72 أسير استشهدوا تحت التعذيب ** بعد أيام من الذكرى ال 26 على استشهاد الأسير مصطفى العكاوي تحت التعذيب في سجون الاحتلال ارتقى الشهيد ياسين عمر السراديح (33 عاما) ليرتفع عدد شهداء حركة الأسيرة الذين ارتقوا نتيجة التعذيب إلى (75) أسيراً. ق./وكالات ارتقى ياسين السراديح شهيداً بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليه ثم الإعتداء عليه بالضرب المبرح خلال مواجهات شهدتها مدينة أريحا في 22 شباط فيما ادعى الاحتلال أن ياسين اعتدى على جنود الاحتلال بالضرب وهو ما دفع الجنود لإطلاق النار عليه وضربه. ففي ظروف مشابهة ارتقى الأسير مصطفى العكاوي في الرابع من فيفري 1992 بعد أيام من اعتقاله من منزله في مدينة القدس ليبلغ الاحتلال عائلته ارتقائه شهيدا نتيجة مضاعفات صحية طرأت عليه خلال التحقيق معه لتبقى ظروف استشهاده طي ملفات الاحتلال حتى الآن الذي لم يحاسب على جريمته التي تكررت اليوم باستشهاد السراديح. الاحتلال يمارس بحق الحركة الأسيرة جملة من السياسات وأساليب التحقيق القاسية والذي تسببت باستشهاد عدد منهم إما بالتعذيب المباشر أو من خلال المضاعفات المرضية التي نجمت عن التعذيب إضافة لاستشهاد آخرين برصاص قوات الاحتلال تحت ذريعة محاولتهم الهرب من السجن أو الاعتداء على الجنود في حين ارتقى عدد آخر من الشهداء الفلسطينيين نتيجة الإهمال الطبي المتعمد والممنهج. ووفق إحصائية لنادي الأسير الفلسطيني فقد بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين في سجون الاحتلال منذ عام 1967 213 شهيداً فلسطينياً عقب استشهاد الأسير ياسين عمر السراديح بينهم (72) أسيرا استشهدوا نتيجة التعذيب إضافة إلى (59) أسيرا نتيجة الإهمال الطبي. كما استشهد (75) أسيراً نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال مباشرة إضافة ل(7) أسرى استشهدوا بعدما أصيبوا بأعيرة نارية وهم داخل المعتقلات. فيما تنتهج سلطات الاحتلال سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى المرضى والجرحى بالإضافة إلى الاعتداء عليهم وتكبيلهم ونقلهم عبر عربات _البوسطةس دون مراعاة لحالتهم الصحية. وحسب إحصائية وصل عدد الأسرى المرضى إلى أكثر من (1200) أسير منهم (19) أسيراً يقبعون في عيادة _سجن الرملةس غالبيتهم لا يتلقّون سوى المسكّنات والأدوية المخدّرة كما يعاني أكثر من (25) أسيراً فلسطينيا من السرطان إضافة لمعاناة أسيرين من مرض الكبد الوبائي. تنديد فلسطيني ودولي في غضون ذلك حمّلت مؤسستا نادي الأسير الفلسطيني والضّمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان الاحتلالَ المسؤولية عن استشهاد المعتقل ياسين عمر السراديح (33 عاماً) من أريحا بعد اعتقاله فجر الخميس وذلك إثر تعرّضه للضّرب المبرح على أيدي جنود الاحتلال علاوة على إصابته بتشنّجات وتعرّضه للاختناق بالغاز الذي أطلقه الجنود -بحسب بلاغ سلطات الاحتلال للجهات الرّسمية الفلسطينية- مطالبة بضرورة التّحقيق العاجل في ظروف الاستشهاد. واعتبرت المؤسستان أن عملية اعتقال واستشهاد السراديح يبرز استخدام جيش الاحتلال المفرط للقوة كما أنه استمرار في سياسة إعدام الفلسطينيين خارج نطاق القانون بغطاء كامل من الجهات السياسية والقضائية والأمنية في دولة الاحتلال. وأوضحتا أنّه استخدام القوة المفرطة أثناء اعتقال الشهيد السراديح من قبل جيش الاحتلال بدون أن يشكّل الشهيد أي تهديد مباشر يخالف قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان التي تمنع استخدام القوة المميتة ضد المدنيين حين لا يشكّلون تهديد وخطر حقيقي ومباشر فالّلجوء لاستخدام القوة المميتة بهذا الشكل يعتبر إعداماً خارج نطاق القانون. كما وأن ما حدث للشهيد السراديح يخالف قواعد القانون الدولي الإنساني التي تمنح صفة الأشخاص المحميين للفلسطينيين في الأرض المحتلة. ودعتا الأمين العام للأمم المتحدة _أنطونيو غوتيريشس إلى المسارعة في تشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على حقيقة استشهاد المعتقل ياسين السراديح وعلى كافة أوضاع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ومعاملتهم وما يتعرّضون له من تعذيب ممنهج على أيدي أجهزة الأمن وعناصر مصلحة السجون وقواتها الخاصة. وتحذر المؤسستان من أن الصمت الدولي وتقاعس اللجان الدولية وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة يبعث برسائل اطمئنان لدولة الاحتلال بأنها ستبقى دولة فوق القانون الدولي وتحظى بحصانة دولية من المحاسبة والمساءلة مطالبتان المؤسسات الحقوقية كافة الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان إلى ضرورة بلورة استراتيجية قانونية فلسطينية موحدة لحماية أرواح الأسرى والمعتقلين ومحاسبة دولة الاحتلال في كل المحافل القانونية الممكنة وتفعيل حملة المقاطعة الدولية ضدها ومحاسبتها وسحب الاستثمارات منها.