تأسس السوق الشعبي "قارة عبد الرحمان" بوسط بلدية ليوة الواقعة على بعد 50 كم جنوب عاصمة الولاية بسكرة، سنة 1962. ويُعد وجهة مفضلة للكثير من المواطنين خلال شهر رمضان الفضيل؛ حيث يستقطب الزبائن من مختلف ولايات الوطن؛ نظرا لجودة وأسعار اللحوم المعروضة. أكد جفافلة فوزي، صاحب قصابة بيع اللحوم الحمراء ببلدية ليوة ببسكرة، أن عدد زائري "مملكة اللحوم" ارتفع خلال الشهر الفضيل مقارنة بالسنة الفارطة، لكن الشراء تراجع حسبه بشكل ملحوظ؛ نظرا للارتفاع الفاحش في الأسعار التي غيرت سلوكات المواطن. وأضاف أنه كان يقوم خلال رمضان الماضي، بنحر وبيع أكثر من 5 رؤوس من الماعز، إلا أن ارتفاع الأسعار هذا العام بشكل كبير، أثر سلبا على نشاطه، وحتى على قدرة شراء المواطنين وأصحاب الدخل الضعيف، مشيرا إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من لحوم الماعز "الجدي"، لم يتجاوز 900 دج السنة الفارطة. أما هذا العام فإن الأمر مختلف تماما؛ إذ تضاعف السعر ليصل إلى 1700 دج، فيما يزيد سعر لحم الخروف على 2200 دج. وتحتاج وضعية الأسعار بالسوق المذكور حسب العديد من المتابعين إلى قراءة متمعنة لتحديد الأسباب والخلفيات، واستخلاص النتائج واقتراح الحلول؛ من خلال كشف الخلل وتفاصيله؛ حيث تُطرح الكثير من الأسئلة في هذا الشأن، حول الارتفاع الجنوني في الأسعار، منها ما يتعلق بجشع المربين وغيرهم من المتدخلين، وأخرى حول ارتفاع الأعلاف وما يترتب عنها من ارتفاع للتكاليف التي ترهق كاهل الموالين. وتجدر الإشارة إلى أن أسعار اللحوم البيضاء بأسواق أخرى عبر ولاية بسكرة، تزيد على 500 دج؛ ما جعل هذا الفضاء التجاري رغم بعده عن عاصمة الولاية، مقصدا للكثير من المواطنين الذين يتنقلون أفرادا وجماعات لاقتناء ما يحتاجونه من تلك اللحوم الطازجة، التي لها مذاق خاص؛ باعتبار أنها تعطي"بنة" متميزة لشربة فريك.