يبقى معلم القرآن محمّد محياوي أقدم معلمي كتاب الله عزّ وجلّ في ولاية تلمسان، بعد أن قضى جُلّ حياته في التّدريس، حيث قضى 35 سنة، كان آخرها معلّمًا في مسجد سلمان الفارسي ببلدية سبدو مسقط رأسه، قبل أن يُحال على التّقاعد، ومنذ ذلك الحين توقّف تعليم القرآن بهذا المسجد. حاول السكان أقناعه بالعدول عن قرار التّقاعد إلّا أنّه رفض، ويقول “لقد بدأتُ تدريس القرآن الكريم منذ 1981م، وانتقلت عبر مسجد سلمان الفارسي والمسجد الأعظم بسبدو ومسجد الحناية، لأتفرَّغ اليوم إلى تعليم الكبار”، وأرجع ذلك لتعبه، حسب قوله، “لقد تعبتُ كثيرًا، ولم أعد قادرًا على تعليم الصّغار، بسبب عدم تحمّلي لضجيج القاعات، وقرّرتُ أن أرتاح مع الكبار”. وأوضح الأستاذ محياوي بأنّه أمّ المصلّين في مختلف المساجد لمدة 34 سنة، خاصة بالمسجد الكبير وسط المدينة الّذي كان حسبه يؤمّ المصلّين من بينهم حفظة القرآن الكبار. على صعيد آخر، قال إنّه كان يأمل ذات يوم ولايزال أن يكون مدرسة لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم للأجيال الصّاعدة، شريطة أن تتوفّر له الإمكانات اللازمة لهذا المشروع الخيري الكبير. ويجمع الكثير من المصلّين على أنّ الكلّ يرتاح لهذا المعلّم في صلاة التّراويح لحلاوة تلاوته وقراءته لسور كتاب الله.