قال رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف إن موسكو ستردّ على أيّ عقوبات جديدة (بطريقة غير متماثلة)، وربما تستهدف رحلات الطيران التي تحلّق فوق روسيا إذا ما استمرّ شركاؤها الغربيون في (إغراء استخدام القوة في العلاقات الدولية). ألقى ميدفيديف باللّوم على الغرب في الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الروسي جرّاء حزم العقوبات المتعدّدة (الغبية)، لكنه كرّر قناعة موسكو بأن لها اليد العليا في أسوأ مواجهة مع الغرب منذ الحرب الباردة. وفي مقابلة مع صحيفة (فيدوموستي) الروسية اليومية نُشرت أمس الاثنين قال ميدفيديف إن روسيا ربما تحلّت بكثير من الصبر قبل الردّ على العقوبات التي فرضتها حتى الآن الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الأوكرانية، وأوضح أن هذا الخطأ لن يتكرّر، وقال: (إذا ما كانت هناك عقوبات ترتبط بقطاع الطاقة أو المزيد من القيود على القطاع المالي الروسي سنضطرّ إلى الردّ بطريقة غير متماثلة). ووافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة على روسيا من المقرّر أن تدخل حيّز التنفيذ اليوم، لكنه قال إن من الممكن تعليق العقوبات للسّماح لموسكو بإظهار رغبتها في حلّ الصراع في أوكرانيا الذي أسفر عن مقتل نحو 3000 وفجّر أسوأ مواجهة بين روسيا والغرب منذ الحرب العالمية الباردة. وتوصّل مبعوثو كلّ من أوكرانيا والانفصاليين الموالين لموسكو الذين يحاربون قوات كييف في شرق البلاد وروسيا يوم الجمعة إلى وقف لإطلاق النّار، لكن الهدنة هشّة. واستؤنف القصف قرب ميناء ماريوبول المطلّ على بحر أزوف يوم السبت بعد ساعات معدودة من اتّفاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو على استمرار الهدنة. وقال ميدفيديف إن العقوبات لم تفعل الكثير لإعادة (الهدوء إلى أوكرانيا)، وأضاف: (إنهم بعيدون جدّا عن الهدف، للأسف الأزمة الأوكرانية مستمرّة بلا هوادة وهي مأساة رهيبة نأمل في حلّها شريطة أن يظهر الزعماء الأوكرانيون حسن النوايا ويستفيدوا من المقترحات التي طرحتها روسيا). واعترف ميدفيديف بأن الاقتصاد الروسي واجه مشاكل، وأن النمو قد يصل إلى نصف في المائة أو (أكثر قليلا)، لكنه قال إن الحظر الذي فرضته روسيا على واردات الأغذية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتّحدة وكندا والنرويج سيساعد الزراعة المحلّية لأنه سيدفع المستهلكين المحلّيين إلى الاهتمام بالمنتجات الروسية، كما سيدفع المزارعين الروس إلى انتهاج وسائل حديثة. وقال ميدفيديف: (لم نكن البادئين، بل في الحقيقة كنّا صبورين جدّا. هناك رغبة للردّ سريعا، لكن كان موقف الرئيس هو عدم الردّ، أمّا الآن بعد عدد من حزم العقوبات يجب اتّخاذ قرار والمهمّ أن يلقى هذا القرار السياسي تأييدا من غالبية الروس).