منذ أيام كتبت زميلتي عن أكوام النفايات المكدسة بشوارع العاصمة، حتى لا نتحدث عن المدن المجاورة التي أصبح فيها الاستثناء عندما ترفع هذه النفايات. وعندما حاولت الاتصال بالجهات المعنية وجدت مسؤولي المؤسسة في عطلة. وإذا كانت العطلة حقا شرعيا والقانون يخول المكلف بالنيابة صلاحيات المسؤول للسهر على ضمان السير الحسن للمؤسسة، فإن الذي أصبح سائدا عندنا هو أن كل المصالح تتوقف في غياب المسؤول، رغم أن هناك بشرا يشتغلون ومسؤولين مكلفين بالنيابة، إلى درجة أن المؤسسات التي يكون مسؤولوها في عطلة تتوقف عن خدمة مصالح البلاد والعباد. والأمر لا يخص مؤسسة بعينها وإنما أصبح ظاهرة عامة تميزها عقلية التخلف وغياب الوازع الأخلاقي والضمير المهني لدى البعض الذين يستغلون غياب المسؤول لترك الحبل على الغارب والتنصل من كل احترافية ومواطنة. مثل هذه العقليات البالية لها لا محالة تأثير سلبي على حركية التنمية في البلاد، وتعطل مصالح المواطنين في الإدارات والمؤسسات. نقول هذا لأننا على بضعة أيام من شهر رمضان المبارك الذي يتخذه الكثير حجة للكسل والتكاسل والتهاون وإهمال الواجب.