أمر قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة لدى محكمة عنابة الابتدائية، ليلة أمس الأول، بإيداع مدير التعاونية الفلاحية الجهوية لعلايمية لخضر المدعو "ح.س" ورئيسها "ح.خ" رهن الحبس المؤقت بتهمة تبديد أموال عمومية والتلاعب بأملاك الدولة وبيعها بالدينار الرمزي، وتحويل الملايير من الخزينة العمومية إلى حساباتهم الشخصية والتزوير واستعمال المزور في محررات رسمية ووثائق إدارية ونهب العتاد الفلاحي وقطع الغيار بغرض تحقيق الثراء الفاحش وغير الشرعي، فيما تواصل ذات الهيئة القضائية استجواب ما يربو عن 15 عضوا في مجلس الإدارة والتسيير بأكبر تعاونية فلاحية في شرق البلاد. وانفجر مسلسل ما يعرف بفضائخ التسيير وملفات الفساد في التعاونيات الفلاحية بولايتي الطارف وعنابة، شهر فيفري من السنة المنصرمة، حين تقدم لزهر متيري رئيس جمعية الإصلاح الفلاحي ببوثلجة بشكوى إلى مصالح الطيب بلعيز بعدما وقّع عليها زهاء الألف فلاح ضد من اعتبرهم "البارونات" الذين تورطوا في بيع ممتلكات التعاونية الفلاحية "كاراسكي" ببوثلجة التي تشكّل أهم فروع "طاباكوب عنابة" بالدينار الرمزي ونهب العتاد الفلاحي وقطع الغيار التي اختفت أيضا من التعاونية الفلاحية المتعددة الخدمات والتموين بالقالة "كاساب" في ظروف مشبوهة وغامضة، بالشكل الذي ألحق خسائر فادحة بالخزينة العمومية قدرتها أوساط عارفة بملفات الفساد بحوالي 1000 مليار سنتيم. ولم يتردد الفلاحون الذين حضروا الاجتماع التشاوري الجهوي بقاعة سينما بوثلجة، في توجيه اتهامات خطيرة لمسؤولين وشخصيات نافذة في الإدارة المحلية، على غرار السيناتور السابق عن الأرندي الذي يدير الغرفة الفلاحية للطارف، ونظيره في الغرفة الفلاحية لعنابة، وكذا منتخبين سابقين وحاليين في المجلس الشعبي لبلدية بوثلجة، تتعلق بالتزوير واستعمال المزور في محررات إدارية ووثائق رسمية، تمكنوا بموجبها يقول لزهر متيري من الاستحواذ على مجالس التسيير وهيئات التعاونيات الفلاحية المذكورة، ومن ثمة يضيف مفجر القضية وجدوا المجال فسيحا لمباشرة عمليات تحويل الحسابات بطرق غير قانونية والنهب الذي تعرض له العتاد وقطع الغيار والتجهيزات التي لا تقدر بثمن منذ تسعينيات القرن الماضي. وقد تخندق الأمين الولائي للفلاحين الجزائريين، نور الدين شنوقة، وعضو مجلس الأمة السيناتور، أسعيد عروسي، ورؤساء جمعيات فلاحية أخرى وكذا منتخبين عن كتلة جبهة التحرير الوطني في المجالس المحلية المنتخبة بولاية الطارف، إلى جانب الفلاحين الغاضبين على مجلس التسيير المؤسس لتعاونية "لعلايمية لخضر" التي لم يتبق من ممتلكاتها سوى مصنع الطماطم الصناعية ببلدية بوثلجة الذي يستغله منذ سنوات مستثمر تركي مالك شركة "كينغ فود".