البليدة.. مُحسنون يستعينون بالدرك الوطني لإفطار المسافرين

يتسابق أهل الخير بولاية البليدة لإفطار الصائمين بتنظيم ما يُسمى بمطاعم الرحمة لعابري السبيل للإفطار مع العائلة، ويشترك في هذه العملية التضامنية أطراف فاعلة من المصالح الأمنية على غرار رجال الدرك الوطني.
يجتهد المحسنون في البحث عن أماكن ملائمة يسهل التعرف عليها من قبل المارة في الشوارع والأزقة الكبيرة في المدن أو خارج المحيط الحضري، فغالبا ما تكون الوجهة نحو الطرق السريعة حيث يحظى أصحاب المركبات القادمين من بعيد لمعاملة طيبة تنسيهم مشقة السفر، وهذا ما يتكرّر كل سنة بمحاذاة الطريق السيار شرق-غرب وبالضبط في بلديات الشفة، موزاية والعفرون.
في هذا المحور الهام يستعين القائمون على مطعم الرحمة في خيمة بجانب محطة البنزين "تمزقيدة" في موزاية برجال الدرك الوطني لمساعدتهم في توجيه المارة الذين يبحثون عن مكان للإفطار عند الحواجز الأمنية مع توجيههم في الأماكن المناسبة لنصب الموائد لتفادي أي خطر مروري.
وعن إشراك جهاز الدرك الوطني، يقول رئيس جمعية "بن جلول" الخيرية والثقافية بوعلام بلحاج: "رجال الدرك الوطني يتطوعون بصفة تلقائية لمساعدتنا في تسليم وجبات الإفطار المحمولة لمستعملي الطرقات حينما يتوقفون أو يخفضون سرعتهم أمام الحاجز الأمني".
وتابع المتحدث الذي كثيرا ما يسافر إلى عمق الصحراء للقيام بأعمال خيرية: "مع اقتراب آذان المغرب يوجه أفراد الدرك الوطني مستعملي الطرقات نحو مطاعم الرحمة الذين غالبا ما تُنصب بالقرب من الحواجز الأمنية، ويسمح هذا الإجراء التنظيمي بركن سياراتهم في طمأنينة ويؤمن العمل الخيري الذين ينجزه المحسنون".
وتتجلى مساهمة رجال الدرك، أيضا في الرقابة التي يقومون بها على مطاعم الرحمة بعد ابلاغهم بالرخص المسلمة من قبل لجان الدوائر - يقول مدير النشاط الاجتماعي لولاية البليدة محمد بهيليل، وبعد هذا الإبلاغ يتطوعون في توجيه سائقي المركبات نحو المطاعم لتناول وجبة الإفطار ثم إكمال سيرهم.
ووينبغي حسب ذات المسؤول، إقامة مطعم الرحمة في أماكن آمنة بالقرب من الحواجز الأمنية أين يخٌفض السائقون من سرعتهم لأجل الخضوع للتفتيش، وبالتالي يمكن أن نشير لهم بتواجد مطعم أين يمكنهم ركن مركباتهم والإفطار في أريحية".
في هذا الصدد استحضر ذات المسؤول قرار الوالي سابقا بإلغاء رخصة تنظيم مطعم الرحمة تحت جسر بني مراد بمحاذاة الطريق الرابط بين الجزائر العاصمة والبليدة، وهذا بعدما تسبب هذا المطعم في ازدحام في حركة السير وحوادث مرور.
فتح 47 مطعما في أول يوم من رمضان
كما كشف المدير الولائي لقطاع التضامن في البليدة، بأن عدد مطاعم الرحمة في إقليم الولاية وصل إلى 47 في اليوم الأول من رمضان، حيث تمّ تسليم التراخيص لأصحابها بعد القيام بمعاينة من قبل اللجان المتخصصة على مستوى الدوائر والتي يرأسها رئيس دائرة وتضم ممثلين عن قطاعات أخرى مثل الصحة والتجارة والحماية المدنية.
وصرّح في هذا الخصوص: "السنة الماضية بلغ عدد مطاعم الرحمة 57 مطعما، وهو رقم قد يرتفع هذه السنة لأننا ما زلنا نستقبل طلبات من قبل جمعيات خيرية والخواص الذين يُموّلون هذه المطاعم من مالهم الخاص حيث يفوق عددهم ال20 أكثرهم متعاملون اقتصاديون وتجار وفلاحون يفضلون الصدقة بالسر".
واستطر يضيف: "خلال الاجتماعات الأخيرة مع الوالي، حثنا على ضرورة إقامة هذه المطاعم في أماكن محترمة ومنظمة وأن نتفادى الطوابير أمامها من أجل حفظ كرامة المواطن الذي ينبغي أن يحظى بمعاملة جيدة، وأنصح المتطوعين أن يختاروا أماكن ملائمة لتفادي تعرضهم لحوادث المرور، على سبيل المثال بجانب محطة البنزين أين توجد مساحة لركن السيارات وقاعات للصلاة وطبعا خيمة كبيرة تستقبل الصائمين".