الجزائري السري»، ثم المنظمة السرية، وبعد إكتشاف المنظمة السرية في مارس 1950 بقي في العاصمة. في أواخر سبتمبر 1954، هاجر مشاطي إلى فرنسا حيث دخل إلى المستشفى للعلاج، وبعد خروجه من المستشفى إتصل به عبد الرحمان قراس، ليناضل في جنوب فرنسا. وقد تمت هيكلة جبهة التحرير الوطني بفرنسا، تم إلقاء القبض عليه في أوت 1956، لتحل محلها فيدرالية ثانية عرفت نفس المصير بعد شهرين من تنصيبها. ولم تتم محاكمة هؤلاء الإثنين (مشاطي ودوم)، لأن أسماءهما وجدت ضمن وثائق أحمد بن بلة بعد إختطاف الطائرة في 22 أكتوبر 1956 وقد صرح مشاطي ودوم لقاضي التحقيق العسكري بأنهما لا يعترفان بالعدالة الفرنسية. وفي السجن، واصلا نضالهما السياسي إلى غاية إعلان وقف إطلاق النار.
الشهيد ملاح سليمان:
من مواليد قسنطينة، انخرط في صفوف «حزب الشعب حركة انتصار الحريات الديمقراطية» في اواخر الاربعينيات. انضم إلى المنظمة السرية بعد تكوينها. وعندما تم اكتشافها وتفكيكها، القي عليه القبض من طرف السلطات الاستعمارية وتعرض لتعذيب جهنمي ولكنه وبشهادة مناضلي قسنطينة ثبت على مواقفه ولم يعترف بأي شيء. وقد شارك في الاجتماع التاريخي لمجموعة الاثنين والعشرين. وبعد اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر، التحق بصفوفها وخاض غمارها إلى أن استشهد.
المجاهد محمد مرزوقي:
من مواليد 04-11-1927 بقصر البخاري بولاية المدية، في 1944، انتمى مرزوقي للحركة الوطنية ضمن صفوف حزب «الشعب الجزائري» ببلكور، لصبح مسؤول فوج، شارك محمد مرزوقي فى مظاهرات ماي 45 وانضم الى المنظمة السرية، وعند اكتشافها في مارس 1950 اتصل مسؤول التنظيم التومي بمحمد مرزوقي ليلا وأعلمه بذلك في 1951 تعرف على ديدوش بواسطة الزبير بوعجاج وقد أثّر هؤلاء على مرزوقي، ليعود مرة ثانية للعمل السياسي وتم تكليفه بمسؤولية فرع الشباب ببلكور. بعدها أنشئت اللجنة الثورية للوحدة والعمل، رسم مرزوقي مخطط الثكنة وأماكن نوم العساكر ومخزن الأسلحة وغير ذلك بفضل احد المناضلين الذي يؤدي الخدمة العسكرية في ثكنة بالبليدة لأن مرزوقي كان يريد أن ينفذ عملية الهجوم ليلة أول نوفمبر على هذه الثكنة لكن ديدوش مراد ارتأى أن يقوم بها سويداني بوجمعة وهكذا، التقى هذا الأخير مع مرزوقي الذي سلمه كل أوراق المخطط ومسدس. وبعد حوالي شهرين من انطلاق الثورة تم إلقاء القبض عليه، ليسجن إلى غاية الإستقلال وبعد ظهور المنظمة المسلحة السرية نقل مرزوقي إلى سجون فرنسا حتى تم إطلاق سراحه بعد وقف إطلاق النار حيث تفرغ للعمل المدني.
المجاهد إلياس دريش:
من مواليد المدنية، ناضل في صفوف حزب «الشعب الجزائري» ثم «حركة انتصار الحريات الديمقراطية». اختير منزله بالمدنية ليحتضن الاجتماع التاريخي لمجموعة الاثنين والعشرين. وعكس ما تذهب اليه بعض المراجع من ان دوره اقتصر على تأمين المكان والأكل، فإنه من غير العقلاني ان تجتمع صفوة المناضلين على المستوى الوطني عنده لو لم يكن دريش من المناضلين المؤمنين بالثورة المسلحة.
المجاهد بن داهة عدّة:
«أول نوفمبر أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من نعيم»
أكد المجاهد بن داهة عدّة، أن أول نوفمبر من أعظم أيام الجزائر لا تسعه المكتبات والساعات للحديث عن هذا اليوم المهم بالنسبة للجزائريين ككل، وفيه أشرقت الحرية والاستقلال، ف59 سنة من هذا اليوم، لها الفضل الكبير الى كل ما وصلنا إليه من تطور وإنجازات في جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية وغيرها، أول نوفمبر جنى عددا من الشهداء، فهو لم يأت من العدم، فقد خطط له من طرف رجال وذلك من أجل تحقيق الاستقلال، لما تضمنه بيان أول نوفمبر، هذا البيان الذي يعد برنامجا ومنهاجا كاملا سارت عليه الثورة ولا يمكن لأحد من المؤرخين أو الباحثين أن يشكّك فيما ورد في بيان أول نوفمبر لانه جاء به عظماء الاستقلال.
السعيد بوحجة، مجاهد وضابط بجيش التحرير:
«أول نوفمبر جعل الجزائر قوة سياسية وعسكرية إقليميا وعربيا»
ترحم المجاهد والضابط السياسي في جيش التحرير الوطني، السعيد بوحجة، على أرواح شهداء ثورة نوفمبر الذين لولاهم، ما كانت للجزائر اليوم شأنا، وبمناسبة ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، قال إن الجزائر تستعد للاحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين على أول طلقة كانت الإشارة الكبرى لانطلاق ثورتنا المظفرة في جو الاستقرار والامن والتطور، ونحن كرعيل أول فجّر ثورة أول نوفمبر، نرى بأن آمالنا وأمانينا قد تحقّقت في رؤية الجزائر مستقلة وحرة وذلك بفضل تضحيات شعبنا بجميع فئاته، كما نسجل كمجاهدين بأن الوطن حقّق أشواطا كبيرة خلال سنوات الاستقلال في جميع المجالات مسّ كافة شرائح المجتمع حيث أصبحت بلادنا دولة قوية سياسيا وعسكريا واقتصاديا وباتت قوة إقليمية وعربية داخل الخارطة الدبلوماسية، بعد ان كنا شعبا مطاردا ومشردا ومضطهدا، فجعلتنا تضحيات شهداء وشجاعة مجاهدي اول نوفمبر، دولة قائمة بمؤسساتها وقياداتها ومجتمعها ودولة يحترمها العدو قبل الصديق. وفيما يخص التحديات الراهنة والمستقبلية التي تنتظر الجزائر، أكد المتحدث أنهم كمجاهدين وأبناء جيل الاستقلال «لا بد أن نستمر في مشوار البناء والتعمير وذلك وفاء للأبرار وتجسيدا لتطلعات الأجيال الصاعدة والجزائر الآن تفرض علينا المحافظة على كل هذه الإنجازات، لأننا نعتقد بأن المعركة لم تنته وبأن الجزائر مازالت مستهدفة من قبل قوى باتت تزعجهم باستقرارها واستتباب الأمن فيها وتطور اقتصادها وتعزيز مكانها الريادي في المنطقة، فعلينا التجنّد واليقظة للمحافظة على البلاد وعلى الشعب وعلى الدولة التي أصبحت قوة إقليمية في ظرف قياسي لم يتجاوز الخمسين سنة من افتكاكها لحريتها واستقلالها، وبالتالي، علينا أن نمضي معا كأسرة ثورية وكأبناء وجيل الاستقلال نحو العمل معا وجنبا إلى جنب من أجل ترسيخ وحماية مكتسبات وتضحيات جيل أول نوفمبر».
المجاهد بن طيب بلقاسم:
«ثورتنا أعظم ثورة أخرجت شعبنا من الظلم والقهر»
أثنى المجاهد بلقاسم بن طيب ورفيق الزعيم التاريخي للثورة التحريرية المباركة، حسين آيت أحمد، بثورة أول نوفمبر المظفرة، فهي النقلة التي أخرجت الشعب الجزائري من غياهب الظلم والفقر والجوع والقمع وإعادته من ظلام دامس تحت سبع أراضٍ الى سابع سماء الحرية والإستقلال. وأكد أحد أعضاء جيش التحرير الوطني خلال ثورة أول نوفمبر الخالدة بجبال جرجرة «لولا إجتماع الشعب الجزئري بكل مكوناته وأطيافه وإلتقائهم حول وثيقة بيان أول نوفمبر، لما خضعت القوة الاستعمارية لتطلعات شعبنا، ثورة أول نوفمبر كانت فلتة ذاك الزمان وبصمة عار في جبين المستعمر وأعوانه في الداخل وأصدقائه في الخارج، ثورتنا كانت شعلة تنير درب المظلومين والمقموعين في العالم، كانت نبراسا للشعوب المظلومة تحت أقدم المجرمين في العالم، ثمن هذا الإستقلال ليس بالهين، كان باهضا جدًا، أنا لا أومن بأن الشعب الجزائري قدم مليون ونصف شهيد فقط، فمقاومتنا للإستعمار الفرنسي كلفتنا أكثر من 7 ملايين شهيد، علينا أن لا ننسى أو نتناسى تضحيات شعبنا الذي وجد نفسه وحيدا أمام أكثر قوة استعمارية للحلف الأطلسي وتكالب قوى دولية منحازة للمستدمر الفرنسي في ذلك الوقت». المجاهد بن طيب بلقاسم نصح بهذه المناسبة، شباب الأجيال الحالية بضرورة عدم السماع للأصوات الداعية الى بث الفتنة والفوضى وإحداث الفرقة والتمسك بالوحدة الوطنية وحماية إستقلال الجزائر من المتربصين الجدد والقدماء بخيرات بلادنا وعدم الإنجرار وراء شعارات براقة تحمل في طياتها سموم الأفاعي على السلامة الترابية وتماسك النسيج الاجتماعي للشعب الجزائري، مؤكدا على ضرورة الدفاع عن حقوقهم لكن بطرق قانونية وسلمية بعيدًا عن أي فوضى وعنف، «لأن المستعمر القديم يتربص بنا الدوائر جازما باليقين بأن شباب اليوم هم في الحقيقة أكثر راديكالية في الوطنية عندما يتعلق بالمصالح العليا للجزائر وما ملحمة أم درمان إلا خير دليل على ما أقول، ولذلك، أنا شخصيا لا أشك على الإطلاق بأن شبابنا مستعدون للتضحية من أجل الحفاظ على مكتسبات أول نوفمبر الخالد، لأنها بكل تواضع أعظم ثورة في القرن الماضي التي حررت الإنسان الجزائري وأخرجته من الظلم والقهر والإستعباد من قبل الكولون وأزلامه».
الشاعرة والمجاهدة زهرة سليمي:
«المناسبة همّة وقمّة بين الأمم»
تحدتث المجاهدة والشاعرة، زهرة سليمي، عن مناسبة ذكرى ثورة التحرير الجزائرية المصادفة للفاتح من نوفمبر، وكلها فخر واعتزاز بالنضال الذي قام به مليون ونصف مليون شهيد ومجاهدون احرار من اجل نيل الحرية، خاصة وانها قاسمت والدها الشهيد عمل الثوار، مؤكدة أن الذكرى تعود بها إلى ذكريات خالدة في ذهنها لم تستطع السنوات ان تمحوها، واضافت ان هذه المناسبة عظيمة على كل جزائري وجزائرية، راح ضحيتها شباب ورجال كانوا واقفين على قدم وساق، لتحصيل الحرية التي ينعم بها شباب اليوم والجزائر تعيش الآن في حرية تامة.
*********
المؤرخ محمد عباس ل«السياسي»:
«أخذ فرنسا للأرشيف يعتبر سرقة وسلبا للهوية»
أكد الدكتور الباحث والمؤرخ، محمد عباس، ل«السياسي»، أن هناك تقصيرا في جمع الشهادات التي لا تكون مسؤولية شخص واحدا بل من المفروض ان تتم بمشاركة الجميع من مؤسسات جامعية وتربوية، كما أشار «إلى أن أرشيف الجزائر المسروق من طرف فرنسا لا يعتبر حجة أو عقدة، لعدم تمكننّا من الإلمام بكل تفاصيل الثورة».
* هل استطاع المؤرخون جمع والإلمام بكل تفاصيل الثورة؟
- استطعنا جمع ما يكفي لرواية الجانب الجزائري من فكرة الثورة إلى غاية النصر عبر المرور بعدة مراحل عسيرة، غير أن هذه المعلومات والحقائق المجموعة تبقى ناقصة في انتظار المزيد من الاكتشافات، لأن الكتابة التاريخية هي عبارة عن وثائق ومذكرات وشهادات ظرفية، تعتبر مفيدة في إثراء حقيقة الثورة والشهادة تضيف بعض الأضواء على أحداث معينة وتوضح بعض الجوانب الغامضة وكلما تعددت الشهادات، اقتربنا أكثر من الحقيقة الكاملة إلى حد ما، وهي التي تظل دائما مفتوحة كما انها تبقى خاضعة للمراجعة بما أنها ليست كتابة نهائية، فهي بمثابة مبدأ في بحث دائم عن خبر، حيث أن هناك تقصيرا كبيرا في جمع الشهادات التي كان من المفروض أن يتم بفضل مجهودات وتكافل بين مؤسسات جامعية ومؤسسات تربوية حيث لا يمكن لشخص واحد إنجاز هذا العمل بمفرده.
* ما سبب التأخر في تدوين شهادات المشاركين في الحرب التحريرية؟
- تأخرنا في الإلمام بالحقائق التي وقعت أثناء الثورة التحريرية، حيث أنه من المفروض، ومنذ الاستقلال، أن يتم جمع ما يمكن من أفواه الشهود وتدوين ما حدث من شهادات المجاهدين والقياديين وأي شخص ساهم في تحرير البلاد ولو بالقليل، ويعود هذا التأخر إلى أن الدولة الجزائرية بعد التحرر من الاستعمار الغاشم مباشرة كانت دولة ناشئة وكان لها أولويات أخرى بعد الاستقلال الذي يعتبر أساس بعث الأمة والدولة، حيث يفيدنا في بناء اللحمة والحماس الوطني، وهو ما حدث بالفعل، فمنذ سنة 62 إلى غاية الساعة، ونحن نسعى إلى بناء البلاد من خلال بناء القاعدة التحتية لاقتصاد وطني منتج يوفر الحد الادنى من الحياة الكريمة خاصة لفئة الشباب وثقافة وطنية تحميه من الغزو الاجنبي والتضليل التاريخي المعيش في كل مرحلة، فهذه الثقافة الوطنية هي الحصانة المعنوية التي تجعل الشعب يعتز بشخصيته ويساهم أكثر في الانجاز الحضاري، كما اضيف أن الكثير من الشعوب التي لازالت تناضل من أجل التحرر بحاجة الى مثل هذه التجربة لاستعادة حرية وطنهم.
* أيعتبر الأرشيف الموجود لدى فرنسا حجة لعدم التمكّن من رصد كل الحقائق؟
- الأرشيف الموجود لدى فرنسا ليس مهما وهو ليس بعقدة أو حجة لعدم تمكننّا من الإلمام بكل تفاصيل وحقائق الثورة المجيدة، إذا لا يجب علينا أن نكتب تاريخنا بوثائق غيرنا حتى لا نخلط الأوراق ببعضها ونكون أمناء أمام التاريخ، كما أن كل الجهات المسؤولة بالجزائر والولايات لديها أرشيفا خاصا بها وهو الذي نعتمد عليه في بناء الحقائق، أما عن الأرشيف الذي سلبته فرنسا من البلاد، فمن الأحسن الاطلاع عليه للتصحيح والتحقيق من بعض الحقائق وكذا تثمين أحداث الرواية التاريخية الخاصة بنا، حيث من المفروض أن لا نحتاج بتاتا إلى أرشيف فرنسا باعتبارها خصم لنا وباعتبارنا المنتصرين، فروايتنا تمثل تجربة فريدة من نوعها خاصة وأنها كانت بدعم وإمكانيات محدودة، ومع ذلك، حقّقنا نجاحا كبيرا، فمن غير المعقول أن تتم الموافقة على استعادتنا للارشيف خاصة إن كان يضم جرائم فرنسا في حق الشعب الجزائري، أما فيما يخص أرشيف العهد العثماني والوثائق الخاصة بالدولة والمتعلقة بالتسيير الذي اخذته فرنسا آنذاك رغم أنها ليست سرية، غير أنها تعتبر سرقة، وهو ما أكده الكاتب مصطفى لشرف، الذي قال إن آخر جرائم الاحتلال في الجزائر أنها تسلبك ذاكرتك.
* ماهي رهانات ما بعد الاستقلال؟
- كان هناك تفكير في كيفية مباشرة البلاد والتركيز على الجانب الاقتصادي التنموي والتعليمي، وهو ما كان يؤكد عليه محمد بلوزداد الذي قال «إننا سنعمل بعد الاستقلال لتحسين الوضع المعيشي للسكان خاصة وأنهم كانوا يعانون من سوء التغذية إبان الاستعمار الغاشم»، والثورة الجزائرية كانت لها حركات وبرامج ذات أهداف سياسية واجتماعية واقتصادية، حيث تم وضع خمسة أسس في مؤتمر «حزب الشعب الجزائري» وهي النظام الجمهوري، الديمقراطية من الشعب إلى الشعب، بناء اقتصاد يوفر الحد الأدنى من الرفاهية، بناء ثقافة وطنية، وتكريس حرية المعتقد وهي أسس تم العمل بها لتطوير وازدهار البلاد.
*************
منظمات شبانية تستأثر ذكرى نوفمبر
«شهداؤنا وهبوا لنا الحرية وعلينا الحفاظ على وطننا الغالي»
وصفت منظمات شبانية ونشطاء عبر شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» الفاتح نوفمبر بالذكرى المجيدة التي صنعت الاستقلال ووهبت الحرية للأجيال بعد أن لقّنت الاستعمار درسا في الوطنية، فور أن تحدّت الهمم والعزائم وتوحدت الإرادة في مجابهة العدو الفرنسي الذي اغتصب الأرض والوطن وتفنن في نهب خيراته، حيث كرس الأمية والجهل عبر نطاق واسع للتمكن من فرض سيطرته وتنفيذ مخططاته الاستيطانية، التي اضمحلّت بفضل وطنية الشهداء والمجاهدين.
لعميد: «المرجعية النوفمبرية واضحة المعالم كفيلة بنهوض المجتمع»
أفاد حسين لعميد رئيس جمعية «ريف ولتام» بالمسيلة أن أول نوفمبر هي ذكرى تحل علينا كل عام من أجل تجديد العهد مع الشهداء من أجل الحفاظ على الجزائر، قائلا: «أريد لها أن تكون وفق بيان أول نوفمبر بالنسبة لأمثالي»، ويضيف المتحدث «رغم ما تحقق إلا أن الحقيقة تؤكد تراجع القيم النوفمبرية» مردفا بالقول «في هذه الذكرى نفخر بجيشنا الوطني الشعبي الذي هو سليل جيش التحرير، المؤسسة الوحيدة التي بقيت صامدة ولم تنل منها العواصف ولا الأراجيف وهي بحقّ علامة نوفمبرية رائدة، ويحق لنا الفخر والاعتزاز بها، واستطرد لعميد أن الوطنية النوفمبرية هي نبراس للأجيال من أجل الإيمان بضرورة حب الوطن والعمل للوطن والدفاع عن الوطن» موضحا أنه «كان من الأجدر تعميم ثقافة حب الوطن عبر المدارس والمساجد والساحات وعدم السماح للمتطفلين من اعتلاء المنابر لكي لا نقع في النقيض، فيجب أن نقوم بالتطهير الثوري وإعادة بعث القيم الحقيقية والالتفاف حول بيان أول نوفمبر كمرجعية وحيدة للنخبة والشعب ويجب استغلال جميع وسائل التواصل والاتصال من أجل ترسيخ القيم وإلا فلن نلوم إلا أنفسنا والمجتمع لن ينهض إلا في ظل مرجعية واضحة المعالم، نوفمبرية المرجع ونقية الرجال».
شباب الرحمة الفايسبوكية: «تضحيات جسيمة من أجل استرجاع الجزائر»
اعتبر رئيس منظمة شباب الرحمة الفايسبوكية أن أول نوفمبر يوم فخر واعتزاز لشعب كافح أبناؤه من أجل استرجاع الحق المسلوب والسيادة الوطنية ضد الاحتلال الاستيطاني الفرنسي الذي عذب ودمر وقتل شعبا آمَن بالحرية ووقف مدافعا عن كرامته وعن كرامة المواطن العربي، وناضل بقوة مؤمنا بحتمية الانتصار ومستعدا للتضحية، خاصة وأن التاريخ صنعه الشهداء، «فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر» فهذه الرحلة الطويلة للثورة الجزائرية لم تكن بالرحلة العابرة بل كانت تاريخا مشرفا لأمة تستحضر شهداءها وتحفظ أسماءهم عن ظهر قلب وتخلّد رجالها عبر الاحتفال بيوم الاستقلال الجزائري. وعبر المتحدث قائلا: «إننا نحيّي الشهداء الذين كتبوا التاريخ وأناروا شموع الحرية وقهروا الظلم والطغيان وكانوا نبراسا نسترشد به لكتابة التاريخ للأجيال، فتحيّة للصوت الوطني القادر على تحقيق حلم الأجيال والحفاظ على روح الثورة والتواصل، تحية إلى شهداء الجزائر الأبطال في يوم الاستقلال الخالد فينا وفي وجدان كل عربي حر شريف». وعن مجموعة شباب الرحمة ككل الشباب الجزائري الواعي «نرى في هؤلاء المجاهدين والشهداء وكل من ضحى في سبيل الوطن وإعلاء علم الجزائر وراية الإسلام في هذا البلد قدوتنا، نرى فيهم أجمل مثال عن التمسك بالشخصية الجزائرية الأمازيغية المسلمة ونتعلم من كفاحهم ووقوفهم ضد أبطش استعمار، فالثورة الجزائرية تحمل في طياتها العديد من الحكم والدروس.. فمنها نتعلم الصبر من أولئك المجاهدين الذين قضوا أياما وليالي في الجبال، رغم كل الظروف القاهرة والاضطهاد فقط من أجل إعلاء راية الجزائر والإسلام في بلدنا، ونرى حب التضحية والاستشهاد في ذلك الشهيد ونتعلم أيضا الحرمة وال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.